سقوط نظرية الإسلام دين ودولة….. بقلم اياد السماوي

سقوط نظرية الإسلام دين ودولة….. بقلم اياد السماوي
آخر تحديث:

الدولة الإسلامية , الشريعة الإسلامية , الإسلام هو الحل , شعارات لطالما سمعناها ورددتها الأحزاب الإسلامية التي تسعى لبناء الدولة الإسلامية , وفكرة هذه الدولة قائمة على أساس أنّ الإسلام هو دين ودولة , وأنّ الإسلام الدين والإسلام الدولة هما وجهان لعملة واحدة , والشريعة الإسلامية المتمثلة بالقرآن والسنّة النبوية هما دستور هذه الدولة , وهذا الدستور صالح لكل زمان ومكان , وأحكامه صالحة لبناء الدولة العصرية الحديثة .لكنّ جميع من نظرّ لهذه الدولة لم يبين أي إسلام يصلح لبناء هذه الدولة ؟ فهل هو الإسلام السنّي أم الإسلام الشيعي ؟ وأين هي هذه الشريعة المتفق عليها بين المذاهب الإسلامية والتي تصلح لبناء الدولة العصرية الحديثة ؟ , فحتى القرآن الذي يجمع على صحته جميع المسلمين في العالم , قد اختلفوا في تأويل نصوصه وآياته , ناهيك عن الاختلافات الكبيرة في السنّة النبوية , فسنّة الرسول محمد ( ص ) عند أهل السنّة , ليست نفسها عند أهل الشيعة .فمفهوم الإسلام الدولة قد سقط سقوطا ذريعا عند التطبيق , والأحزاب الإسلامية التي وصلت إلى هرم السلطة في بعض البلاد الإسلامية لم تستطع أن تترجم الشريعة الإسلامية إلى خطط وبرامج عمل للسياسة والاقتصاد والإدارة , وأغتقد جازما أنّ سقوط تجربة الأخوان المسلمين في مصر بهذا الشكل التراجيدي , قد فتح الابواب على مصراعيها للوقوف على حقيقة الشعارات التي ترفعها الأحزاب الإسلامية من أجل الوصول للسلطة , وبكل تأكيد أنّ سقوط الأخوان في مصر سيدفع كل الشعوب التي تحكمها هذه الأحزاب لإعادة موقفها من أحزاب الإسلام السياسي في كل البلاد الإسلامية .فأحزاب الإسلام السياسي التي تبنّت مفهوم الإسلام دين ودولة والتي رفعت شعارات الحداثة والتنوير , لم تقدم إلى مجتماعاتها سوى الخرافة والأوهام والجهل , فقبل مصر كانت طالبان في افغانستان , حيث الجميع يتذكر هذه التجربة وما قدّمته للإنسانية من تراجع على المستويين الفكري والإنساني , وها هي الأحزاب الإسلامية الحاكمة في العراق تقدم اسوء نموذج للإدارة في تأريخ العراق الحديث , وها هو الشعب العراقي السبّاق في حركة الحداثة والتنوير في البلاد العربية والإسلامية , يتحوّل إلى شعب غارق في الخرافة والجهل .فالحداثة في فكر أحزاب الإسلام السياسي هي أوهام وجهل وخرافة , وقوانين السياسة والاقتصاد الحديث لا تتماشى مع فكر متخلف يريد العودة بالمجتمعات إلى عصور ما قبل الثورة الصناعية والعلمية والتكنولوجية 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *