مختصون يكتشفون خطراً أمريكيا على العراق يستمر لأربعة ملايين سنة

مختصون يكتشفون  خطراً أمريكيا على العراق يستمر لأربعة ملايين سنة
آخر تحديث:

بغداد / شبكة أخبار العراق –  اشر عدد من الخبراء والمختصين مخاطر المخلفات الحربية وتأثيرها على الأجيال القادمة في ندوة عقدتها منظمة البيت الكوردي. وحاضر في الندوة التي عقدت في مؤسسة الثقافة والإعلام للكورد الفيليين في بغداد كل من مثنى محمود شاكر، التدريسي في جامعة بغداد، أمين سر جمعية الإمراض المشتركة العراقية، وآيسن كمال التدريسية في كلية التمريض، والعضو في عدة منظمات صحية، وحضر الندوة جمهور ممن المتابعين.وابتدأت الندوة التي تزامن انعقادها مع فاجعة مدينة حلبجة، التي قصفت بالأسلحة الكيمياوية، بعرض صور الفاجعة من قبل ايسن كمال التي تحدثت عن الدمار الذي سببته القصف للجنس البشري وكانت بمنزلة الإبادة الجماعية، مبينة “تأثير ذلك القصف على الأجيال اللاحقة للمدينة المنكوبة”.بعد ذلك القى مثنى محمود شاكر محاضرة عن مخاطر المخلفات الحربية مشيراً بالأرقام الى فداحة الكارثة التي لحقت بالعراق من جراء الحروب، وقال “يوجد الآن 35 ألف طن من اليورانيوم المنضب على ارض العراق، وليس مثلما تقول الجهات الأمريكية من ان الرقم هو 5 ألاف طن فقط”.مبينا ان “الأمريكان كانوا قد طلبوا من عدة شركات أمريكية وعالمية تنظيف 311 موقعا ملوثا باليورانيوم تنتشر في كثير من مناطق العراق لاسيما في النجف والبادية الشمالية”.وتطرق شاكر بالشرح الى تعريف التلوث الإشعاعي والآلية التي يؤثر بها عنصر اليورانيوم على البيئة والإنسان منوها، على التغيرات الفيزيائية التي تحدث في الجسم وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان”، مبيناً أن “اليورانيوم يبقى في الأرض لمدة 4 ملايين سنة”.وأضاف شاكر “خلال حرب الخليج الأولى ألقيت 300 طن من قذائف اليورانيوم ثم ارتفعت إلى 1100 طن ثم وصل الرقم إلى 2200 طن استعملت في عام 2003″، مشيرا إلى ان المخاطر التي تمخضت عن ذلك على صعيد العراق هي “انخفاض نسبة المواليد الذكور قياسا إلى الإناث وتشوهات خلقية، إضافة لظهور أعراض انفلونزا جديدة خاصة بالعراق”.وتابع، “عثرنا على حاويات يورانيوم كثيرة جدا في مناطق جنوب العراق وقرب الحدود العراقية الإيرانية والسعودية وأماكن مجازر حيوانات تعرضت للتجارب في مناطق عدة”، مردفاً “برأيي الشخصي ان الأمريكان استخدمونا كتجارب”.وأكد شاكر على ان “إجراءات وزارة البيئة للتخلص من المخلفات لم تؤد إلى نتيجة”، منوها على ان “الدول الصناعية تعالج المخلفات النووية بوضعها في حاويات كونكريتية بسمك 1 متر وترسلها الى الدول الفقيرة لقاء اموال كنفايات نووية”.وأضاف ان تكاليف التخلص من المواد النووية في العراق تكلف عدة مليارات من الدولارات ولكن صحة المواطن والأجيال اللاحقة هي أغلى من هذه المبالغ، مبينا ان من اساليب التخلص من ذلك هي “الطمر النووي للمخلفات الحربية بردمها بعمق 10 امتار في اماكن خرسانية سميكة كما تجرف الابنية المصابة وتطمر ايضا بالعمق ذاته”.وتحدثت آيسن كمال عن العلاقة بين الإنسان والبيئة مبينة، ان “التفاعل اذا لم يك صحيحا فان الإنسان يتعرض إلى مشكلات خطيرة”، منوهة على ان “واجب الدولة توفير الصحة للإنسان ومهمتها الآن ان توفر الصحة له في بيئة مشبعة باليورانيوم وان هناك قلة بالعناية الصحية في المستشفيات العراقية”.وأكدت آيسن على ان العراق “تعرض الى ما لم يتعرض له اي بلد مجاور لاسيما في مجال الامومة والطفولة”، مبينة، ان “ما القي على العراق في عام 1991 من المواد المشعة يعادل 7 قذائف نووية لاسيما في جنوبي العراق”.وأشارت الى ان “الإصابات بالسرطان وحالات الوفاة الناجمة عن ذلك ارتفعت بين عامي 1991 و2000 بنحو 19 مرة، وبعد عام 2003 تضاعفت الارقام 4 ـ 6 مرات عن النسب السابقة”، مبينة، ان السكان “يستعملون حاويات ملوثة بموقع التويثة، فيما سجلنا 30 موقعا تعرض الى الإشعاع او وجدت فيه أسلحة متروكة في السماوة و في البصرة رصدنا 8 مواقع ملوثة في بقايا الدبابات والناقلات الملوثة”.وأضافت، انه “في محافظة ذي قار زادت نسبة القراءة بعد 2003 فيما يتعلق بالإشعاعات 60 مرة كما زادت السرطانات”، مردفة، ان “في السماوة كتائب مدفعية للجيش العراقي جرى تدميرها بقصف جوي بقذائف اليورانيوم المنضب وكذك في نينوى”.وفي ختام الندوة فتح المجال للنقاش وأبدى عدد من المداخلين آراءهم بشأن ما طرح في الندوة.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *