سعي إيران لضم البارزاني إلى تحالف البناء بداية إنفراط محورها في العراق

سعي إيران لضم البارزاني إلى تحالف البناء بداية إنفراط محورها في العراق
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- نثر وإعادة تركيب التحالفات والتكتلات وتغيير الاصطفافات، أمر بات لصيقا بالعملية السياسية الجارية في العراق، والتي تقوم على تقاسم المكاسب وتبادلها بمعزل عن أي أفكار وبرامج. وهو ما يقوم به حاليا عدد من كبار قادة الأحزاب، إثر عملية إعادة تقييم لما حصلوا عليه خلال عملية تشكيل الحكومة الجديدة.ربطت مصادر عراقية زيارة مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى بغداد، واتصالاته المكثّفة هناك بعدد من كبار الساسة وقادة الأحزاب بما سمّته “بداية حراك لتشكيل تحالف برلماني يجمع حزب بارزاني مع ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي ويضم ائتلاف الفتح بقيادة هادي العامري، وقد يشمل أيضا رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي زعيم تحالف النصر”. ويأتي ذلك في وقت تتداول فيه أوساط سياسية عراقية أحاديث عن تخطيط قيادات سنية لتغيير تحالفاتها التي دخلت فيها إثر الانتخابات الأخيرة، وذلك في إطار أشمل يمتدّ إلى تغيير ولاءاتها الإقليمية والدولية.وكان بارزاني زار المالكي في مكتبه ببغداد، الخميس الماضي، فيما تسرب أنهما بحثا توقيت الإعلان عن تحالفهما. كما زار رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي، ويرجح أن يكون قد طرح عليه الانضمام إلى التحالف الجاري العمل على تشكيله.ويصف مراقبون المشروع الجديد الذي يحضّر له بارزاني والمالكي بأنه “تحالف المتضرّرين الذين لم يحصلوا على مبتغاهم من عملية توزيع المناصب التي تلت الانتخابات الأخيرة، ذلك أن دور وتأثير المالكي رئيس الوزراء الأسبق في تراجع واضح، كما أن العامري لم يصل إلى القدر المأمول من السيطرة على الحكومة الجديدة، حتى أنّه لم ينجح إلى حدّ الآن في الدفع بفالح الفياض إلى قيادة وزارة الداخلية”.أما حيدر العبادي فيعاني التهميش حيث حُرم من الحصول على منصب في حكومة عادل عبدالمهدي، بعد أن راجت أنباء بشأن رغبته في تولي حقيبة الخارجية، ما جعل مقرّبين منه يتّهمون تحالف سائرون المتحالف معه بخذلانه.وانتقدت جهات عراقية خطوات مسعود بارزاني، معتبرة أنّ زيارته لبغداد جاءت في الوقت الخطأ وأنّه اختار التحالف مع الجهة الخطأ. فلا المالكي ولا العامري، في تقدير المنتقدين، بإمكانهما أن يتحكما بما يمكن أن تفرضه الولايات المتحدة على العراق من صيغ تعامل مع العقوبات التي فرضت على إيران.أما تهديدات العامري، يضيف أحد المنتقدين، فإن الوقت كفيل بالكشف عن أنها ليست سوى فقاعات في الهواء ذلك لأن العامري نفسه سينحسر دوره السياسي ليعود مجرد زعيم لفيلق بدر بعد أن ينسحب من تكتله النواب السنّة ومعهم عدد من النواب الشيعة.وتقول مصادر سياسية إنّ عددا من الزعامات السياسية السنية في العراق، تخطّط لتسجيل استدارة ربما تضعف المحور الموالي لإيران في بغداد، وسط تكهنات بارتباط هذا التحول الوشيك، بتغيير بوصلة التحالف التركي القطري نحو التفاهم مع الولايات المتحدة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *