رسالة الولاية الثانية

رسالة الولاية الثانية
آخر تحديث:

بقلم:هادي حسن عليوي

الى: السيد حيدر العبادي

كتبتُ أنا لك كثيراً منذ تشكيلكَ لوزارتك أواخر العام 2014 حتى ألان.. وأعترف انكَ أو مكتبكَ الإعلامي.. كان حريصاً على قراءة كل ما يرسل أو ينشر.. وهذه الحالة اكتشفتها.. من خلال ما تتخذه من قرارات أو تصويبات تنسجم مع ما يكتب لك.. أو من خلال تعليقاتكَ في مؤتمراتكَ الصحفية الأسبوعية على ما ينشر.

الدكتور حيدر ألعبادي.. بالتأكيد ستمنحك الكتل السياسية أو غالبيتها تأييدها لمنصب رئيس الوزراء لولاية ثانية.. وفق الاتفاقات والبرنامج الحكومي الذي ستتفق عليه الكتل.. ولا أريد أن أتدخل في هذا البرنامج.. أو حتى اعلق.. أو ابدي رأياً في البرنامج.. فتدخلي لن ينظر إليه تماماً.. فالبرنامج حصيلة اتفاق الكتل السياسية وولد بعد مخاض عسير.

إلا إنني أؤكد إن رئيساً للوزراء في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية في تاريخ العراق والمنطقة.. تتطلب وضع مصلحة العراق أولاً.. ليس قولاً أو شعاراً.. بل حقيقة وفعلاً.. وإلا لن يكون العراق مستقراً وستتوقف الأعمال.. وستكون التظاهرات والاعتصامات هي سيدة الموقف.. ولن تكون كالتظاهرات الحالية.. ولن تسكتها قرارات مستعجلة أو ترقيعية.. أو قوة السلاح.

ولا تصدق إن الكتل ستقف الى جانبكَ.. عندما تشتد الحالة.. ولا تصدق إن شيوخ العشائر سوف يستطيعون تقديم العون لك.. كلامي هذا ليس تهديداً… فأنا لا املك حزبا.. ولا ميليشة.. ولا شيخ عشيرة.. وليس لي علاقات دولية أو إقليمية.. حتى إنني لا أملك مسدس للدفاع عن نفسي.. كلامي هذا هو الحقيقة.. وليس غيرها.

ضع موازنة بين متطلبات البرنامج الحكومي.. وبين متطلبات الكتل السياسية.. ومتطلبات الجماهير.. مع الانحياز لمتطلبات الجماهير.. التي خسرت كل شيء خلال ال 15 سنة الماضية.. وخلال سنوات القهر والظلم ألصدامي.. والحصار الدولي الشامل

أختر وزراءك من بين أفضل الوزراء.. وطبق مقولة “المجرب لا يجرب”.. ولا تقل هناك مجربين جيدين.. فأقول لك الشعب لا يؤمن بأي أحد مجرب. ولا تختار وزيراً عليه شبهات فساد.

لا تعد بلا تنفيذ.. ولا تنشغل بخطابات لا داعي لها.. اعتقد إن مؤتمرك الصحفي الأسبوعي يكفي.. فالجماهير شبعت خطابات من صدام.. ومن قبلكَ.. ومنكَ.. بل أقول لك صدقاً.. إن الجماهير لن تسمع خطاباتك.. ولا تقرأها.. ولا تصدق بها.. حتى لو نفذت ما تقوله.. فهي لا تصدق بكلام وخطابات المسؤولين.

لا ترفع أي شعار.. يسجل عليك.. فلا تقل سنحارب الفساد.. ولا تقل سنجري إصلاح وترشيق حكومي.. ولا تقل سنقضي على ما تبقى من داعش.. ولا تقل سنقضي على الجريمة المنظمة والخطف والسرقة.. ولا تقل سنحقق العدالة في الرواتب.. ولا تقل سنوزع أراضي للمواطنين.. ولا.. ولا.. ولا.. بل اجعل عملك يتكلم.

أجعل من سكوتك.. وعملك بلا ضجيج.. وبلا إعلام مزوق.. عامل نجاح ومحبة المواطنين.. فالمواطنون لا يؤمنون بالإعلام.. ولا بالخطابات.. أبدأ عملكً بالحاجات الفعلية (الخدمات.. البطالة.. توفير المدارس والسكن.. محاربة حقيقية للفساد وكبار الفاسدين.. البناء والأعمار.. اختيار قيادات إدارية وتكنوقراط ونزيهة للوزارات والمؤسسات).

أعرف جيداُ ومقتنع انكً لا يصيبك الغرور.. ولا يمنحك المنصب غطاءً أو هيبة.. غير هيبتكً واحترامكً لنفسكً.. لكن لا تتواضع لحد تعصر.. ولا تعاند حد الكسر.. ولكنك عاند لمصلحة وطنك وشعبك.

بقيً أن أقول لك.. وأنا خجلاً من القول.. كن قوياً وحازماً تجاه طلبات الكتل والسياسيين والنواب غير المشروعة.. ولا تخشى تهديد الكتل والسياسيين والنواب.. بالتلميح أو التهديد باستجوابك.. أو حتى أقالتك ظلماً.. فهي قوة لك وليس ضعفاً.. كما تحقق لخالد ألعبيدي.

لا أريد أن أطيل بالكلام.. فالقيادات والمسؤولين تريد المختصر.. والإشارات.. والسلام.. وإنا منتظرون.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *