رويترز:العامري “الضمير الإيراني في العراق”

رويترز:العامري “الضمير الإيراني في العراق”
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- نشرت وكالة رويترز، الاربعاء، تقريرا مفصلا عن احتمالات فوز هادي العامري برئاسة الوزراء المقبلة في العراق مستفيدا من مشاركته في الحرب ضد داعش، والمخاوف من تاثير ذلك على مستقبل البلاد بجرها الى محور ايران، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة الاميركية.ويقول التقرير، إن “انتصار هادي العامري في الانتخابات العراقية يوم السبت المقبل، سيكون إنجازاً لزعيم الميليشيا الشيعية، الذي قضى أكثر من عقدين من الزمن في محاربة العراق من المنفى في إيران”، مبينا أن “زعيم منظمة بدر، التي كانت العمود الفقري لقوى المتطوعين التي تقاتل تنظيم داعش، يأمل العامري الاستفادة من نجاحه في ساحة المعركة، فيما يتوقع أن يكون العامري قد دخل سباقًا ثلاثيًا ضيقًا لرئاسة الوزراء”.وأضاف التقرير، أن “فوز العامري سيكون انتصارا لإيران، حيث أن زعيم المليشيا البالغ من العمر 63 عاما أقام علاقات وثيقة مع الجار الشيعي للعراق، لكن عليه أيضا أن يوازن بين مصالح طهران في العراق وأهداف واشنطن المتنافسة في كثير من الأحيان”، مشيرا الى أن “الفائز بالانتخابات سيواجه مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء العراق بعد الحرب المدمرة التي دامت ثلاث سنوات ضد المتشددين السنة، ومحاربة الفساد الذي يستهلك الكثير من عائدات النفط العراقي”.ويتابع التقرير، أن “العامري مثل غيره من المرشحين السابقين، حيدر العبادي، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، تعهد باستعادة مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية التي يحتاجها المواطن”، لافتا الى أن “سجل العامري الخاص في الحكومة، الذي عمل لمدة أربع سنوات كوزير للنقل، كان غير مميز على الاطلاق”.

وويبين التقرير، أن ” العامري يهدف إلى استغلال دوره القيادي في قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، والتي احتشدت لمواجهة دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش في العراق قبل أربع سنوات، فيما يرى خبير في حركات المعارضة الشيعية السابقة أن “نجم حظ العامري سطع في عام 2014، حيث احتفت ملامح ذلك الوزير غير المهني، وظهر كقائد حرب عندما احتاجه شيعة العراق، مرة اخرى”.اصدقاء قدامى ويشير التقرير الى علاقة العامري بقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، مبينا أن “علاقات العامري مع إيران، التي نشأت خلال سنوات طويلة في المنفى، لا سيما علاقاته مع فيالق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، كانت أساسية في صعوده إلى الصدارة، حيث انها ساعدته على هزم داعش”.

ويوضح التقرير، أن “الحرس الثوري قد قام بتدريب وتسليح قوات التعبئة الشعبية التي أنشئت استجابة لفتوى من رجل الدين الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني”، مشيرا الى أنه “كقائد لمنظمة بدر، كان العامري، وهو متحدث بالفارسية، يُشاهدُ في كثير من الأحيان وهو يناقش الهجمات في العراق مع قائد العمليات الخارجية للحرس الثوري، قاسم سليماني”.ويبين التقرير، أن “الصور الكثيرة من جبهة العامري مع سليماني بالزي العسكري، التي ترسل رسائل الفرح والبهجة بعد طرد مقاتلي داعش، تنطوي على صداقة قديمة”، لافتا الى أن “صور المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تشكل أيضاً نقطة انطلاق لمكاتب فيلق بدر، وهي تذكير بالأيام التي كانت فيها الجماعة الجناح العسكري للمعارضة الشيعية في العراق”.

ويؤكد التقرير، أن “العامري عين اعضاء فيلق بدر في مواقع امنية رئيسية تطهرت من ضباط حزب البعث في عهد صدام، لكنهم أظهروا خطته البراغماتية بتجنب الاشتباكات مع القوات الامريكية خلال احتلالهم المستمر منذ ثماني سنوات”، مبينا ان “المعارضين لمنظمة بدر يتهموها باغتيالات وانتهاكات واسعة النطاق ضد السنة المحتجزين في سجون سرية تديرها الجماعة في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة”، وهو ما ينفيه المستشار الإعلامي للعامري والمرشح في قائمته كريم نوري، كما يشير التقرير.

ويرى التقرير، أنه “على الرغم من علاقاته الوثيقة مع إيران، فقد حافظ العامري على اتصالات مفتوحة مع الدبلوماسيين الأمريكيين في بغداد، الأمر الذي سيساعده في الفوز نظراً للأهمية العسكرية والاقتصادية المستمرة للولايات المتحدة للعراق”، لافتا الى “قيام الولايات المتحدة بإعادة تدريب ومساعدة قوات الحكومة العراقية بقيادة العبادي. وقدمت بلايين الدولارات كمساعدات إلى الحكومة التي تعاني ضائقة مالية، وشجعت المستثمرين الخليجيين وغيرهم من الأجانب على المساعدة في إعادة بناء البلاد”.ويوضح التقرير، أن “قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عملت في نفس المنطقة مع عشرات الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية خلال الحرب ضد داعش التي بلغت ذروتها العام الماضي خلال سقوط الموصل، على الرغم من الخطاب المناهض للولايات المتحدة للعديد من قادة الميليشيات – بخلاف العامري – لم تكن هناك حوادث كبيرة”.

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين بحسب التقرير: “الأمريكيون قادرون على العمل مع العامري، وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأنه سيأخذ العراق إلى إيران ما لم يجبر على الاختيار بين الاثنين”، فيما يرى التقرير أن “هذا الخيار الصعب قد يقع على رئيس الوزراء العراقي المقبل، إذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات على إيران بعد رفع صفقة 2015 التي تقيد برنامجها النووي”.
ويتابع التقرير، أن “العامري يقول، إنه في ظل قيادته، سيسعى العراق إلى إقامة علاقات مع جميع الجيران وعدم الاعتماد على إيران، وأن قلوبنا مفتوحة والأيدي ممتدة، نريد أن يكون العراق سيد المنطقة، المركز الذي يدور حوله الآخرون”. 

ويسلط التقرير الضوء على اراء معارض العامري والذين يشككون بأقواله حيث يرون أن “ولائه التاريخي لطهران يعني أن أفعاله سوف تمليها المصالح الإيرانية، كما أنهم يشككون في الصورة التي يتنبأ بها”.
ويشير المنتقدون إلى أدائه، بحسب التقرير، كوزير للنقل من عام 2010 إلى عام 2014، بما في ذلك حادثة في عام 2014 عندما أجبر طائرة ركاب كانت في طريقها إلى العراق للرجوع في الجو لاستلام ابنه الذي غاب عن مغادرة بيروت.حيث لم تتحسن طرق العراق وسكك حديده ومطاراته تحت مراقبته، رغم أن الحكومة كسبت عشرات المليارات من الدولارات من النفط الإضافي عندما كان النفط الخام فوق 100 دولار للبرميل، بحسبهم.وقد سعت حملة العامري لوضعه فوق الانقسامات الطائفية والفشل السياسي في البلاد، مشددًا على دوره في قوات الحشد الشعبي، التي انضم إليها بعض المقاتلين السنة أيضًا، كما يشير التقرير.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *