الجبوري يدعو الى وضع استراتيجية اسلامية جديدة

الجبوري يدعو الى وضع استراتيجية اسلامية جديدة
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، إلى تسوية شاملة لقضايا المنطقة بما فيها العراق، وعقد قمة اسلامية حاسمة يضع الجميع فيها بحسبانهم دفع أثمان باهظة من التنازلات، للوصول إلى الحل”.وقال الجبوري، في كلمته خلال افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجلس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، “مما لا شك فيه ان الامم الحية هي من تحول التحديات مهما بلغت جسامتها الى انبعاثات نحو التجديد والتطوير، انبعاثات توفر لها دورا افعل وأجدى في رسم العالم الجديد، ولما كانت امتنا الاسلامية من الامم الحية، برسالتها السمحاء العابرة للأزمنة والامكنة، وبثرواتها الطبيعية الهائلة والبشرية الخلاقة والمبدعة، من الامم التي كان لها دور مشهود في صياغة التاريخ الانساني في افضل تجلياته، وريادة المشروع الحضاري المدني، فانها مؤهلة لان تؤدي دورا مهما في تفكيك عناصر الازمات التي تمثل محور انشغال العالم ومحط اهتمامه”.وأضاف ان “مثل هذا الدور لا يمكن ان يشخص على ارض الواقع ان لم تنهض الدول الإسلامية مجتمعة وبإرادة واحدة وحزم واحد بوضع إستراتيجية اسلامية شاملة لمواجهة عدة تحديات اساسية تأتي في مقدمتها التحديات الامنية الخطيرة المتمثلة في الارهاب الذي اتخذ من ديار المسلمين ميدانا لوحشيته واستهدافه لكل ما هو انساني، واتخذ من الاسلام الحنيف غطاء زائفا لمشروعه التدميري للحضارة الانسانية والمجتمعات المتضامنة التواقة للخير والمحبة والسلام”.واشار الجبوري “ولان الارهاب اتخذ الجغرافية الاسلامية مكانا والاسلام شعارا زائفا، فان مواجهته حتمية تاريخية على الدول الاسلامية، عبر القضاء على عصاباته اينما كانت، وتحريم افكاره، وحل المشكلات الامنية في بعض الدول الاسلامية التي استغلها الارهاب بافق اسلامي ورؤية حريصة على انقاذ اي عضو في الجسد الاسلامي مما يؤلمه ولو بالسهر والحمى”.واكد “بحتمية تاريخية ايضا، تجب علينا مواجهة التحديات الخطيرة الناجمة عن انتشار اسلحة الدمار الشامل في منطقتنا على وجه التحديد، فالمسؤولية الشرعية تدعونا الى المطالبة باخلاء منطقتنا الملتهبة من تلك الاسلحة اخلاء كليا وليس انتقائيا، ووضع برنامج موحد لانقاذ اجيالنا الحاضرة والمقبلة من كوارث ابادة قد تنجم عن استخدام هذه الاسلحة في اي مكان من العالم، وفي الوقت عينه لا بد من التوكيد على شرعية حق الدول الاسلامية في امتلاك حلقات الاستخدام السلمي للبرامج النووية”.
واوضح “يتعين علينا ونحن نتصدى لوضع استراتيجية اسلامية جديدة ان نتعمق في وضع الحلول الجذرية للتحديات الداخلية لإمتنا، ومنها الاسهام في برامج التنمية للدول ذات الامكانيات الاقتصادية ومعالجة اختلالات اقتصاداتها وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها وفي الوقت عينه ان نبذل اقصى ما يمكننا من جهد ومن مال لانقاذ اللاجئين من محنهم القاسية ومعالجة الفقر بجميع تمثلاته واينما كان، وذلك هو واحد من أهم دروس الرسالة المحمدية الشريفة، كما يتعين علينا ان نضع ضوابط قانونية جماعية لحماية الطوائف والمكونات غير المسلمة التي شاركتنا السراء والضراء وكانت لها ايد بيض في تاريخنا”.واشار الجبوري إلى ضرورة “رفد مسار الحوار بين الحضارات بافكار جديدة تحوله من حوار نيات طيبة الى حوار انساني يعالج كل الملفات الشائكة في ميدان العلاقات بين الامم والشعوب”، مبينا “من المؤكد ان تصدي اللجنة التنفيذية وهي الحلقة الاهم في اتحاد البرلمانات الاسلامية لملفات حقوق الانسان في بلداننا والانتكاسات الخطيرة للوضع البيئي في اوطاننا وفي العالم بأسره، والمعضلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة والتي ستنشأ لاحقا، سيوفر للاتحاد قدرة مفصلية على ان يكون محركا من اهم محركات صناعة الحياة الجديدة في امتنا الإسلامية”.وتابع رئيس مجلس النواب “من هنا اجد انه من اللازم ان نعمل معا كسلطات تشريعية على تأسيس فكر تشريعي متنور يأخذ بنظر الاعتبار التحديات والحلول والواقعية والنظرية على حد سواء ويجمع بين حاجة الدول والشعوب ويوفر الظروف الملائمة للعبور بالامة من ازمتها الخطيرة الى ضفة الاستقرار والأمن والسلام”، موضحا ان “كل ذلك يحتاج الى مزيد من التواصل البناء في الحوار والتبادل العاجل في الخبرات والمعلومات والتكامل في المقدرات والقدرات بين بلداننا على وجه العموم ومؤسساتنا التشريعية على وجه أخص وأدق”.واعرب الجبوري عن امله بـ “اللحمة الإسلامية الواعدة، خصوصا ونحن في ظرف لا يمكن وصفه الا بالحاسم فالشعوب الاسلامية امام تحد الهوية الواضحة التي تحافظ على الموروث والثابت وتنطلق نحو المستقبل والاخر بانسيابية واتساق ووتيرة منتظمة تتعاطى مع متطلبات العصر ومقتضيات الازمة بارادة جامحة مبدعة صلبة في الفهم ومرنة في الأداء”.وتطرق الجبوري إلى ما تشهده المنطقة من احداث قائلا: ان “ما تمر به بعض شعوبنا الإسلامية من أوضاع خطيرة ومؤلمة وحساسة يستدعي منا تحفيز كل طاقاتنا للاستدراك والمعالجة، فما يحصل في ليبيا واليمن وسوريا والعراق من اقتتال وصراع مع الإرهاب الذي يلبس ثوب الدولة او مع الدولة التي تلبس ثوب الارهاب يعد نهجا كارثيا الخاسر فيه هي الشعوب مع تهاوي بنى الدول وانهيار أنظمتها وهلاك الحرث والنسل فيها وتغلب قانون القوة بدلا من قوة القانون، وانقضاض الشهوات الشرهة على قصعة الفقراء والضعفاء وأرواحهم”.وشدد على ضرورة ان يكون هناك “جهدا امميا جامعا للخروج من هذه الازمة، واعتقد ان ذلك لن يكون الا بتسوية تاريخية شاملة لقضايا المنطقة وفق منهج تبادل الحلول لا تقاطعها وتكاملها لا تمانعها، وكل ذلك يتطلب قمة إسلامية شجاعة وحاسمة يضع الجميع فيها بحسبانهم دفع أثمان باهظة من التنازلات للوصول الى الحل الناجع”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *