صحيفة امريكية:دعوة المالكي لمؤتمر حل ازمة الانبار “متأخرة”

صحيفة امريكية:دعوة المالكي لمؤتمر حل ازمة الانبار “متأخرة”
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- وصفت صحيفة امريكية دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي عقد مؤتمر خاص لحل ازمة الانبار بـ”الخطوة المتأخرة”.وقالت صحيفة مونتور الامريكية في تحليل مطول عن المؤتمر ومقومات نجاحه “لم تكن دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 28 من أيار الماضي إلى عقد مؤتمر لحل أزمة الأنبار [مفاجئة] لكنها أتت [متأخرة] عن موعدها الطبيعي بحسب ردود الفعل من الأنبار نفسها”.وكان المالكي قد دعا في كلمته الأسبوعيّة عشائر الأنبار وجميع من وقف بوجه مسلحي تنظيمَي [القاعدة]، و[داعش] إلى حضور مؤتمر موسّع يحقّق وحدة وطنيّة بعيداً عن الخلافات.ونقلت المونتور الامريكية القول عن عضو مجلس عشائر الفلوجة الشيخ محمد البجاري إن “المؤتمر الذي دعا إليه رئيس الحكومة نوري المالكي جاء متأخراً جداً، وكان الأجدى الدعوة إليه عندما كنا نعتصم في الصحراء بشكل سلمي قبل تطوّر الأوضاع”.وأضاف أن “شيوخ الفلوجة والأنبار وعشائرهما ليس لديهم ثقة في الحكومة وبصدق نوايا المؤتمر، وإذا ما كانت ثمّة رغبة في حل الأزمة في الأنبار، فعلى الحكومة تقديم بوادر حسن نيّة، مثل وقف القصف المدفعي الذي يطال الفلوجة وعدد من المناطق وسحب الجيش إلى خارج المدن وتقديم المتورّطين في قتل الأبرياء إلى المحاكمة”.وتقول الصحيفة “بعيداً عن التجاذبات السياسيّة حول مثل هذا المؤتمر، فإن مجرّد إقرار الحكومة العراقيّة بضرورة أن تكون المسارات السياسيّة لحلّ أزمة الأنبار متلازمة مع المسارات الأمنيّة والعسكريّة وليست منفصلة عنها، هو تطوّر، بصرف النظر عن كونه جاء متأخراً عن موعده الطبيعي”.وتابعت “ربما لن يكون الجدال حول تأخر دعوة رئيس الوزراء إلى عقد المؤتمر بعد 18 شهراً على اندلاع التظاهرات في المدن السنيّة عموماً وبعد خمسة شهور على انفجار المواجهات الدامية بعد اقتحام الجيش العراقي ساحة اعتصام الأنبار نهاية العام الماضي، غير مفيد بقدر ضرورة استثمار الأجواء الإيجابيّة من قبل الأطراف المختلفة للتوصّل إلى حل نهائي للأزمة، وأشارت صحيفة المونتور الأمريكية إلى أن “ساحات الاعتصام في الأنبار كانت قد ضمّت كل العشائر الرئيسيّة فيها، قبل أن يحدث هذا الانقسام مع تفجّر المعارك ودخول تنظيم [داعش] بأرتال إلى مدن الأنبار ليستقرّ في الفلوجة”لافتة الى ان”الانقسام أنتج صراعاً شديداً بين زعماء القبائل الرئيسيّين، واتهامات بالتعاون مع تنظيم “القاعدة” وبـ”الخيانة” و”العمالة” و”محاولة التكسّب على حساب دماء الأهالي”.وبينت إن “الصراع الداخلي في الأنبار سواء على المستوى السياسي أو القبلي، يضع عراقيل كبيرة أمام التوصّل إلى حلول، وتباين المصالح بين هذه الأطراف عمّقته سياسات الحكومة العراقيّة في إدارة الأزمة منذ بدايتها”.وذكرت المونتور ان “حديث المالكي في كلمته حول عقد مؤتمر الانبار حول احترام المختلفين والمناوئين والتركيز على تصفية أزمة الأنبار من خلال المؤتمر، إشارة واضحة إلى التراجع عن مسارات لم تكن مناسبة في خلال الشهور الماضية لإدارة الأزمة، وإن تصنيف زعماء العشائر على أساس الولاء للحكومة والولاء لـ”داعش”، لم يكن تصنيفاً مفيداً، ومن نتائجه أن الأطراف المعارضة تشدّدت في مواقفها، واقتربت بالفعل من “داعش” لمواجهة انتقامات محتملة سواء من الحكومة أو من العشائر المقرّبة منه، وكان الأجدى العمل مبكراً على احتواء العشائر وتقريبها وتقليل التباينات في ما بينها لضمان موقف موحّد”.وترى الصحيفة الأمريكية ان “الحديث عن مؤتمر فعال لحل أزمة الأنبار يتطلب في الدرجة الأولى العمل على تقليل الخلافات العشائريّة والسياسيّة الداخليّة خصوصاً بين الفلوجة والأنبار، فمن دون إحداث التقارب المطلوب بين هذه الأطراف، ستكون قدرة المؤتمر على إنتاج الحلول ضعيفة، وعلى هذا الأساس تكون المعايير التي ستحدّد لاختيار المشاركين في المؤتمر في غاية الأهميّة، ويجب أن تكون ثمّة مساحة واسعة لمشاركة الشخصيات المختلفة بالفعل مع الحكومة والمؤثرة فعلياً في مسارات الأزمة وكذلك المسلحين من خارج تنظيم “داعش”، كخطوة أولى تضمن إمكان تحويل قرارات المؤتمر إلى واقع قابل للتنفيذ”.وأضافت ان “مصير المقاتلين الذين حملوا السلاح ضد الحكومة في خلال الشهور الماضية ممن لاينتمون الى تنظيم “داعش”، يجب أن يكون حاضراً بدوره على طاولة البحث، فالمهمّ في هذه المرحلة هو استعادة الأنبار بشكل عام والفلوجة بشكل خاص من الوضع الذي آلت إليه الأمور، وتحقيق مصالحة داخليّة ومصالحة مع الحكومة تقود إلى إنهاء “داعش” بالسرعة الممكنة”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *