دور الساسة في “تفريس” العراق!!

دور الساسة في “تفريس” العراق!!
آخر تحديث:

  عامر السامرائي 

قيل في الأثر: مَن تعلّم لغة قوم أمن شرهم..

هذا القول بالتأكيد لا ينطبق على وزير التعليم العالي في الحكومة العراقية “عبد الرزاق العيسى” الذي انبرى بالدعوة الى تعليم اللغة الفارسية في عموم العراق، وعدم اختصارها في العاصمة بغداد .

فهل كانت دعوة الوزير “سياسية” لتلميع صورته أمام الإيرانيين، لينال رضاهم وبالتالي حصوله على دعمهم السياسي بمراحل مقبلة، خاصة وأن الإنتخابات النيابية على الأبواب ؟! .. أم أن هناك نوايا ومآرب أخرى تكمن وراء هذه الدعوة ؟!..

فلو دققنا في خلفية الرجل السياسية نجده يمثل الإئتلاف الحاكم الموالي لإيران في العراق، وبالتالي قطعاً لا يقصد فحوى القول المأثور أعلاه .

ولو راجعنا أيضاً دور معظم السياسيين الموالين لإيران، نستنتج على الفور أن هذه الدعوة تندرج في تمكينها -أي إيران- من نشر “ثقافتها” بشكل أوسع في العراق بعد تمكنها من الجغرافيا .

ومن المعروف أن إيران تسعى لأن يكون العراق حديقتها الخلفية، من خلال العمل على “تفريسه”، والتي يبدو أن هذه السياسة تمضي على قدم وساق، حيث بدأتها في محافظات وسط العراق وجنوبه، ومارست الإضطهاد والإعتقالات وحتى الإعدامات احياناً، فضلا عن سياسة التهجير ضد كل من يعارض سياستها في تلك المناطق، “سنة” كانوا أم “شيعة” .

 ولأن هناك رفضاً كبيراً في المدن الغربية والشمالية للتواجد الإيراني، فقد بدأت مشروعها في محافظات الوسط والجنوب، بحجج كاذبة وزائفة ” الدفاع عن المذهب والمقدسات” بدعم من المرجعيات الفارسية بالعراق، لتسهيل تمرير المشروع الإيراني .

وللتذكير فأن إيران مارست من خلال أذرعها سياسيين ومليشيات، سياسة “التفريس” عبر تصفية واضطهاد “الشيعة” العرب المناهضين لتواجدها ولمشروعها التوسعي في العراق، وما تعرض له أتباع المرجع العراقي “محمود الحسني الصرخي” خير دليل على ذلك .

كما قامت بتهجير العرب “السنة” من محافظات الجنوب والوسط إلى خارجها، فضلا عن مناطق حزام بغداد وديالى، ولم يقتصر الامر على ذلك، بل مارست عمليات خطف واغتيال بحقهم، بهدف الضغط عليهم وإجبارهم على الرضوخ والإستكانة لمشروعها، الذي بدأته داخل أراضيها ضد القوميات غير الفارسية منذ عام 1979، وخاصة في امارة الاحواز العربية، بهدف تفريسها وتذويبها في الثقافة الفارسية، فمنذ ذلك التاريخ لم يخف نظام الملالي الحاكم في طهران نواياه في تصدير مشروعه الفارسي للخارج، وبالتحديد إلى الدول العربية ذات الأقلية “الشيعية” .

إذن هناك خطة تعمل بإحكام على “تفريس” العراق، يقوم بها الساسة الحاليون، كالدعوة التي أطلقها وزير التعليم العالي، وعلى العراقيين التصدي بكل السبل المتاحة، لمثل هذه الدعوات المشبوهة التي تخدم المشروع الإيراني التوسعي، ولا ننسى أن العراق قدّم الاف الضحايا عبر وقوفه بوجه النوايا الإيرانية لمنع تحقيقها وقد نجح بذلك، ويمكن تحجيم هذه النوايا الآن، بزيادة اللحمة الوطنية بين العراقيين كافة، والعمل مع الدول العربية المعنية، لوضع إستراتيجية واضحة المعالم، لكبح جماح التمدد الفارسي في العراق والمنطقة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *