ساسة أم أدوات؟!!

ساسة أم أدوات؟!!
آخر تحديث:

بقلم:صادق السامرائي

السياسة بإختصار تعني تحقيق المصلحة , وأي مجتمع فيه ساسة لا يحققون مصالحه , فأنهم أدوات لتحقيق مصالح الآخرين المرهون مصيرهم بهم.

وما أكثر الأدوات في المجتمعات المنكوبة بمن يسمون “ساسة” , وما هم إلا غير ذلك تماما , فالسلوك المسمى سياسيا يرتبط أصلا بالمصلحة العامة أو الوطنية , وكل ما يصب في هذا السبيل يحسب سياسيا , وما لا يتوافق معه يكون معاديا , وخبالا.

والمخبولون المدّعون بالسياسة يتكاثرون في المجتمعات المقهورة المهدورة الثروات والمرهونة المصير والمصادرة الإرادات , لأن مخبوليها يتوهمون السياسة ويقومون بدور الأدوات التي تحقق مصالح الآخرين وتنكر مصالح المواطنين.

فالسياسي الناجح هو الذي ينجح في تحقيق مصالح بلاده وشعبه , والفاشل من يفشل في ذلك , لكن الذي يعادي مصالح بلاده وشعبه ويدّعي بالسياسة , فأنه لا يمكن أن يكون أو يُسمى إلا كونه أداة مسخرة لتنفيذ أجندات مناهضة لمصالح البلاد والعباد.

وفي الدول المتأخرة يكتسب الأشخاص صفة السياسة بمجرد الجلوس على كرسي المسؤولية , بأساليب متنوعة كالإنقلابات والتحزبات والفئويات وأخيرا التحاصصات , فحالما تلامس مؤخرة الشخص الكرسي حتى يجتاحه وهم السياسة , ويتصرف على أنه سياسي عارف أو محترف , وفي هذا يكون صيدا سهلا للساسة الذين سيتفاعل معهم من مجتمعات الدنيا الأخرى , لأنهم ساسة محترفون ومؤهلون للعمل الدؤوب لتحقيق المصالح الوطنية , وهو مدّعي سياسة ولا يمتلك رؤية وطنية وعالمية , ولا يمكنه أن يحيط علما بالواقع السياسي وقوانينه وقواعده وأصوله التفاعلية التي تحافظ على السيادة وتصون المصالح , وبهذا يكون الوطن بسببه عرضة للضياع والإمتلاك من قبل المحترفين القادرين على أكل الأكتاف.

وهذا يفسر إنهيار العديد من الدول ودمارها بسبب المخبولين المتوهمين بالسياسة , وما هم إلا أدوات طيعة لتقديم أرقى الخدمات للطامعين بهم وبأوطانهم , وهم لا يشعرون وفي سرابات تصوراتهم يعمهون , ويحلقون بعيدا في فضاءات الأمية السياسة , ويتلثمون بالخداع والتضليل , ويتعممون بالفساد والجور والعدوان على أبناء وطنهم المبتلين بهم.فهل من ساسة بحجم أوطانهم ويعبرون عن إرادة المواطنين في بلاد العُرب ذات الأنين؟!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *