مسعود البرزاني:المالكي دكتاتوري ونحن مع “التغيير”

مسعود البرزاني:المالكي دكتاتوري ونحن مع “التغيير”
آخر تحديث:

 اربيل /شبكة أخبار العراق- قال رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني إن رئيس وزراء العراق نوري المالكي قاد البلاد في اتجاه حكم الفرد وهدد بإنهاء مشاركة الاقليم الغني بالنفط الذي يتمتع بالحكم الذاتي في الحكومة الاتحادية.وكان العراق أجرى انتخابات في 30 ابريل نيسان الماضي لم تعلن نتائجها حتى الآن لكن التأييد الكوردي حاسم لطموحات المالكي لتولي الحكومة لفترة ثالثة. ويأمل منافسو المالكي من الشيعة والسنة أن يساعدهم الكورد على إحباط مسعى المالكي للبقاء في منصبه أربع سنوات أخرى.وقال بارزاني في مقابلة مع رويترز:إن الاحزاب الكوردية ستجتمع قريبا مع إعلان النتائج الرسمية للانتخابات في الأيام القليلة المقبلة لتحديد موقفها من مفاوضات تشكيل الحكومة.ومن المحتمل أن تطول المحادثات لأشهر وامتنع بارزاني عن إعطاء أي تفاصيل أخرى عن موقف الكورد لكنه قال إن الوضع السياسي في العراق لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال وإن أحد الخيارات المطروحة هو سحب المشاركة الكردية بالكامل من الحكومة ما لم تظهر بوادر التغيير.وقال بارزاني “كل الخيارات مطروحة على المائدة. حان وقت القرارات النهائية. لن ننتظر عقدا آخر ونمر بالتجربة نفسها مرة أخرى. إذا قاطعنا العملية سنقاطع كل شيء (البرلمان والحكومة)”.وإذا حدث ذلك فستكون هذه هي المرة الأولى من نوعها بالنسبة للكورد الذين كانوا شريكا في الحكومة الوطنية منذ اجتياح العراق عام 2003 وستفرض مزيدا من الضغوط على الاتحاد الهش الذي يضم أقاليم العراق.ويوجد نحو خمسة ملايين كوردي في العراق الذي يزيد عدد سكانه على 30 مليون نسمة. ويعيش أغلب الكورد في شمال البلاد حيث يديرون شؤونهم بأنفسهم لكنهم يعتمدون على بغداد في الحصول على حصة من الموازنة العامة للعراق.وبعد الانتخابات السابقة عام 2010 اصطف الكورد في النهاية وراء المالكي وساعدوه على الفوز بفترة ثانية بعد أن اقتنعوا بوعود اقتسام السلطة وتسوية وضع المناطق المتنازع عليها بين العرب والكورد.لكن الكورد يقولون إن هذه الوعود تحطمت وانهارت الصفقة ما أن تولت الحكومة السلطة. وسرعان ما تدهورت العلاقات بين الجانبين بعد ذلك وأصبحت الان مشوبة بالارتياب العميق.ثم ألقى بارزاني بثقله وراء محاولة لم تكلل بالنجاح لعزل المالكي في اقتراع على سحب الثقة منذ عام 2012 وعليه الان التأكد من ضمان التزام بغداد بالوعود التي قطعتها على نفسها إذا وافق الكورد على المشاركة في الحكومة مرة أخرى.وامتنع عن الخوض في تفاصيل الكيفية التي يعتزم الكورد أن يضمنوا من خلالها تلبية مطالبهم لكنه قال إنه سيسعى للحصول على ضمانات تتجاوز الضمانات الورقية.وسلم بارزاني بأن المالكي ليس الملوم وحده في مشاكل العراق لكنه قال إنه يتحمل المسؤولية النهائية بصفته رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة.وقال عن العراق في السنوات الأربع الأخيرة في ظل المالكي “لم تكن هناك شراكة بل كان حكم الفرد”.وأضاف “السلطات في بغداد تريد السيطرة على كل شيء. وهذا غير مقبول لنا. نريد أن نكون شركاء ولا نريد أن نكون رعايا”.وشدد بارزاني مرارا على أن نزاعه مع المالكي الذي حارب في صفوف الكورد ضد صدام حسين ليس “شخصيا” وقال إنه تغير منذ أصبح رئيسا للوزراء.وتابع “المالكي الذي عرفناه قبل أن يكون في السلطة كان مختلفا عن المالكي الذي يتولى السلطة”.ورغم الخصومات يسلم بعض المسؤولين الكورد بصفة غير رسمية بأن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع المالكي ولو حتى بهدف كسب الوقت إلى أن ينهض اقليم كوردستان.ويعمل الكورد حاليا على تحقيق الاستقلال الاقتصادي وفي أواخر العام الماضي استكملوا مد خط أنابيب للنفط إلى تركيا يمكن من الناحية النظرية أن يجعلهم يتمتعون بالاكتفاء الذاتي. وهو ما جعل بغداد ترد بخفض تمويل الاقليم.وقال بارزاني “من يخفض موازنة كوردستان سيدفع ثمن هذا القرار. إذا كانوا يعتقدون أن بخفض الموازنة وابتزازنا لن يواصل الكورد السؤال عن مطالبهم المشروعة فهم مخطئون”.ويقول الكورد إن من حقهم دستوريا تصدير النفط بشروطهم الخاصة وإن أكثر من مليوني برميل تدفقت بالفعل عبر خط الانابيب الجديد إلى صهاريج تخزين في ميناء تركي. وهددت بغداد بعواقب وخيمة إذا تم تصدير النفط دون موافقة على مستوى الحكومة الاتحادية لكن بارزاني قال إنه لا تراجع عن القرار.وأضاف “القرار السياسي اتخذ أننا سنبيع النفط على نحو مستقل. وسنواصل إنتاج النفط وضخه وبيعه. وإذا استمروا في التصعيد فسنصعد من جانبنا”.وأوضح بارزاني أن الكورد قد ينظمون استفتاء على الاستقلال إذا تمادت بغداد مكررا بذلك تهديدا سبق أن أطلقه.وقال بارزاني “إذا لم يكن يعجبهم أن نكون معهم فليقولوا لنا وسنأخذ مسارا آخر أيضا. سنجري استفتاء ونسأل شعبنا. أيا كان ما سيقرره الشعب”.وربما يسعى المالكي لاستغلال انقسامات بين الكورد أنفسهم لاضعاف موقفهم التفاوضي في بغداد بالتقرب إلى حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يسعى لتأكيد ذاته بعد انتكاسات سياسية.واقتسم حزب الاتحاد الوطني السلطة في اقليم كوردستان مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يتزعمه بارزاني منذ حصل الاقليم على الحكم الذاتي.ويخشى بعض المسؤولين الكورد أن يهدد حزب الاتحاد الوطني بالخروج عن الصف والانضمام للمالكي بهدف تحقيق مكاسب على مستوى الاقليم.لكن المالكي يواجه أيضا تحديا في محافظة الأنبار حيث يخوض جيشه حربا منذ بداية العام.ويتهم منتقدو المالكي ومن بينهم بارزاني رئيس الوزراء العراقي بمهاجمة الأقلية السنية لكسب التأييد في قاعدته الشعبية الشيعية مع تدهور الأمن في مختلف أنحاء البلاد مما ألحق الضرر به.وقال بارزاني “إشعال الحرب لتحقيق مكاسب سياسية كارثة. أعتقد أنه (الوضع في الأنبار) انتهى على هذا النحو. ربما كان قصة مختلفة في البداية”.وسئل بارزاني عما إذا كان يخشى أن يمثل القتال في الأنبار سابقة للتعامل مع المشاكل المماثلة في مناطق أخرى من البلاد فقال “في أي بلد إذا اتبعوا هذه الستراتيجية فهذا يعني نهاية ذلك البلد”.وأضاف “ستكون هذه نهاية العراق وهذه أخطر قضية”.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *