سفراء الخراب الإيراني

سفراء الخراب الإيراني
آخر تحديث:

 بقلم:فاروق يوسف 

إيران بلد أزمات. هي لا تملك شيئا تصدره إلى العالم الخارجي سوى الأزمات. علاقاتها بالعالم الخارجي لا تقوم على أساس المصالح المشتركة، بل على أساس الأزمات التي يمكن استخراجها بطريقة مشتركة.

فما ينسجم مع توجهات نظامها السياسي العقائدي أن لا تكون الحياة على كوكب الأرض خالية من الأزمات العبثية والمجانية الفتاكة التي تقود إلى الموت الرخيص. لم تضع إيران يدها على مكان إلا وحل فيه الخراب وعصفت به الكوارث.

يتباهى كبار سياسييها بأن لهم أذرعا في أنحاء عديدة من العالم العربي، وأن نفوذهم وصل إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر وأن هناك أربع عواصم عربية صارت في قبضتهم. شيء من هذا الكلام المؤلم صحيح.

فإيران التي فشلت في بسط سيادتها على الخليج العربي، وهو حلمها القديم أيام إمبراطورية الشاه المتغطرس، نجحت اليوم في اختراق عدد من البلدان العربية من خلال الجماعات الموالية العميلة لها، ساعدتها في ذلك حالة الفوضى التي يعيشها العالم العربي بدءا من حرب الخليج الأولى يوم احتل العراق الكويت عام 1990، وانتهاء بحرب سوريا التي بدأت عام 2011 وساهمت إيران في إذكاء نارها لتستمر حتى يومنا هذا.

تمكن الإيرانيون من الهيمنة على العراق عن طريق الأحزاب والميليشيات الدينية الموالية لهم والتي تأتمر بأوامرهم. استطاعوا أن يهيمنوا على الحياة السياسية ويضعفوا الثقة بالنظام السياسي في لبنان عن طريق حزب الله الذي هو صنيعتهم، وفي اليمن كان الحوثيون عبارة عن دمى تحركها أصابع طهران متى تشاء.

أما في سوريا فلم يجد الإيرانيون لهم منفذا إلا حين تخلى عنها العرب وعزفوا عن مساعدتها في محاولتها الخروج من مأزقها السياسي.

كل بلد من البلدان الأربعة هو حاضنة أزمات. لذلك كان من اليسير على إيران أن تتسلل بخفة إليه. ولو أن النظام السياسي العربي التفت إلى الخطر الذي يشكله وجود جماعات موالية لإيران في وقت مبكر لما كنا اليوم نسمع زعيق سفراء الخراب الإيراني من أمثال حسن نصرالله وعبدالملك الحوثي ونوري المالكي.

فخر إيران، في حقيقته، يكمن في شعورها بأنها استطاعت أن تحطم أربع دول عربية وهي تشعر بالضيق لأنها لم تلحق البحرين بقائمة الدول العربية المنكوبة، بعد أن تمكنت حكومة البحرين بمساعدة دول مجلس التعاون الخليجي من وأد الفتنة في جحرها.

ولقد أثبتت التجربة البحرينية أن التعامل بحزم وصرامة وبلغة القانون هو الوسيلة الوحيدة لحرمان إيران من تنصيب سفراء خرابها في المنطقة. فالأمر لا يتعلق بالديمقراطية وحرية التعبير والاختلاف والتنوع، بل بجريمة يمكن أن تتسع لتبتلع البلاد كلها.

فبماذا انتفع العراق بسقوط النظام الدكتاتوري السابق؟ إلى أين انتهت الحرية باللبنانيين؟ ما الذي جناه اليمنيون من سقوط نظام علي عبدالله صالح؟ وأي درس ذلك الذي استخلصه السوريون من عجزهم عن إقامة جسور للحوار الوطني في ما بينهم؟

ليس هناك سوى الخراب الإيراني الذي صار سفراؤه يغردون على هواهم باعتبارهم أبطالا. كلما فتح واحد من أولئك السفراء فمه صرنا نتعرف على صوت النظام الإيراني، فهم عبارة عن ماكينات محشوة بتعاليم الولي الفقيه.

حسن نصرالله الذي نصبوه بطلا على جزء من اللبنانيين بعد حرب عام 2000 ما هو إلا واحد من خدم الولي الفقيه الذي لا يمكن أن ينظر إلى العرب إلا بعين الكراهية. إنه خادم صغير لم يتم استبداله إلا لأنه لا يترك مناسبة إلا ويعبر من خلالها عن طاعته لولي نعمته. لم يتمكن الإيرانيون من تدمير جزء من العالم العربي إلا من خلال عملائهم في المنطقة. بيادق إيران أكثر خطرا منها.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *