بغداد/شبكة أخبار العراق- أكد بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، ان العراق ما زال يحتاج الكثير لتحقيق الدولة المدنية والمواطنة والمصالحة، مشيرا الى ان التعايش في العراق يحتاج الى عملية مستدامة للناس والمؤسسات، فيما اعتبر ان العراقيين “يتحسرون على الايام الخوالي”.واشار موقع “كروكس” الكاثوليكي الاميركي، في تقرير ، الى انه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية، شدد الكاردينال ساكو على أهمية مساعدة الامة في التركيز على تعزيز التعايش السلمي بين مختلف الجماعات الدينية والعرقية التي عاشت جنبا الى جنب لعدة قرون.ونقل الموقع عن ساكو قوله، انه بفضل العولمة وزيادة الاتصال مع تنوع الثقافات في جميع انحاء العالم، تشكل قضية التعايش، الاهتمام المشترك والاساسي للشعوب.واكد على ان “التعايش هو ضمان لوحدة التعددية في المجتمع وتنوعه، وثبات التماسك الوطني”، مشددا على ضرورة “البحث عن القواسم المشتركة التي تساعد على فهم واحترام الاخر وتجنب البحث عن خلافات تعزز الانقسام”.وشدد ساكو على ان “قضية التعايش وتعزيز قيم الوسطية والتسامح والاحترام، ليست عملية ترويج للشعارات، وانما عملية تنشئة مستدامة للناس وبناء المؤسسات”.لكن ساكو اعتبر انه ما يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به في العراق “في قضايا الدولة المدنية والمواطنة والعدالة الاجتماعية والمصالحة”.وفي اشارة الى تاريخ العراق الثري بمكوناته العرقية والدينية التي تعيش بسلام جنبا الى جنب منذ قرون، قال ساكو ان المناخ الاجتماعي الحالي الناتج عن التوترات الطائفية، بعيد عن حيث يجب ان يكون، وانه يجب السعي من اجل استعادة التعايش السلمي الذي تميزت به البلاد يوما ما.
وقال ساكو “العراقيون اليوم يتحسرون على الايام الخوالي، لانهم يشعرون ان عقلية المحاصصة والاقصاء الديني والطائفي والعرقي والفوضى السياسية دمرت وطنهم وفككت مجتمعهم واربكت مستقبلهم ومستقبل وطنهم”، مضيفا “انهم يرغبون في ان تكون لديهم الارادة والقدرة على استعادة التعايش الذي فقدوه”.
ومن اجل تحقيق حالة التعددية الحقيقية، دعا ساكو الى اصلاح قانوني وتعليمي واسع خاصة فيما يتعلق بالاحوال الشخصية وحرية العقيدة والى تهيئة بيئة للاطفال لينموا في بيئة “صحية ومتكاملة”، حيث يعلمهم الناس كيفية تطبيق تعاليم دينهم بشكل صحيح “واحترام دين زملائهم على اساس الاخوة والمواطنة”.وفي هذا السياق، اقترح ساكو جعل الاعلان العالمي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة جزءا من المناهج التعليمية، وتنظيم ورش عمل حوله للطلاب “لمنع الانجرار الى التعصب والتطرف والكراهية”.كما حث قادة العراق والمواطنين على الاستفادة من زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس للبلاد في الفترة من 5 الى 8 مارس/اذار الماضي، والتي وجه خلالها البابا مرارا دعوات للاخوة والسلام والتنوع.وقال ساكو ان جزءا من تعزيز هذا الشعور بالاخوة والتعايش السلمي يعني النأي بالنفس عن الايديولوجيات المتطرفة او الاصولية.
ووجه انتقادات للاصولية قائلا انها تعني “التعصب والتطرف، وقد اصبحت ايديولوجية خطيرة”، مشيرا الى انها غالبا ما تستخدم الاديان كدرع “لتحقيق مصالح سياسية ومالية”، وترفض التعددية وتحرض على الغاء الاخر.ولهذا، قال ساكو ان هذا الموقف “غريب على طبيعة العراقيين وحضارتهم التي تتميز بالتعددية والقبول المحترم للاخرين”، مضيفا انه من اجل ذلك “يجب تفكيكها من خلال الرسالة الدينية المتسامحة”، داعيا رجال الدين السلطة الى التحدث علانية لدعم التعددية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالحة والسلام.وفي ظل استمرار انقسام المجتمع العراقي بسبب المواقف الطائفية، خلص ساكو الى القول ان القادة الدينيين يتحملون مسؤولية “ابراز ثراء المجتمع المتنوع دينيا واجتماعيا وثقافيا”، مؤكدا ان هناك مقاطع مختلفة في كل من الانجيل والقرآن التي تدعم هذا، وانه يجب تضمين هذه المقاطع في المناهج الدينية.