سقطتم ../ ولَم يسقط علم العراق

سقطتم ../ ولَم يسقط علم العراق
آخر تحديث:

بقلم:كاظم المقدادي

لم تتضح الصورة ..في موضوع الغضب العارم ، الذي كان يسري مفعوله في أنحاء العراق منذ سنوات ، مثلما اتضح امس الثلاثاء في الاول من شهر أكتوبر .. وسيذكر التاريخ انها ( الانتفاضة الكبرى ) التي ملأت الافاق ، بكل ما تعنيه الانتفاضات الوطنية من معنى ، و صمود ، وتحد ، و موقف عملاق .

لاول مرة .. يخرج الشباب العراقي ، في مظاهرة غير مسيسة ، ليس لها اجندات ، وليس فيها حضور لاي من الاحزاب والجماعات ، التي تمثل زعماء الفتنة ، والميلشيات .

انها مظاهرات وطنية عراقية بامتياز / لا شرقية ولا غربية .. مظاهرات لشباب آمنوا بهذا الوطن الذي تحول الى شباك تذاكر .. فاصبح لقمة سائغة لاحزاب ( الچنابر ) .. ممن رهنوا انفسهم لدول القشامر .

هؤلاء الشباب الذين شاهدناهم .. يمتلكون كل اصرار الاحرار ، وكل أسلحة الثوار .. وهي أسلحة المؤمنين والمتطلعين الى مستقبل بحجم النهار .

ظلوا بانتظار الامل .. لم يهاجروا ، ولَم يخونوا ، ولَم يتسكعوا على ابواب السفارات .. على الرغم من العوز والجوع والجور الذي احاط بهم ، وهم الذين حصلوا على اعلى الشهادات ، وافضل والمهارات .

انها مظاهرات الامل .. في تغيير طبقة سياسية طفيلية ، انتهازية ، وصولية ، متعفنة ، استخفت بالشعب وقدراته .

انها مظاهرات الدرس الاخير ، و الحساب الاخير …نرصدها وقد اجتاحت معظم المحافظات العراقية .. لم نر فيها شعارات وهتافات غير التي تمجد العراق .. لم ترفع فيها صورة .. سوى صورة ابن العراق الفريق عبد الوهاب الساعدي … ويا لعظمة القدر .. ان يستشهد فيها اول شاب شهيد .. هو محمد حبيب الساعدي .. ويا لعظمة المشهد .. ان يتم ضرب متظاهر مسن يحمل علما عراقيا .. يسقط المتظاهر ، لكن العلم لم يسقط من يده .

كل هذا يحدث .. والحكومة المترهلة .. تصدر قرارها بتشكيل لجنة .. وما اكثر اللجان وأسهلها وأغباها .. وكأن الفاعل الذي اطلق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل مجهولا .. ولَم يكن هو الذي كان يصطاد الشباب العراقي من على بناية المطعم التركي .. يا للعار .. الم تخجلوا من كذبكم ، من سفاهاتكم .. من تماديكم .. من سقوط اخلاقكم .

الشعب يعرف مناوراتكم ، وتزويركم ، وتضليلكم .. لكنكم لم تعترفوا بعد ، بعجزكم ، وخبثكم .. وعدم وضوح قراراتكم .

كم هو .. سيل الرسائل التي تصلكم من المواطنين .. في كل لحظة، ودقيقة ، ويوم .. كم هو سيل الشكاوى التي تسمعونها .. ام ان على آذانكم حشاشة ، وعلى عيونكم غشاوة .

ارحلوا.. لأنكم لم ترتبطوا بهذا الوطن وشعبه .. لقد ارتبطتم بعقيدة من يريد شرا ودمارا للعراق .

ارحلوا.. لأنكم لستم من طينة هذا الشعب .. ارحلو قبل ان تقترب الساعة.. وينشق بكم العراق .. يومها سوف تغلق كل الابواب .. ولا سبيل للهروب .. ولا خلاص من العقاب ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *