_ الحقيقة التي يجب أن نقر بها هي.. سيبقى ورثة الإمبراطورية الفارسية في مطامعهم لأحياء عروشهم على حساب الأمة العربية..تلك الأمة التي كانت يوما ما سيدت الأمم والعالم في كل شيء.
_ لم ولن يهدأ أحفاد الإمبراطورية الأخمينية من سلالة (كورش الكبير).. والأمبراطورية الساسانية من سلالة (يزدجر).. والدولة القاجارية وصولا إلى (الخميني)..الا بتدمير الأمة العربية والإسلامية.
_كما أن تاريخ العراق حافل ومليء بالقادة العظام والأبطال..فيه أيضا من اشباه الرجال الذين خرجوا من جسد هذا البلد العظيم عملاء وخونة يلفظون بلدهم فلفظهم العراق.. وسيركلهم الزمن عاجلا أم آجلا حتى يستوطنوا المجاري ليشربوا من ماؤها القذر لترتوي بها أجسادهم العفنة.. او يسكنون حاويات القمامة ليشبعوا من بقايا الاطعمة الفاسدة التي تلائم بطونهم المليئة بأموال السحت الحرام.
من دون أدنى شك لقد نجح الغزاة ايا كانت مسمياتهم (الولايات المتحدة الأمريكية او إيران).. في تفكيك وتمزيق العراق وبهذا فهم..كسبوا المعركة.
ادعوا زورا وبهتانا القضاء على (الدكتاتورية)..وهم جنرالات الدكتاتورية وأباطرة الاستبداد وأمراء الطغيان.
زرعوا بذور الفتنة الطائفية في عقول الجهلاء، ورووها بدماء ضحايانا.. رقصوا السامبا والتناكو فوق جثث شبابنا، فكسبوا المعركة.
حينما صنعت المخابرات الإيرانية (الاطلاعات).. وقيادات الحرس الثوري الإيراني الجماعات الإسلامية(الشيعية والسنية).. كتيارات راديكالية بأفكار تكرس لفكرة الطائفية، لكي يتم استخدامها في تأجيج الصراعات داخل المجتمعات العربية، وذلك لتمزيق الجسد العربي والإسلامي. ومن هذا المنطلق فقد سعت الصهيونية العالمية، وبتنفيذ العصابة الدينية في طهران وقم على ضرب وحدة الشعب العراقي، وبكل المقاييس فقد تمكنت وبنجاح ساحق..بيد انها شربت نخب انتصارها على جثث وجماجم ضحاياها من العراقيين. وبالعودة قليلا إلى الوراء سنتفق جميعا بأن كل ماجرى بالعراق والعراقيين هو نتاج شعارات الديمقراطية الكسيحة التي جاء بها صقور البيت الأبيض..تلك الديمقراطية التي كانت كعصا موسى لتدمير العراق أرضا وشعبا وتقسيم خريطة الوطن، بصعود قوى التطرف الشيعية والسنية، وبقيادة نفر ضال من رجال دين، وصفتهم أنا شخصيا ب(شيوخ الماسونية الذين هدموا سور الأمة الإسلامية العربية)..حيث اعتبرت هذه جماعات التطرف، كقوى بديلة لتعويض غياب مؤسسات الدولة، بعد أن عمل جاهدا سيدهم (بريمر).. على تفكيك وتحطيم كل مفاصل الدولة العراقية..هذا كان واضحا منذ اليوم الأول للاحتلال نتيجة للفلسفة العدائية للعراق..تلك الفلسفة المؤدجلة صهيونيا والمتشبعة حقدا على تاريخ الأمة العراقية.
في الحقيقة كانت وما تزال نتائج الديمقراطية الأمريكية كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
حيث تناثرت من هذه الديمقراطية أوراق الحرية على أجساد العراقيين التي التهمتها نيران الإرهاب بشتى أنواعه سواء كان إرهابا داعشيا أم أرهابا مليشياويا.
وبغض النظر عن اختلاف الآيديولوجيات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وحتى إسرائيل..لكننا يجب أن نتيقن من حقيقة واحدة، وهي الاتفاق بين هذا الثالوث الدموي على تمزيق العراق. وبالتالي إذن لا صراع آيديولوجي في هذه المرحلة، بل هناك اختلاف في تكتيكات الرواية الماسونية لاقتلاع الجذور التاريخية للعراق ومحو كل المنتج الحضاري والمعطى الثقافي لبلاد وادي الرافدين.
لكن السؤال المهم الذي يطرح وبقوة..هل أن هذه القوى التكفيرية(السنية والشيعية).. جاءت بعد صناعة الحدث، أم أنها هي من صنعت الحدث؟
وقبل الاجابة لابد لي أن انوه على مفردة (القوى التكفيرية).. فهنا ساتجاوز المعنى الشائع والمعروف للتكفير. بل أعني بالتكفير.. هي الجماعات التي كفرت بكل شيء في العراق.. كفرت بالوطن والدين والولاء..كفرت بالأخلاق والقيم والمبادئ.. كفرت بالضمير والنزاهة والشرف.. كفرت بكل شيء..بالحيوان قبل الإنسان.. كفرت بالحضارة والتقاليد والتاريخ. وأعود للإجابة.. بأن كل هذه قوى الظلام جاءت بعد صناعة الحدث، وليست كما تدعي لنفسها بأنها هي من صنعت الحدث بالعراق، أو كما يروج لها بعض اتباعها المغرر بهم..لأنه وببساطة شديدة، لم ولن يستطيع العملاء ابدا من صناعة الأحداث وكتابة تاريخ جديد..فالعميل دائما وعلى مر التاريخ ليس أكثر من أداة يستخدم بعد الأحداث..هذا بالإضافة إلى أن التاريخ يكتبه الابطال. وبعد كل هذا وذاك بات المواطن العراقي تائه لايعرف ماهي نهايته، هل سيستمر يعيش في القاع، أم هناك جزء بسيط من الأمل لكي يقفز ويستقر على شاطيء الحياة، حيث المواطن وتحديدا الذي يعيش داخل البلد اليوم أسيرا في بحر من العبثية والجنون.