بغداد الحبيبة لا زالت وستبقى مدينة السلام .. وقطعة من التاريخ والحضارة ..؟؟ بقلم خالد القرغلي

آخر تحديث:
بغداد السلام تخطف من جديد من قبل الفاسدين والطامعين الذين يعتقدون أن هذه المدينة خالية مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من قوات الاحتلال الأمريكي والاحتلال والإيراني .
والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من قمقم الأرض رافعين شعارا لأبناء هذه المدينة يجب أن تغادروها .
ولكنهم نسوا أن في العاصمة الجريحة السلام عباقرة كثر .
وشجعان كثر .
وحكماء كثر .
لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين أولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت أيجاد المخارج للناس قبل أن تحترق هذه المدينة العظيمة بكاملها .
لكن السؤال هنا يطرح نفسه أمام الأصحاب والأحباب من يمثل حكومة بغداد الخامسة بعد الاحتلال البغيض
وأعضاء مجلس النواب في الدورة الحالية .
ماذا فعلتم لهذه المدينة التي ظلت شوارعها مقفرة .
أبنية تهاوت وتهدمت أزقة لونتها الشعارات الطائفية .
ومآذن ومعابد أتعبها الرصاص .
يكاد الداخل إلى مدينة العروبة والجمال يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول إلى مدن تحاصرها جيوش الغزاة ومساعديهم من المليشيات الحكومية التابعة للأحزاب الحاكمة كيفما اتفق تقتل كيفما تشاء وفي أي وقت وفي أي زمان وحسب رغبة القيادات من كل الجهات سواء كان سنيا أو شيعيا أو كرديا أو ينتمي إلى الأديان والأقليات الأخرى .
حسب الطلب ونوع الهوية المطلوبة والعدد المطلوب والمنطقة التي تحدد من قبل المسئول .
والخروج من المدينة يتطلب سيراً على الإقدام والدخول إليها يدخلك في دوامات التفتيش والأسلحة والاستفزاز قبل أن تتعرض سيارتك الى فحص دقيق وسلب محتويات جيوبك أو اعتقالك .
هذا هو حال مدينة السلام اليوم .
عادت أليها الاغتيالات لكن بكواتم الصوت وتفجير السيارات
يا أبناء العالم كافة ،
تلك المدينة كانت غافية علي حلم دجلة لكن حالها تحول إلى كابوس أطبقت من خلاله قوات الاحتلال على جميع مفاصلها الحيوية وشرايينها التي تؤدي الي استمرار الحياة فيها .
فهي تعيش في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان أبنائها الطيبين .
على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة فيها وتهجير أهلها المساكين والتي كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الأوسط .
وكانت تسمى و مازالت ( مدينة السلام ) أهلها يتهمون المليشيات الإيرانية باصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرار الحياة فيها أو الخروج منها .
و أغلقته أبوابها إمام الجميع وتبقى الأسئلة بلا أجوبة واضحة برغم الحملات الأمنية الاستعراضية من قبل قوات الجيش والشرطة فمن المسؤول يا ترى .
ولماذا وها هي بغداد اليوم رجع فيها الأشرار من يمثلون الأحزاب السياسية الذين يمثلون عصابات إيران بعثروا كل جهد يؤدي إلى الإصلاح في هذا البلد .
بغداد مدينة المعابد الدينية تحول رخام جوامعها إلى أناشيد حزينة وشوارعها تستصرخ ضميرا وقلوبا توشحت بها أرصفتها المتكسرة .
انظر ها هم أهلها تعاد إليهم المعارك من جديد لتنتحر من جديد خوفا من الموت ،
بعد أن وضعت الحرب أوزارها في هذه المدينة الباسلة المجاهدة .
أعود مرة أخرى إلى مدينة الجمال بغداد الحبيبة وأعلن في هذه اللحظات وقريبا من أفق يحمل ألينا فرات العراق وشمس أمنياتنا بعيدا عن حزن مدفون وانين السدود ومنارات الدعاء المخضب بصلواتنا ،
دعاء متبسما بعشق العراق وأهل العراق اعذروني فانا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا وزرعوا أنفسهم حصادا للطيبين من اجل هذا البلد .
أيها الوطن الكبير الجميل العزيز اقترب مني فانا محتاج إليك جدا في هذه الأيام .
دثرني يا نخل العراق احملني إلي ضفاف دجلة الخالد ثم إلى الفرات إلى البصرة والى بغداد وكربلاء المقدسة .
أوصلني إلى كركوك الغالية والديوانية والناصرية و النجف الاشرف وديالي والعمارة والرمادي ودهوك والناصريه واربيل والحلة .
هل أبدو بعيداً عنها أم قريبا من ساحل فارغ يقع على شاطئ دجلة العجيب أنها ساعات النهار الأخيرة .
تودع الشمس أبناء مدينة السلام .
( بغداد الحبيبة ) يوما آخر اسمه يسبح به الناس لله العلي القدير يبدأ بعبير وتلاوات المسبحين نحو جهة الغروب فإذا بجموع الناس ترفع الأذرع إلي الباري عز وجل وتنقل رائحة السلام والأمان إلى أبناء هذه المدينة حيث بدأت مئات المآذن تدعو الناس إلى صلاة العشاء .
سرت في شارع طويل بعد الصلاة يكاد يفرغ تماماً من الناس بينما كانت الإعداد من السيارات المسرعة تذهب إلى حيث لا ادري خوفا من المجهول بعيدا عن العنف والإرهاب .
وفي اللحظة نفسها لا ادري لماذا تذكرت ذلك السؤال لو أحصينا عدد المآذن والمساجد والحسينيات والكنائس والمعابد الدينية في بغداد لفاتنا الكثير لكنها تبزغ شامخة من بعيد يرفرف الطير فوق أحواض جميع المعابد الدينية ولجميع طوائف هذه المدينة .
وأهل بغداد الطيبون يتمسكون بالتقاليد العربية والإسلامية والديانات الأخرى التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم لكنهم يتآلفون مع الغرباء حتى ينصهر الغرباء بينهم .
لكن مع الأسف لا ادري ما حل بهذه المدينة التي لها حضارة انتثرت شواخصها في كل بقاع العالم تحكي قصة شعب عريق مبدع متسلح بالعلم .
كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازا ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر عبر ما تحقق لها ضمن مسيرتها الطويلة الحافلة بالعطاء حتى وصفها احد المؤرخين بأنها قطعة من التاريخ والحضارة والإنسانية .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *