الجبوري يدعو الى الدفاع عن وحدة الاسلام ونقائه وبهائه وتسامحه وانسانيته

الجبوري يدعو الى الدفاع عن وحدة الاسلام ونقائه وبهائه وتسامحه وانسانيته
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لدى افتتاحه مؤتمراتحاد البرلمانات الاسلامي اليوم الاحد ان”الطائفية داء عضال يتوجب التصدي لها للحيلولة دون تحويل امتنا الى شراذم نتفائل فيها بيينا ، داعيا الى العمل المشتركة للتصدي الى الارهاب .وبين الجبوري خلال كلمته في المؤتمر الذي انعقد برئاسته اليوم “مرحبا بكم في بغداد الثقافة والعلوم والمعرفة والفكر والفخر وأهل البيت الاطهار والصحابة الابرار والأولياء والصالحين ومذاهب اللغة والادب والفن ، حيث نطق من على ضفتي النهر آلاف الشعراء اجمل ما قيل في دواوين العرب وسفرهم نعم هنا التاريخ والحاضر وهنا المستقبل بكم وبإرادتكم ومعونتكم ستعود بغداد دار السلام الى دورها الريادي والقيادي في احتضان الامة والتفاعل معها ،واضاف ان انعقاد المؤتمر في بغداد يعطي رسالتين مهمتين لكل ذي بصر وبصيرة، اولاهما ان الامة الاسلامية رغم ما انابتها من جراح وازمات عاقدة العزم على تجاوز يومها الراهن بكل ما انطوى عليه من مآزق محلية واقليمية ودولية الى غد اكثر اشراقا، غد تحث فيه خطاها واحدة موحدة نحو السلام والرخاء والاستقرار، غد تعود فيه الى ممارسة دورها الريادي الذي شرفها الله سبحانه وتعالى بحمله لتكون خير امة اخرجت للناس.واوضح ان الثقة التي منحتها الدول الأعضاء العراق في تحمل مسؤولية هذه الدورة تمثل تحديا عمليا للارهاب وهي احدى صور المساندة المعنوية له وهو تصريح واضح وإبلاغ جلي لكل قوى الارهاب اننا موحدون لمواجهتهم ولن تستطيع اي قوة ان توزع جهودنا وتفكك تكاتفنا لهذه المهة التاريخية العظيمة ، مشيرا الى انه” حين يحضر قادة الشعوب بِهذا التمثيل العالي فإن ذلك يعني اننا قطعنا شوطا مهما في الحل ، فعلى مدار تاريخ هذه الامة تمثل صعوبة الاجتماع واللقاء العقبة الكؤود امام التوصل الى الإتفاق ، مبينا ان” هذا اللقاء تحقق في ظروف صعبة وقد تجشمت الوفود صعوبات بعضها سياسي والاخر اني وثالث لوجستي نحن نقدرها ، لكن المشهد الأهم في هذه الرغبة للحضور رغم كل ما سبق يؤشر الى إرادة جامحة للحل ، فحالة الاضطرار صنعت رغبة عظيمة للجميع للتفاهم ، وهذا ما يجعلنا على درجة عالية من التفاؤل المشفوع بالدلائل الحية على اقترابنا من جادة الإرادة .
وتابع الجبوري لعلنا نشترك جميعا في معاناة متصلة تقف بالضد من وحدة الامة الاسلامية وتطورها ونموها وتلاحمها وهي النزعات الطائفية المريضة التي اكلت من جرف الامة الاسلامية مالم تستطع كل الحروب والمؤامرات والدسائس غير الاسلامية على مر تاريخ الاسلام ان تأكله، وسفكت على مذبحها دماء طهور ما كان ينبغي لها ان تسفك، وهدرت بسببها ثروات ما كان يجب ان تهدر، وبلغت العزة باثم الطائفية حدا ان اعتبر البعض طائفته دينا، واوغل في اختصار دين النبي العربي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم بطائفته فقط وعد كل ما سواها خارج متن الاسلام وهوامشه ، وسنكون واهمين جدا في جدارتنا بمسؤولياتنا تجاه شعوبنا ان لم نتصد للطائفية بوصفها داء عضالا بما تقتضي الضرورة من اجراءات جماعية ومنفردة، داء سيحول امتنا الى شراذم وشلل تتقاتل في ما بينها انقيادا لهرطقات كتبة التاريخ المزيفين الذين عبدوا دراهم الذهب والفضة الملقاة عليهم من صناع الصراع في التاريخ الاسلامي ، موضحا ان” الطائفية وان كانت تنهل من انزياحات التزييف في بعض تاريخ الاسلام فلنتمسك بجوهر الاسلام كتاب الله وسنة رسوله دليلا هاديا صافيا منيرا لدياجير الظلمة وعماء البصر والبصيرة ، منوها فواجعنا هي ما تشهده امتنا الاسلامية ويشهده العالم بأسره من استشراس الارهاب وتسرطنه وتمدده مما وضع شعوبنا واوطاننا فوق سطح من صفيح ملتهب.
واكد الجبوري ان” مواجهة الارهاب لم تعد قضية دفاع عن الأرواح والانظمة والدول وحسب بل هي مدافعة بين قوى الوجود وقوى الإفناء والابادة وهي صراع لضمان المستقبل حتى وان تم دفع الثمن عاجلا من الجهود والاموال والأوقات ، فنحن ننافح ودافع عن قادم دولنا ومجتمعاتنا وأبناءنا وأحفادنا ، فضمان أمن اليوم ضمان اكيد لاستقرار وتنمية الغد، موضحا لقد لقد تحدثنا مرارا في عدة مناسبات عن ضرورة العمل المشترك للوقاية من الارهاب قبل السعي لمكافحته ، وهذه الوقاية تتحقق في توفير الأجواء المناسبة للسلم الأهلي والتعايش والعدالة الاجتماعية ، ورفع المظالم عن الناس ، وتوفير فرص العمل للشباب والقضاء الممنهج على الفقر ، والضمان الصحي والاجتماعي وكفالة العاجزين والتقليل الفجوات بين طبقات المجتمع ، وضمان قضاء عادل ومهني ، مضيفا كل هذا مرحلة أولى تليها مرحلة ثانية تتعلق بالتثفيف والتوعية والإرشاد وهذه المهمة تتحمل مسؤوليتها المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في إشاعة روح التسامح وقلب صفحات التاريخ الموجعة والكف عن مراجعة الماضي الاليم ولف النظر الى الحاضر والمستقبل ، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة والمتمثلة بالمعالجة قبل المكافحة وهي الحوار مع كل من ينفع معه الحوار من الضحايا الذين وقعوا تحت طائلة التضليل والتوريط ، في محاولة تقليل عدد الخسائر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحين ننتهي من هذه المرحلة فلن ينتظرنا بعدها الا الحل الأمني الذي ينبغي ان يكون اخر المطاف ضمن نظرية  اخر الدواء الكي  واعتقد ان هذه المنهجية هي الاحرى في زمن العالم المتحضر” .
واشار الى ان”الأحداث التي تحصل في بلداننا ومنذ سنوات عدة لتؤشر الى حقيقة اشتراكنا في الخطر رغم النسبية الكمية والنوعية فيه ، فقد تعرضت العشرات من بلداننا لعمليات ارهابية مجرمة وتتعرض مدن في بلدان اخرى لعمليات احتلال وقتال ، وبلدان اخرى تتعرض للتهديد ، وربما بعض البلدان لازالت – ولله الحمد – لم تتعرض لهذا الاذى ، ومع ذلك فإن اي بقعة من هذا العالم لم تعد في مإمن منه ، مشيرا الى انه لزم ان يكون العالم عائلة واحدة ازاء هذا التحدي والمسلمون على وجه الخصوص معنيون بالمواجهة مرتين ، الاولى حين يستفزّون كل طاقاتهم للحفاظ على أمن اوطانهم ومواطنيهم والثانية حين يكونون امام تحدي إماطة الاذى عن دينهم وهويتهم من تهمة الارهاب واثبات حقيقة براءة الاسلام من هذا المنهج الدخيل المجرم ، من خلال المراجعات الفكرية الجادة والصراحة الفاقعة المرة احيانا اخرى ، كي نذب عن ديننا هذه التهمة الباطلة للتي يشترك فيها أثنان ، مغال ومتطرف من داخل الامة ، وحاقد سليط من خارجها ، وكلاهما في الاذى سواء مع اختلاف الجهة والاسلوب ، مع التاكيد بأننا متضامنون مع كل البلدان الغربية التي تعرضت عمليات ارهابية كما حصل في فرنسا والولايات المتحدة الامريكية “.
ونوه رئيس مجلس النواب ان” الارهاب اوغل في اذى العراق ايما ايذاء فالمجازر الجماعية في سبايكر والبونمر والموصل والإعدامات الوحشية وسبي النساء وابادة الأقليات كما حصل للأزيديين والمسيحيين وهدم الاثار وطمس التراث العالمي وحرق المكتبات وفرض اطر متطرفة للحياة على ملايين الرهائن المحتجزين في المدن ، والتغرير بالاطفال وتجنيدهم وعمليات غسل الادمغة لهم ، وما تسبب عن عمليات القتال مع داعش من نزوح للملايين من المواطنين العراقيين الذين يعانون الان ظروفا قاسية وخطيرة ، وينتظر الكثير منهم العودة الى الديار بعد تحريرها ، رغم البدء بعمليات الإعادة التي يعتبرها الكثير منهم بطيئة” .
واشار الى ان” كل ذلك يضع العالم امام مسؤولية الوقوف مع العراق لمواجهته والحد من تفاقمه بأسرع وقت قبل ان تعم الكارثة ونفقد اكثر مما فقدنا ، ولا سبيل الى ذلك الا بتفعيل المصالحة الوطنية الحقيقية في العراق بعيدا عن قيود الاشتراطات الضيقة الى فضاء التسامح والثقة والانطلاق من مبدأ عفا الله عما سلف .
وبين الجبوري ان الصراع الدائر في المنطقة كما يحصل في سوريا واليمن وليبيا والعراق ، من خلال الاحتراب والاقتتال الذي تدفع ثمنه الشعوب العربية والإسلامية امر خطير للغاية ولابد من العمل الاسلامي المشترك للحد من هذا الارهاب الذي يستهدف ارواح المدنيين في أثواب متعددة ، ونعتقد ان جذر هذا الصراع ناشيء من تنازع كبير بين قوى المنطقة وارهاب تورطت به بعض الدول اما مباشرة او بالدعم والتحريض ، وكل ذلك مخالف للقيم الاسلامية ومواثيق المنظمة والاتحاد والأمم المتحدة والإعلانين العالمي والإسلامي لحقوق الانسان ، ونعتقد بضرورة الذهاب الى تسوية شاملة لمشاكل المنطقة بما يوزع التنازلات على الجميع ويضمن السلام والأمن للجميع ، ونرى ان هذه التسوية لا تتم في إطار المحاور والتخندقات الحاصلة الان والتي ساعدت في انقسام البيت الاسلامي ، بل ان المجموعة الاسلامية الكبيرة يتعين عليها ان تنخرط جميعا ضمن محور واحد الهدف منه التكامل مع بقية المحاور الدولية وفق نظرية المصالح المتبادلة وليس التنازع والتخاصم” .
واضاف ان”الارهاب الذي لم يترك ضيعة في بعض مناطق العراق الا اضاعها، ولم يترك أثرا تاريخيا الا هده، ولم يترك ثروة الا نهبها، ولا حرمة الا انتهكها ولا عرضا الا عرض به، ولا شرفا الا دنسه، ولا كرامة الا داسها، ولا حقا انسانيا الا سحقه، ولا صوتا حرا الا اخرسه، ولا نفسا معارضا الا كتمه، ولا دما حرمه الحق الاعظم الا سفحه، لا يهدد الوجود العراقي وحده، بل يهدد الاسلام كله، بنوره الالهي ورسالته الانسانية السمحاء، والمؤمنين بها في كل مكان، الامر الذي يضعنا امام مسؤولية تاريخية لان نتنادى الى عمل اسلامي مشترك على الاصعدة الامنية والثقافية والتربوية يدرأ عن امتنا اساءات هذا الارهاب للاسلام باسم الاسلام، ويقوض نشاطه في كل مكان ويحد من انتشار فكره الالغائي الاقصائي التدميري اينما كان ، مؤكدا وربما تكون دعوتنا الان الى ضرورة تفعيل التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات الأمنية بين الحكومات الاسلامية ، ودعم التبادل الثقافي لوضع اطار جاد لمواجهة الحقيقية للفكر الارهابي بكل تمثلاته، واحدة من ضرورات النهوض العاجل بوجه هذا الفكر وادواته ووسائل اعلامه التي يجب ان نتصدى للقيام بها دفاعا عن وحدة الاسلام ونقائه وبهائه وتسامحه وانسانيته.
لكن، اي نهوض بهكذا مهمة تاريخية، لن يكتب له النجاح، ان لم يتعزز بترسيخ الثقة المتبادلة بين البلدان الاسلامية والخروج من دائرة التباس المفاهيم والقراءات، والتحسب والتحسب المضاد، والتعاطي وفقا لمفهومات طائفية ضيقة، فالاسلام ليس طائفة بعينها، ولا مذهبا بعينه، انما هو القواسم المشتركة التي تجمع الامة على الحفاظ على جوهر الرسالة المحمدية الشريفة، ، مبينا ان” امن واستقرار ورخاء الدول الاسلامية مجتمعة معقودة ناصيته بازالة الطفح المشبوه الذي علق باسم الاسلام الحنيف، مثلما معقودة ناصيته بامن واستقرار ورخاء اية دولة منها، فلا استقرار ولا امن ولا رخاء للعالم كله ان لم يعم الامن والاستقرار والرخاء امتنا الاسلامية.
وقال لقد استثمر الارهاب القراءات الخاطئة للتاريخ الاسلامي وما انتجته من خلافات واختلافات، وما تأسست بسببها ملل متضادة، وتعكز على تلك التي تم تدوينها في مناهج تعليم الناشئة الاسلامية، مما يوجب علينا ان نولي تنقية تلك المناهج من بثور الحث الطائفي والاقصاء الكيفي لبعض المسلمين من دارة الاسلام خلافا لارادة الرحمن الرحيم، ما تستلزم من جهد وصبر وجلد كي نؤمن لاجيالنا المقبلة حياة اسلامية نقية صافية بعيدة عن الشقاق والنفاق”.

ودعا الجبوري الى جعل اتحاد البرلمانات الاسلامية الذي يمثل شعوبنا جميعا فيصلا في حل الازمات الناشئة او التي ستنشأ بين الدول الاسلامية او بينها ودول اخرى، لانه الاتحاد المنتخب من الامة جمعاء، وفيما ندعو الى حل الازمات القائمة في بعض الدول الاسلامية بالحوار المسؤول بين جميع الفرقاء في تلك الازمات، وتغليب المصلحة الوطنية والاسلامية واستقرار وسلام شعوبنا على اية مصلحة اخرى، وحث الحكومات في تلك البلدان على تأمين اوسع مشاركة شعبية في ادارة الدولة وصناعة قرارها.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *