رهانات شعراء الحداثة

رهانات شعراء الحداثة
آخر تحديث:

نجاح هادي كبة

من الكتب التي شكّلت اهتماماً بالساحة الأدبية والنقدية كتاب (رهانات الحداثة ) للناقد الكبير فاضل ثامر الذي صدر عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق العام 2019م بحدود 527  صفحة من القطع المتوسط سلّط فيه الناقد مشغله النقدي على شعراء الحداثة في العراق من أجيال مختلفة خمسينية وستينية وسبعينية و ثمانينية وتسعينية والشعراء هم : السياب فاضل العزاوي , فوزي كريم , سركون بولص , ياسين طه حافظ , رشدي العامل , خزعل الماجدي , كاظم الحجاج , موفق محمد , عبد الكريم كاصد , محمد علي الخفاجي , علي جعفر العلاق , عبد الزهرة زكي , زعيم نصار , عارف الساعدي , عمر السراي , طالب عبد العزيز , جواد الحطاب , وأخيراً باسم فرات وقد مهّد الناقد لكتابه بتمهيد أولي بمثابة (مانيفتو) بعنوان : أين تقف حركة الحداثة الشعرية اليوم ؟ بحدود ست صفحات جاء فيه (كثيرة جداً هي رهانات الحداثة الشعرية العربية ؟ …… وهم يؤسسون لبرامج ومشروعات شعرية فردية وجماعية ) ص:8 . اتخذ الناقد من الحداثة الشعرية مركزاً في مشغله النقدي بخاصة اهتمامه بقصيدة النثر الذي حدّد مواصفها الشكلية والمضمونية كالهمس والرمز والإيحاء والدلالة والانزياح وفيما اذا كانت سطرية أو فقرية على شكل حكائي وبالضد شن حملة شعواء على شعراء العمود واتهمهم بالتطريب وجعجة الإيقاع واجترار المضامين إلا انه عدّ بيان قصيدة الشعر طريقا لولوج الشعر العامودي للحداثة الشعرية إذ تناول الناقد تجربة الشاعر عارف الساعدي فقط من بين شعراء العامود حين اقترب هذا الشاعر من مقياس الحداثة الذي حدده سابقاً , وبشكل وازى فيه الشاعر حداثة قصيدة النثر , والناقد يمتلك ذخيرة نقدية كبيرة فهو يقارن أساليب رهانات الحداثة بشعراء الأدب العالمي الحداثويين كما يمتلك ذخيرة تراثية عن الأدب العربي القديم وآراء كبار الفلاسفة والمفكرين والأدباء عبر التاريخ كما يسلط الضوء على التناص من طريق ذلك وتظهر صورة الناقد الذي يبيّن المحاسن والمساوئ للشعراء , يقول عن الشاعر سركون بولص : ( يظل الطابع التأملي الاستذكاري , الشخصي طاغياً على قصائد الشاعر سركون بولص الأخير …… ان هذا الديوان يضم قصائد نثر ويواجه أيضا إشكالية الكتابة بين نسق السطر أو البيت , ونسق الفقرة النثرية المعتمد أصلا في قصيدة النثر في الأدبين الفرنسي والإنكليزي …. هناك أشكال أخر ….. فقصيدة ” الكرسي ” الاستهلالية مثلاً …. تتكون من أربعة أبيات أو اسطر لكن يمكن كتابتها على السطرين فقط , كما يلي :

كرسي جدي مازال يهتز على أسرار أوروك

تحته يعبر النهر , ينقلب فيه الأحياء والموتى

لكنه يبيّن محاسن الشاعر أيضاً يقول عن الشاعر عبد الكريم كاصد ( هل نقول أنه ولد , أو بدأ شاعراً متكاملاً وناضجاً , وليس مثل بقية الشعراء الذين تجد لهم بدايات ومراحل صعود أو هبوط ؟ ربما ! ) ص:334 .  والناقد يشخص بدقة سمات أسلوب رهانات الحداثة في كل جيل وفي معرض تناوله الشاعر زعيم نصار يقول : ينتمي ( الشاعر إلى الجيل الثمانيني من القرن الماضي, والذي اختار بعض الأنماط الشعرية الحداثية مثل قصيدة النص المفتوح والقصيدة المركبة والقصيدة العنقودية والقصيدة المدورة وكلها تنويعات تنتمي بشكل وآخر إلى جوهر الرؤيا الشعرية والبنائية لقصيدة النــــــــثر ) ص: 429.   ان كتاب رهانات الحداثة لفاضل ثامر سـياحة نقدية , أدبية فكرية , تاريخية وان كان مركزها المشغل النقدي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *