رسالتي الى الرئيس ( النهايات السائبة )

رسالتي الى الرئيس ( النهايات السائبة )
آخر تحديث:

بقلم:كاظم المقدادي

من الغريب جدا ان يعلن رئيس السلطة التنفيذية ، عزمه الذهاب الى الشباب لمعرفة .. ماذا يريدون ، و لماذا هم يتظاهرون ، وكأن الذي جرى ويجري من انتفاضة كبرى .. لم يسمع بها ، ولَم يتاكد من وقوعها .. وهنا علينا ان نتحقق .. / اما ان يكون الشباب العراقي الثائر من شعب الارجنتين .. او ان السيد الرئيس جاء ممثلا عن حكومة الصين .

في فن ادارة الازمات .. هناك خيط رفيع تتكوم حوله عناصر الازمة ، وفي أزمات العراق المتلاحقة ، والمتعاظمة .. حصل تراكم في الوعي عند الشباب الثائر ، وتجاهل عند المسؤول الحائر .. فتكاثرت ، وأشتبكت الخيوط ، وصار البحث عن الحل ، مثل البحث عن إبرة في جبل من القش المبتل .

الشباب الذين لم تغسل أدمغتهم لا ايديولوجيات سياسية سابقة .. ولا ايديولوجيات دينية لاحقة .. هم شباب فتحوا عيونهم على حقيقة اصبحت متلازمة .. بل هي اقرب الى اهزوجة شعبية ( كلهم حرامية ) .. انه الفساد ، وحيتان الفساد الذي كان سببا لانتفاضة الشباب .. يا سيادة الرئيس وانت تعرفهم ، لكنك اضعف من ان تعاقب واحدا منهم .

ذكرت يا سيادة الرئيس ، وفي معرض حديثك ان / معضلة الشباب .. انهم يعانون من ( الكبت ) .. ولم تشرح لنا ساكيولوجية واسباب الكبت / هل سببه البطالة ..ام هو الشعور في الاغتراب .. في وطن ضاع بين الحقيقة والسراب .

وعندما ترأست جلسة مجلس الوزراء .. كان عليك ان تقدم الاجوبة السريعة .. بعد الذي حدث ، و يحدث من انفجار كبير ، وخطير ، عطل الحياة ، وشغل اذهان العراقيين في الشتات .

وبدلا من ان تتقدم بالأجوبة الواضحةً الشافية .. كمسؤولية اجتماعية ودستورية ..رحت تطرح الاسئلة تلو الاسئلة .. ولَم تسمح لوزيري الداخلية والدفاع بشرح الحالة الميدانية ،. لقد احتكرت الكلام بنفسك ، ولنفسك .. لتؤكد صواب نهجك ، وبراءة حكومتك .

نعم .. انه الوعي التراكمي للشباب ، وليس الكبت .. وهو ايضا الوعي المتراجع عندك بالإهمال والصمت .. ولا ننسى ايضا قابليتكً في تجاهل للمنظور .. وتأكيدك على اللامنظور .

والسؤال الاهم .. عندما عزمت الذهاب يا سيادة الرئيس الى ساحة التحرير ، او الى مدينة الشعلة .. ومن دون حمايات ولا سلاح .. هل تريد القول .. كنت غاضبا ومتوترا ، وأمرت بإطلاق الرصاص الحي .. و انت الان بينهم للاعتذار ، ولمعرفة كل شيء .

والله .. نكتة يا سيادة الرئيس .. ان تعالج ازمة خطيرة على هذا النحو من السذاجة .. انها محنة المسؤول الذي وجد نفسه في حيرة ، وفي عزلة سياسية ، واجتماعية .. بعد عام من حكمه .. ثم يقف متهما امام استفتاء شعبي ، اختلط بلون الدم .. والشوارع كلها تصرخ / ارحل .. ارحل .. وانت لا تسمع ، ولا تندم .

اخيرا.. .. لو كنت قد قلت لنا في جلسة مجلس الوزراء الطارئة .. عن الذي انتظرناه طويلا .. من هم هؤلاء الذين يرتدون الملابس السود .. و كشفت لنا ، عن اولئك الذين أطلقوا الرصاص الحي ، ومزقوا صدور الشباب .. و انهم الان امام القضاء ينتظرون الحكم العادل .. او انك كشفت ، لنا من هم القناصة ، والى اي جهة ينتمون .. لكنا قد صدقناك .. لكنك لم تقل ، وتركت لنا النهايات سائبة .. وسائبة الى الابد ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *