مستشار رئيس الوزراء البريطاني يدعو الى التفاوض مع داعش!

مستشار رئيس الوزراء البريطاني يدعو الى التفاوض مع داعش!
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- أكد جوناثان باول، مستشار رئيس الحكومة البريطاني الحالي ديفيد كاميرون لشؤون الشرق الاوسط ،  ان “التفاوض مع المنظمات الإرهابية الناشطة حاليا في الشرق الأوسط في (العراق وسورية ومصر وغيرها) لا يعني الموافقة على أعمالها، بل يؤدي إلى فهم أكبر لمطالبها لأن مواجهتها عسكريا فقط لن تحل المشكلة بشكل كامل”.وأوضح باول في محاضرة القاها الخميس الماضي، في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتهام هاوس) في لندن أن “كل منظمة إرهابية لها أهداف، أكانت قومية أو كونية أو عالمية وفتح أبواب الحوار معها لا يضر، وبالإمكان القيام به مع الاستمرار في المواجهة العسكرية معها حيث تمارس العنف والتهجير والأعمال غير المقبولة انسانيا.وأوضح أنه بالإمكان التفاوض لمرحلة زمنية محدودة ثم التأكد من أن هذا التفاوض يؤدي غرضه، ولا يُستخدم للمزيد من التنكيل بالخصوم. وإذا ثبت العكس بالإمكان توقيفه.وأشار إلى أنه ومنذ بداية قيامه بدوره في المشورة لرئاسة الحكومة البريطانية أقترح الحوار مع “حماس” وحتى “القاعدة” وليست فقط مع “منظمة التحرير الفلسطينية”.واعتبر بأنه لو تفاوضت الحكومات الغربية مع كل الجهات لربما نجحت مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وأن الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري يحاولان فتح هذا المجال برغم الصعوبات، ولكنه تحفظ حول شخصيات القيادات عموما في المنطقة وقدرتها على اتخاذ القرارات المصيرية.وسألته صحافية مصرية، عن رأيه في الطريقة الأمثل التي يجب أن يتعامل بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الإرهابيين، فأجاب: “لست مخولا اسداء النصائح إلى الرئاسة المصرية ولكن ممارسة العنف وحده ستؤدي إلى ردود فعل عنيفة وستفاقم العنف. وفضل عدم التعليق على الوضع في اليمن قائلا أن القضية معقدة جدا هناك.ولكنه أوضح بأن الوضع في ليبيا من السهل حله، لعدم وجود مجموعات طائفية وإثنية متصارعة، كما في مناطق أخرى من الشرق الأوسط وأن الأمم المتحدة قامت بواجبها إلى حد ما ونجحت في المساهمة بتأليف سلطة.واشار إلى أن وجود عدة قادة لعدة مجموعات إرهابية في العراق وسورية وليبيا ليس جديدا فقد تواجدت مثل هذه الأوضاع في مناطق أخرى من العالم في ظروف سابقة وكان بالإمكان التفاوض معها.وذكر أنه وفي مفاوضات ايرلندا الشمالية وحدها تم التفاوض مع ثماني جماعات ارهابية على الأقل. وسئل هل ستتفاوض مع داعش؟ فقال: نعم ولم لا. كل مجموعة في العالم لها اهداف تعتبرها عقلانية ومحقه، أكانت قومية أو كونية. وداعش تملك تأييدا في بعض المناطق (كالموصل مثلا) ويهمهما موضوع تهميش السنّة في العراق وفي سورية، وحاليا لا توجد مجموعة إرهابية في العالم لا تملك السلاح ولا تمارس الأعمال العنيفة.وسئل إذا كان يعتبر بعض الدول العربية تحت قيادات ارهابية، فأجاب: نعم، ولكن هذا لا يعني عدم التفاوض معها للعثور على حلول.وفي رده على سؤال حول ارتباط شن الحروب ودعم الحملات العسكرية من قبل دول أجنبية في دول عربية كما حدث في الغزو الأمريكي ـ البريطاني للعراق في عام 2003 وقبل ذلك في أفغانستان، وبعد ذلك في ليبيا وارتباط هذا الأمر بتشجيع الإرهاب وانطلاق المزيد من المجموعات الإرهابية، أوضح أنه ربما أفضل إقناع قادة الغرب بعدم تشجيع الحروب، وقال “إننا في سياستنا الخارجية في بريطانيا، (كمال غيرنا في دول غربية أخرى) ننتقل من موقف متطرف وشديد الالتزام إلى آخر حذر ومتحفظ بشكل متواصل، فنشجع الحروب للأهداف الإنسانية ثم نتراجع عندما نفقد السيطرة على ما يجري”، وأضاف إن “تدخلنا في العراق وليبيا لم يساهم في أنشاء الدول كما تصورنا وعدم تدخلنا في سورية أدى إلى نشوء أزمة انسانية مستمرة. ولكن علينا أن نفعل ما بوسعنا لمعالجة الأزمات الخطيرة”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *