رئيس جمهورية الموز العراقية مات في غير موعده .. بقلم د. نوري المرادي

رئيس جمهورية الموز العراقية مات في غير موعده .. بقلم د. نوري المرادي
آخر تحديث:

بعد شلل لأكثر من عام ووفاة سريرية لستة أشهر، مات في ألمانيا قبل أيام المجرم الناكث النذل الأشر بين عملاء الاحتلال في العراق و رئيس جهورية الموز العراقية جلال الطلي باني، مخلفا عدة مشاكل تنتظر حلولا، أيها رست عليه الحال صار نكدا على أمريكا وأحلافها في المنطقة.وليس في هذه المقدمة ما يناقض الترحم على الموتى بدل شتمهم. لأنه لا شتيمة بتسمية الشيء باسمه. وجلال طلي باني هو وموساد ومخابرات إيران، ضربوا مدينة حلبجة الكردية بسم الثاليوم وقتلوا منها ما لا يقل عن 300 شخص، لا لشيء سوى لشيطنة الرئيس الشهيد صدام حسن وتأليب العالم عليه، تمهيدا لاحتلال العراق. وجلال وبعد ساعات فقط من توقيع معاهدة له مع الحزب الشيوعي العراقي، قتل في بشت أشان ما لا يقل عن ثمانين شيوعيا. وجلال قاد لأكثر من مرة فصيل الجحوش الموالي لحكومة العراق ضد البيشمركة (مسلحي مافيا الكرد). وجلال الطلي باني أول من زار إسرائيل عام 1956 ممثلا عن مصطفى البرزاني، مثلما عمل شرطيا للحكومة العراقية ضد الكرد، واستنجد بالجيش العراقي على رفاقه(!!). وجلال أغنى من ملك السعودية، وكل أمواله في مصارف صهيونية. وهو واحد من لجنة العملاء الستة التي عينتها كوندليزا رايس عشية احتلال العراق. وهو واحد من “لجنة حكماء العراق” التي لم يعرف من مجموع أسمائها الخمسين سوى 7 أشخاص فقط، بينهم ثلاثة عرب و7 أكراد والبقية يهود وماسونيون مجهولون من مختلف الجنسيات. 

ما أعنيه أن نعت جلال طلي باني بنعوت سوء ليس شتيمة وإنما تعريف به وحسب.
وبالعودة إلى موضوع وفاته فلابد من الإشارة إلى مقال نشرته قبل أسبوعين1 الصحفية الاستقصائية والمحللة السياسية اللامعة – عشتار، والذي استنتجت فيه أن جلال مات منذ فترة وأخفيت جثته وسحب ملفه من سجلات المستشفى الألماني الذي رقد فيه رقدته الأخيرة. والآن وحيث اثبتت الأيام صدق استنتاجها، فلابد وفي الأمر خصوصية فائقة أو علة كبيرة لولاها ما أخفيت جثته وهو رئيس دولة، وإن كانت هذه الدولة جمهورية موز. ولولا بعض الإشكاليات لما اختفى شيء يخصه من قبيل ملفه العلاجي في مستشفى عامة. ولو تركت لخيالي العنان، لافترضت أن خلف هذه الإجراءات المبهمة التي لفت موت هذا المجرم، ثلاثة عوامل أولها، أنه مات بالسرطان الناتج من أشعة عتاد اليورانيوم المنضب، الذي قصفت به أمريكا العراق خلال الفترة 1991 – 2003م.
ومعلوم أن لو مات (وقد مات) بسبب هذا اليورانيوم رجل واحد من العامة أو ألوف، فلا يعني هذا شيئا، أما أن يموت بسلاح الاحتلال رئيس جمهورية موز كان الأشد عمالة لهذا المحتل والأكبر خدمة، فسيندرج هذا في مسلمة عقاب الله وكيده، وقصاصه الذي ينزله بالخونة، لأنه سبحانه لا يحب كل خوان أثيم.
والعامل الثاني لهذه الإجراءات المبهمة هو فترة لازمة لتتقاسم المصارف الصهيونية الجزء الأعظم من أرصدته، التي أغلبها وعلى عادة الزعماء العرب، بأسماء وهمية.
أما العامل الثالث، أن الجثة اختفت وتأجل إعلان الوفاة بسبب البحث عن البديل لرئاسة حزب الطلي باني – الاتحاد الوطني. والبديل الذي كان مطروحا هو هيرو إبراهيم زوجة الطلي باني. وقد قادت ثلاثة أو أربعة اجتماعات لحزب الطلي باني – الاتحاد الوطني. لكن اعتراضات قاعدة الاتحاد الوطني على هذا التخليف كانت ولازالت، قوية فتحتم تأخير إعلان الوفاة إلى قاعدة الحزب لتهدأ قليلا.
وهذه العوامل فرضت التعتيم على وفاة الطلي باني لفترة. لكن خبر الوفاة تسرب إلى الشارع، ولم يعد ممكنا مواصلة التعتيم، فأعلنوها.
المهم إن وفاة طلي باني كانت حقا في غير الموعد الذي أعلنوه لها حيث توفى قبل أسابيع إن لم يكن شهورا من الإعلان الرسمي للوفاة. لكنها وفاة حدثت في غير موعدها مضمونا أيضا.
فقد اعتدنا أن بوفاة رئيس الجمهورية تنكس الأعلام ويعلن الحداد في البلاد ويحاط الدفن ومجلس الفاتحة بمراسيم أميرية احتراما للميت ذاته وإكراما لمنصبه. بينما نحن الآن أمام حالة وكأن المتوفى فيها كلب نفق في صحراء. فقد طلبت الحكومة العراقية من المستشفى الألماني أن لا تسلمها الجثة قبل انتهاء انتخابات ستجري في المنطقة الشمالية عما قريب2. الأمر الذي لابد ويشير إلى حجم الهموم التي خلفها هذا الميت على الذين خلفوه.
وهو كذلك!
فالسيدة هيرو إبراهيم، وحسب قانون المحاصصة الطائفية، سترث عن زوجها منصب رئاسة جمهورية الموز العراقية. وفي إشارة لهذا، استقبلت هيرو نوري مالكي مرتين وهي تقف على البساط الأحمر في مطار السليمانية، وتباحثت معه بشؤون العراق،، الخ. كما استقبلت نجيفي رئيس برلمان غلمان العراق، وزارت إسرائيل واستقبلت لفني يوم كانت وزيرة للخارجية الصهيونية.
لكن هيرو عجوز شمطاء بانتظار موافقة السيد عزرائيل لتدخل المثوى الأخير. وثروتها تناهز الثلاثين مليار دولار. والمصارف الصهيونية التي بالكاد تراضت على تقسيم أرصدة الطلي باني، ليست على استعداد لماراثون مشاحنات وكولسات جديد لتتفق على تقسيم تركتها. علما بأن أزمة مالية جديدة تلوح في الأفق بسبب الأحوال في مصر. من هنا كانت الوفاة سابقة لأوانها المالي تماما.
وبالمناسبة، وحين تبخرت أرصدة العقيد في المصارف الأوربية، وأرصدة الخوئي في المصارف البريطانية، وأرصدة الشاه في أمريكا، وأرصدة وزير دفاع السعودية في سويسرا، وأرصدة بن علي،،، وحين تتبخر أرصدة عبد الفتاح السيسي (التي تتضخم الآن بتسارع كبير) يوم يقتص الشعب المصري منه، وحين تتبخر أرصدة آل الأسد؛ حين أرى هذه الأرصدة تبخرت وستتبخر بشكل ممنهج، تبادر إلي تساؤل عما إذا الرؤساء الذين عرفناهم هم مجرد وسطاء أو سماسرة عيّنهم وأعانتهم الكارتيلات المصرفية الكبرى ليسرقوا لها أموال شعوبهم؟! ولا غرابة في هذا التساؤل إذا ما تذكرنا كم من رئيس وملك عينتهم شركات النفط الكبرى فحكموا وسرقوا، ولازال بعضهم على هذه الحال!!
المهم أن تعيين وريث الطلي باني على رئاسة حزبه، لازالت أسهل من تعيين وريثه على رئاسة العراق. فمسعود برزاني قرين جلال الطلي باني في شمال العراق هو الآخر مخطور، وإن فاز في الانتخابات القادمة على غرمائه، فبالتزوير والرشا والعسف. وهي حالة لن تهدأ الأوضاع إثرها في شمال العراق المضطرب اصلا. والحرب بين اقطاعيتي الطلباني والبرزاني أساسا بانتظار الشرارة الأولى، وستكون كالحرب التي حدثت بينهما خلال 1993 – 1998 والتي لم تنته إلا باستنجاد ناكر الجميل مسعود برزاني بالقوات العراقية يوم وبالرئيس الشهيد صدام حسين. وموت الطلي باني في هذه الوقت، سيزيد على التوتر هناك إذا لم يشعل شرارة الحرب ذاتها.
ورئيس وزراء حكومة جمهورية الموز العرقية، نوري مالكي هو الآخر يعيش لحظات احتضاره. ولن يؤجل أجله غير ما يخطط له حاليا وهو اغتيال عمار بن العقور الحكيم ومقتدى الصدر معا. وهو أمر ليس بالسهل، فما بالك أن ينفذه إثر موت حليفه ورئيسه. وإذا لم ترث هيرو أو أحد من عائلتها رئاسة الجمهورية فسيرثها أحد من ألد أعداء مالكي شخصيا. ومهمة البحث عن رئيس في هذه الأوضاع القلقة في المنطقة، حيث بدأت الحرب الطائفية في العراق. ومن جهة إيران فهي مستنفذة القوى بعد تدخلها في سوريا والعراق واليمن وشمال شرق الملكة العربية السعودية. وهي منهكة اقتصاديا وممزقة اجتماعيا، وفوق هذا وذاك فقد استنفذ المذهب الشيعي امكانيات تحشيده، وعلى العكس صارت الناس تنفر منه ومن ترهاته التي تمثل حقا كارثة على الوعي البشري. ومن هنا فهم إضافي كالبحث عن رئيس للعراق الذي تحتله وتعتاش على موارده ليس بالأمر الهين الآن. وأمريكا، التي تحتل العراق هي الأخرى والمسؤولة عن مسار الحكم فيه، في حالة من العجز لم تعد معها قادرة على حمل عصا أو جزرة وقد انهكت في العراق وأفغانستان وتخطى عجزها المالي سقف الدين المتاح للحكومة3 . وهي الآن صارت إلى حال إذا لم تجد دائنا جديدا من الآن وحتى بداية شهر نوفمبر القادم، فالنتائج ستكون عسيرة عليها تماما. وهي حتما ليست بوارد تحمل هم البحث عن رئيس للعراق، ودعمه بقوة تجبر الفرقاء على قبوله. وحليف أمريكا الأقوى بعد إيران والسعودية – قيادة انقلاب مصر، يتهاوى وليس من علامة تشير إلى أنه سيصمد طويلا. وإن صمد فبحروب واضطهاد وعسف سيفرز قوى جهادية مصرية، لن تستريح لها أمريكا وأحلافها أبدا. ويضاف إلى كل هذه الهموم التي نتجت عن موت هذا المجرم الخوان، أن كل الأطراف المتأثرة من موته هي الأشد ما يكون في كيدها لبعضها البعض والأقل مصداقية والأدنى شرفا والأشره لصوصية. واتفاق هكذا مجموعة على رئيس دونما فيوء أمر عسير ويشيف هما إلى من يتبعون.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *