سليماني: المالكي وحكومته هم جنود مخلصون لدى ايران

سليماني: المالكي وحكومته هم جنود مخلصون لدى ايران
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- نشرت صحيفة “نيويوركر” الأميركية، في عدد لها تحقيقاً مطولاً عن قائد فيلق القدس الإيرانية، الجنرال قاسم سليماني، وتدخلاته في الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا ولبنان. سليماني هو من شكّل الحكومة العراقية ويقول كاتب المقال ديكستر فيلكنز “في 22 ديسمبر 2010 أرسل جيمس جيفري السفير الأمريكي في بغداد والجنرال لويد أوستن القائد الأمريكي الأعلى هناك، رسالة تهنئة إلى الشعب العراقي بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي حيث كان البلد بدون حكومة لمدة تسعة أشهر بعد الانتخابات البرلمانية التي انتهت بالتعادل وكان تشكيل الحكومة حرجا وكان لا يزال في البلد أثناء فترة الانتخابات حوالي مائة ألف من الجنود الأمريكان وكان القادة الأمريكان يأملون بترك قوة صغيرة خلفهم حيث يقول الرجلان، ننظر قدماً إلى العمل مع الحكومة الائتلافية في إستمرار رؤيتنا المشتركة بعراق جديد”. وأضاف فيلكنز أن “ما لم يقله الرجلان جفري وأوستن أن الصفقة الحرجة التي شكلت الحكومة العراقية لم تكن من قبلهم بل من قبل سليماني، وفي الأشهر السابقة وحسب قصص بعض المسؤولين العراقيين والأمريكان، أن سليماني دعا القادة الرئيسيين من الشيعة والكرد للقاء به في طهران وقم، وحصل على وعد منهم بدعم المالكي مرشحه المفضل”.

قال لا أمريكان وطردهم من العراق

وأكد فيلكنز أن “الأهم من كل ذلك حسب المسؤولين العراقيين والأمريكان كان الشرطان اللذان فرضهما سليماني على العراقيين، الأول هو بأن يصبح جلال الطالباني رئيسا، والثاني أن يصر المالكي وجميع أعضاء ائتلافه الحاكم على مغادرة جميع الجنود الأمريكان البلاد، ويقول أحد السياسيين العراقيين السابقين أن سليماني قال لا أمريكان، وبذلك انتهت علاقة عشر سنوات في البالوعة”. وأوضح فيلكنز ” أبلغني المسؤولون العراقيون بأنه عند إعلان جيفري سحب القوات الأميركية من العراق كان الأميريكان يعرفون بأن سليماني هو الذي طردهم من البلد ولكنهم كانوا محرجين من الإقرار بذلك علانية، ويقول القائد العراقي السابق كنا نضحك على الأمريكان، ويضيف وهو متصاعد الغضب: تبا لهم، تبا لهم، لقد تغلب عليهم سليماني حتما بينما كانوا يهنئون أنفسهم علنا على تشكيل الحكومة”. بايدن لعلاوي “لن تستطيع تشكيل حكومة” وقال فيلكنز أن “الصفقة كانت ضربة قوية لأياد علاوي السياسي العلماني المؤيد لأمريكا الذي فاز حزبه بأكبر نسبة في مقاعد البرلمان في الانتخابات لكنه فشل في تشكيل أغلبية برلمانية”، مبيناً أن “علاوي قال بمقابلة في الأردن بأنه كان يمكن بدعم الولايات المتحدة بناء أغلبية لكن بدلا من ذلك دفعه الأمريكان جانبا لمصلحة المالكي، حيث قال بأن نائب الرئيس جو بايدن طلبه ليبلغه بترك موضوع التحرك للحصول على منصب رئيس الوزراء قائلا له: لن تستطيع أن تشكل حكومة”. ويقول علاوي بأنه شك في أن الأمريكان لم يكونوا راغبين في التعامل مع المشاكل التي سيخلقها الإيرانيون إذا أصبح هو رئيسا للوزراء، لقد أرادوا البقاء في العراق كما يقول ولكن فقط إذا كان الجهد المبذول صغيرا جدا، ويضيف “لقد كنت محتاجا للدعم الأمريكي لكنهم أرادوا الخروج وسلموا البلد إلى الإيرانيين، والعراق الآن دولة فاشلة ومستعمرة إيرانية”.

كل الأحزاب الشيعية تأخذ الأموال من سليماني

وحسب رأي المسؤولين الأمريكان والعراقيين السابقين فإن سليماني يضغط على السياسة العراقية بالدفع للمسؤولين والدعم المادي للصحف ومحطات التلفزيون وعند الحاجة بالتهديد، والقليلون محصنون ضد إغراءاته، ويقول مسؤول عراقي سابق كبير ، لم أعرف لحد الآن حزبا شيعيا لم يأخذ الأموال من قاسم سليماني، أنه أقوى رجل في العراق بلا منازع”.

المالكي أسير الإيرانيين

حتى المالكي يشعر أحيانا بأنه أسير لدى الإيرانيين، فقد عاش المالكي لفترة قصيرة في إيران بعد هروبه من صدام ثم أنتقل إلى سوريا حيث كان دافعه هو الهروب من التأثير الإيراني كما يقول العراقيون الذين يعرفونه، ويقول السفير الأميركي في العراق للسنوات ما بين 2007 – 2009، رايان كروكر، بأن المالكي قد أخبره مرة قائلا: أنت لا تعرف معنى العجرفة إلا عندما تكون عراقيا عربيا مجبرا على اللجوء في إيران، ويقول سياسي عراقي مقرب إلى الاثنين بأن المالكي يستاء من سليماني والشعور متبادل، موضحاً أن المالكي يقول ان سليماني لا يستمع بينما يقول سليماني إن المالكي لا يتكلم إلا كذبا”. وبيّن فلكنز “إن حكومة المالكي تشرف على عدة مخططات بمئات الملايين من الدولارات سنويا لمساعدة النظام الإيراني على تجاوز الحصار الاقتصادي الغربي، ويقول أحد رجال الأعمال العراقيين الكبار بأن العملاء المدعومين من إيران يستخدمون بانتظام النظام المصرفي العراقي للقيام بصفقات وهمية يستطيعون من خلالها بيع العملة العراقية بأرباح هائلة وإذا رفض المصرف ذلك يتم إغلاقه من قبل الحكومة”.

 

وأضاف فلكنز أن “المصدر الرئيسي الثاني للعائدات إلى إيران هو النفط، ويقول المسؤولون إن حكومة المالكي تضع جانبا ما يعادل مائتي ألف برميل من النفط يوميا أي حوالي عشرين مليون دولار بالأسعار الحالية وترسل أموالها إلى سليماني، وبهذه الطريقة فإن جيش القدس يصبح محصنا ضد ضغوط الحصار الاقتصادي الغربي، ويقول ضابط المخابرات الكبير السابق إنه برنامج تمويل ذاتي وسري، لذلك لا يحتاج سليماني إلى الميزانية الإيرانية لتمويل عملياته”.

لولا سليماني لإنهار نظام الأسد قبل أشهر

وأكد فيلكنز أن “من أعظم إنجازات سليماني هو إقناع وكلاءه في الحكومة العراقية بالسماح لإيران باستخدام المجال الجوي العراقي لنقل الرجال والعتاد إلى دمشق، وقد أخبرني الجنرال جيمس ماتيس الذي كان لغاية آذار من هذا العام قائدا عاما لجميع القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط بأنه بدون هذه المساعدة لكان نظام الأسد قد إنهار تماما قبل أشهر من الآن”. وأشار الى أن “الرحلات تتم بأشراف وزير النقل العراقي، الذي كان حليفا سابقا لسليماني ورئيساً سابقاً لفيلق بدر وجندياً في الجيش الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، مبيناً أن “العامري في مقابلة معه ببغداد أنكر استخدام الإيرانيين للمجال الجوي العراقي لنقل الأسلحة، لكنه أوضح بصراحة حبه لقائده السابق حيث ضرب الطاولة بقبضته قائلا. أنا أحب قاسم

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *