مطالبة اهالي الانبار الثبات في مواقع الاعتصام لحين تحقيق جميع المطالب

مطالبة اهالي الانبار الثبات في مواقع الاعتصام لحين تحقيق جميع المطالب
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق- وجهت هيئة علماء المسلمين رسالة مفتوحة الى اهالي الانبار حثتهم فيها على الثبات في مواقع الاعتصام الى حين تنفيذ المطالب وفي مايلي نص الرسالة بعد المشهد الدموي الذي شهدته ساحة الغيرة والشرف في مدينة الحويجة الباسلة.. والتطورات التي طرأت على المشهد العراقي، نقول لكم: لقد كنتم المبادرين الأوائل للتظاهرات والاعتصامات؛ فكنتم مفتاحها المبارك، وباكورتها الطيبة. وكنتم أول من طلب من العراقيين مؤازرتكم في هذه الوقفة العظيمة، فاستجابت لكم المحافظات بعد أيام، ولبت نداءكم؛ لما تعلم من مواقفكم السابقة والمشرفة في مواجهة الاحتلال والظلم، فكانت تظاهرات الموصل وصلاح الدين وديالى وبغداد وكركوك غيرها. وبهذه المناسبة اسمحوا لنا أن ننبه إلى ثلاث أمور، آملين قبولها من إخوانكم الذين يعيشون معكم الحدث لحظة بلحظة، والهم محطة بمحطة، وينتظرون اللحظة المناسبة للتواجد بين اظهركم ومشاركتكم في كل الفعاليات: أولاً: انطلقت الثورة في عدد من المحافظات العراقية.. وتألقت في حراكها الجماهيري وقدمت تضحيات وشهداء وفعلت ذلك استجابة لندائكم ـ كما قلنا ـ لذا فإنها حتى اللحظة  تتطلع اليكم، وتحسن الظن بكم، وترى أن الحسم مؤمل أن يأتي من قبلكم فحذار من أن تخيبوا ظنونهم، وتحبطوا آمالهم، فإن لهم بعنقكم دينا.إننا نذكركم لحسن ظننا بكم وأنتم أهلنا وإخواننا بخطورة ما يجري على أرضكم اليوم من محاولات تبذل لاحتواء حماستكم  وهدر ما شيدتموه من مجد، وتضييع ما حصلتم عليه من مكاسب لفتت أنظار العالم نحوكم، وأيقظت الضمير الدولي تجاهكم على مدى مائة وثلاثين يوما، محاولات ظاهرها الدعوة إلى تأمين المحافظة والاقتصار في الاهتمام عليها تحت شعار الأقلمة أو الفدرلة، وحقيقتها التفريط بالقضية العراقية التي سفك من أجلها الكثير من الدماء ولاسيما دماء أبنائكم، محاولات من شأنها أن تظهركم أمام العراقيين والعالم أهل أثرة وأنانية وكأنكم جزء منفصل عن العراق، أو كأنكم إذا فعلتم ذلك ستكونون بمأمن من الحكومة وجنودها، أو كأن مناطق العراق الأخرى التي لبت نداءكم للتظاهر وسالت  فيها من أجل ذلك  دماؤهم لا تعنيكم بشيء، ونحن نعلم أنكم أهل غيرة وشيمة يهمكم العراق كله مثلما تهمكم أنفسكم وهذا ما بدا واضحا من خلال ما صدر وما يزال يصدر من ساحتكم ساحة العزة والكرامة من مواقف وتصريحات تحث على وحدة العراق وحرية شعبه وتحقيق الحقوق لكل العراقيين. واعلموا أيها الإخوة الكرام أن الحكومة ورأسها، أياً كان خياركم، وقراركم، لن تترككم بمأمن،  وستجعل منكم الهدف الأخير الذي تذل به محافظتكم ومن ثم تذل به العراقيين جميعا وإلى الأبد وحينها لن تجدوا مسعفا، ومؤازراً مالم تكونوا قد شاطرتم إخوانكم في المحافظات الأخرى محنتهم، وتبادلتم وإياهم العون والمشورة والمواقف. وتذكروا أن كثيراً من أبنائكم مستعد ليفعل الكثير الكثير لكنه ينتظر الإشارة منكم، والحاضنة الداعمة لتوجهاته من قبلكم، وعدم تثبيط الهمم، وبيع الساحات، واتخاذ إجراءات من قبل بعض قادتها من شأنها احتواء حماستكم، وتضييع الوقت عليكم. ثانياً: لقد قمتم من قبل  بحرق المطالب، وطالبتم باسقاط الحكومة ودستورها ومحاكمة من سفكوا الدم العراقي البريء، وكان هذا مطلبا واقعيا وقانونيا وشرعيا، ولكن هذه الأهداف تحتاج إلى سعي جاد يتجاوز لغة الخطابات، وألا يشغلكم عنها شيء، كالتفكير في شؤون المحافظة ووضعها الإداري الذي يتولى الحديث عنه بينكم اليوم أناس كل طموحهم، أن يكونوا على رأس السلطة في إدارة المحافظة، وينتفعوا من عوائد خيراتها وثرواتها ليس إلا، أما بقاؤكم رهن الظلم والفقر والهوان فأمر لا يعنيهم بشيء. لا ينبغي أن يشغلكم شأن المحافظة عن الهدف الأساسي في تحرير العراق ومعاقبة الظالم على ظلمه، ووضع حد لهذا الكابوس الذي يخيم على العراقيين منذ عشر سنين. لاينبغي أن يشغلكم شيء عن وضع حد  لطبقة سياسية وأمنية مازالت حتى اللحظة تقتل ابناءكم، وتفجر مساجدكم، وتعتقل نساءكم ورجالكم، ويقوم عناصرها بإعدام نشطائكم واغتيال رموزكم، وستبقى على هذه السياسة تجاهكم ولو أخليتم لها الساحات، وخضعتم كل الخضوع لشروطها؛ لأن أصحابها أهل إقصاء لا يفهمون لغة الشراكة، ولا يهضمون أن للآخرين حقوقا يجب أن تصان، وتجربة عشر سنوات كافية لتقدم لكم ألف دليل ودليل على صحة ما نقول، فهل سنشهد سذاجة هذه المرة في التصديق بوعودهم والثقة بهم. ثالثاً: ندعوكم إلى حسن اختيار قادتكم، ومحل ثقتكم، ولا يغرنكم من المرء معسول كلامه، فثمة من يتبنى في الظاهر مواقفكم ولكنه يستغل مشاعركم وحماسكم لأهداف تخصه، وثمة من كان بالأمس يعلن معكم رفض المفاوضات، ولكنه اليوم وبانقلاب مفاجيء يدعو إلى المفاوضات وهو في الحالين كان يفاوض، لكن في السابق كان يفاوض في السر، والآن يفاوض في العلن، كما أنه في الحالين كان  يقبض الثمن من جراء الالتفاف على جهودكم وصبركم.على أية حال ليس الآن وقت المحاسبة والتشهير، وليس من المصلحة فتح هذا الباب الآن، لكن ينبغي أن يتولى قيادتكم من يؤمن بأهدافكم قلبا وقالبا، وظاهره وباطنه سواء في تحقيق الأهداف الكبرى لهذه الساحات المتمثلة في تحرير العراق والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا، ودفع الظلم عنه، وما أكثر هؤلاء فيكم شيبا وشبابا وشيوخ عشائر ونخبا.. نقول ذلك لأن الوقت حرج والخطأ من قبلكم في اختيار القادة  ثمنه غال. وحين تتخذون قرارا بذلك ستجدون جميع العراقيين معكم، وحتى الظرف الدولي بما فيه العربي ـ فيما يبدو ـ مهيأ لتفهم قضيتكم والتعاطف مع مطالبكم لاسيما بعد أن رأى تظاهراتكم السلمية واعتصاماتكم وعدم استجابة الحكومة لمطاليبكم العادلة على مدى الأشهر الماضية. عليكم البقاء في ساحات الاعتصام، وعدم مغادرة مواقعكم، والاستمرار في المطالبة بحقوقكم، وعلى النحو السلمي الذي سرتم عليه طوال الأشهر الماضية، وما جمع لكم من جمع الحشود، وما أطلق تهديداته، وبالغ في وعيده  إلا لإحساسه أن اعتصامكم بدا يضيق عليه الخناق دوليا، ويشعره بقرب حصولكم على ثمار هذه المظاهرات والاعتصامات.. فتمسكوا بهذه الساحات ولا تفرطوا بها وقد أوشكتم على قطف ثمار صبركم عليها.. أما من يتعرض لكم بسوء؛ فحق الدفاع مشروع بكل الوسائل الممكنة، وقد أفتى لكم أهل العلم بجواز الدفاع عن أنفسكم. وكلمة أخيرة نقولها لكم: هذه الفرصة ذهبية لن تتكرر، وإذا فاتت العراقيين بمن فيهم انتم، فمن الصعوبة بمكان أن تغادروا هذا الكابوس ربما لسنوات قادمة، وستجدون من تسعون لدفع ظلمه في المرحلة القادمة  أكثر ظلما، وأعند موقفا؛ لأن المنطق المعتمد لدى  الحكومة الحالية هو القوة والعنف  وليس السياسة والحكمة، وهي حين تقرر ذلك لن يصدها صادٌ عن ذلك لا إقليم ولا غيره. والفرق أن استهدافكم من قبل الحكومة وأجهزتها الامنية وميليشياتها وأنتم في الساحات أصعب عليها بكثير من استهدافكم في بيوتكم. تذكروا ذلك قبل أن تتخذوا قراراً.. يقودكم إلى حال أسوء مما أنتم عليه اليوم.. فحينها لا ينفعكم ندم، ولا يواسيكم في مصيبتكم أحد. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *