حين تتناول “الأبوة”، فأنك تختصر الكثير من المسافات، والكثير من المعاني، لكن عليك أولا أن تحدد تلك الصفات في الأب، وهل تصلح لكل الآباء ؟ إذا ما اتفقنا على أن ليس كل الآباء بنفس الصفات : لأن منهم من يمتلك الحرص والنصيحة ، ومنهم من لا يمتلك من الأبوة غير الحصافة ، وربما الحكمة مسبوغة بالتوجيه . وليس أسهل منها جميعا في صفات الآباء.
اكتب هذه الكلمات وأنا استذكر الأخلاق الفاضلة للفنان العراقي الكبير “جعفر السعدي” رحمه الله كأب وكمعلم في كيفية التعامل مع الناس بالصدق والإخلاص ،لازالت كلماته ترن في إذني عندما قال لي وأنا طالب في أكاديمية الفنون الجميلة :” الكلمة موقف وشرف ، فإذا لم تكن الكلمة معبرة تعبيرًا صادقًا عما في نفس قائلها، لم نجد وسيلة أخرى كافية نعرف فيها إرادات الناس، ونعرف فيها حاجاتهم ونعرف فيها حقيقة أخبارهم.لولا الثقة بشرف الكلمة وصدقها لتفككت معظم الروابط الاجتماعية بين الناس، ويكفي أن نتصور مجتمعًا قائمًا على الكذب؛ لندرك مبلغ تفككه وانعدام صور التعاون بين أفراده.كيف يوثق بنقل المعارف والعلوم إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإنساني؟.كيف يوثق بنقل الأخبار والتواريخ إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع؟. كيف يوثق بالوعود والعهود ما لم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس”؟.
من هنا أوجه رسالتي إلى الأخ الفنان “علي السعدي” :لاتتجاوز على تاريخ والدك وعندما يكون الميت غير راض عن عمل ولده عليه التغيير في سلوكه ومنهجه ،وكما تعلم أن الابن بضعة من أبيه وفلذة كبده التي يطرب لطربها ويسعد بسعادتها.
فاسمع نصحي تسلك طريق النجاة..عليك يا “علي” بتجنب العيوب والكذب واستغلال الناس فإنها لا تخفي على الله خافيه.واسلك طريق الخير ولا تحاول أن تضر من حولك، فقد سمعنا ما لا يرضى الله ووالدك من استلاف مبالغ بآلاف الدولارات مقابل “وعدا كاذب” وسمعنا عنك ما أصم آذاننا، وكن صادقا نزيها في تعاملك مع الناس.والرحمة والغفران لرمز المسرح العراقي “جعفر السعدي”.
تلميذ الفنان جعفر السعدي /أستاذ حاليا