معصوم :لنجعلْ مبادئَ التعايش السلمي محورَ اهتمامِنا

معصوم :لنجعلْ مبادئَ التعايش السلمي محورَ اهتمامِنا
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى موقف تضامن موحد لكافة شعوب العالم ودوله بوجه آفة الإرهاب الرهيبة، معتبراً أن تنظيم داعش الإرهابي هو المثال الأشد سوءاً للإرهاب الذي يُمارس باسم الدين والطائفية، مشدداً على رفض التطرف والغلو في التعصب الديني والمذهبي والقومي. كما طالب مجتمعات الإنسانية جمعاء بإقامة علاقات إنسانية إيجابية.جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس معصوم اليوم الخميس خلال مشاركته في مؤتمر قمة السلام المنعقد في مدينة اسطنبول التركية بحضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو وعدد اخر من القادة وزعماء الدول.وقال معصوم يطيبُ لي أن أكونَ هنا متحدثاً إليكم بمناسبةِ ذكرى مهمةٍ تحملُ الكثيرَ من المعاني سواءٌ في التاريخِ الوطني للشعبِ التركي الصديق أو في تاريخِ دولِ منطقتِنا كما في تاريخِ عالمنا الحديث.واضاف إن ذكريات وتاريخَ الحروبِ والمعارك هي ذكرياتٌ تحملُ الكثيرَ من الآلام والكوارث والكثيرَ الآخر من المعاني ومن الوجوهِ التي تراها الشعوبُ في ما بعد ويقدّر أبعادَها الفكرُ الإنساني بتطورهِ وتقدمِه.فمن جانبٍ تقدّر الإنسانيةُ البطولةَ والتضحياتِ في الحروبِ ومعاركِ الشرف والكرامة وتكونُ مصدرَ اعتزازٍ لها بتاريخِها وبطولاتِ أجيالِها ومن جانبٍ ثانٍ تستلهمُ الشعوبُ والإنسانية العبرةَ من تاريخِ المعاركِ والحروب لتأكيدِ قيمةِ الأمانِ وحُسنِ التفاهمِ بين الأممِ وتعايشِها بحريّةٍ وكرامة.واشار الرئيس معصوم الى شعار المؤتمر فقال لعلّ [السلامَ] الذي يحملُه هذا المؤتمر عنواناً له هو القيمةُ الأولى والأخيرةُ لمثل هكذا احتفاءٍ بمعركةٍ تاريخية مهمة. فالسلام الخلاصةُ الانسانيةُ الأهم التي ينتهي إليها العقلُ الانسانيُّ كلما تمدّنَ وكلما تقدمَ في رؤيتِه إلى التاريخ كعبرةٍ ودروسٍ لبناءِ الحياة وللحرصِ على الإنسانِ الذي هو خليفةُ اللهِ على هذا الكوكب.وذكر إن بين المحتفين الآن أبناء مختلف الأطراف في معركة [جنا قلعة]، وهي معركة برغم اعتبارها واحدة من أشد المعارك دمويةً في تاريخ الحروب إلا أنها درس بليغ في أهمية المصالحة والتفاهم السلمي الذي نضع بموجبه أيدينا في أيدي بعضنا من أجل السلام داخل أوطاننا وبين دولنا.واستطرد معصوم قائلا “لقد فرضت الحرب وراح ضحيتَها ملايين البشر من شعوب العالم ومنهم الآلافِ من مواطني بلدِنا العراق سيما ضحايا كوت العمارة. لقد سقط هؤلاء مدافعينَ عن أرضِهم وعن الدولةِ التي كانوا يستظلّون بها جميعاً. وبرغمِ أن تلكَ الحربَ انتهت بما انتهت إليه من خسائر إلا أن الدول التي كسبت الحرب فرضت على منطقتنا اتفاقيةَ سايكس بيكو من منطلق مصالحها وليس بموجب مصالح شعوب المنطقة.وخلص الى القول “من المؤسفِ أن منطقتَنا اليوم تعاني الكثيرَ من مشكلاتِ السياسةِ والأمنِ والاقتصاد ومن الصراعاتِ الاقليمية التي تهددُ أمنَنا جميعاً وسلامَ وازدهارَ دولِنا. إنها صراعاتٌ ما زالت تنتظرُ منا جميعاً النظرَ بمسؤوليةٍ أكبرَ إلى مخاطرِها التي تهدد دولاً كثيرة من دولنا كما تفرضُ الصراعاتِ بين الجيران وذلك بغيابِ أو باستبعادِ أجواءِ التفاهم والعملِ معاً بروحٍ شفافةٍ تكرسُ الثقةَ وتجتث الشكوك.وقال “من الصحيحِ أننا نحيا في عالمٍ مضطرب ومحكومٍ بنوازعَ كثيرةٍ لكن يقابل هذا أن عالمَنا المعاصر لم يعدْ يسمحُ في ظلِّ التوازنات الدولية وتطوراتِ الحضارة البشرية بأن يجري التفكيرُ بتمددِ طرفٍ على حسابِ طرفٍ آخر، بضمٍّ قسريٍّ لدولةٍ أو بعضٍ منها إلى دولة أخرى، وقد شهدنا في العراقِ والمنطقة مآسيَ تلك الفكرةِ الهوجاء عامَ ألفٍ وتسعِ مائةٍ وواحدٍ وتسعين وما أفضت إليه من كوارثَ ما زالت تُلقي بظلالِها الثقيلة على بلدِنا وعمومِ المنطقة.ودعا الرئيس معصوم الى ان نفكر ونعملْ ” من أجلِ حياة شعوبِنا ورفاهِها ومن أجل بناءِ علاقاتٍ إنسانيةٍ إيجابية بين مجتمعاتِنا ودولِنا، لنجتهدْ من أجل الحياةِ وتقدمِها ورفعتِها وليس من أجلِ الموتِ والدمار والخراب.وقالإنّ تقدمنا معاً ونجاحنا جميعاً هو من أسس استقرار وتطور المنطقة، وهو تقدم مفيد للجميع حيث تتعزز معه المصالح المشتركة وتزداد هذه المصالح بما يسمح بخلق المزيد من فرص التعاون والعمل البناء الذي يخدم شعوبنا وتنمية بلداننا. هذه بديهياتُ الخبرةِ الانسانية، فلنركنْ إلى بداهتِنا ولنُعلي قيمةَ الإنسانِ والحياة وتطورها في منطقتنا.لنقفْ بقوةٍ وبإرادةٍ واحدة ضد التطرفِ والغُلو في التعصبِ الديني والمذهبي والقومي والاجتماعي.ونبه معصوم الى ان آفةُ عصرِنا الذي نحيا فيه هو هذا التطرف وأخطرُه وأعنفُه هو الإرهاب الذي يمارس حالياً باسم الدين والطائفية. المثالُ الأشد سوءاً على ذلك هو مجموعةُ داعش ممن وصلت بهم الكراهيةُ والظلاميةُ والأحقاد حتى إلى آثارِ حضاراتنا التي تعتز بها شعوبنا وشعوب العالم من بعدما استهتروا بكل قيم الانسانية واستهتروا بكرامة الانسان وحقِّه بالعيش والتفكير والاعتقاد.لنقف الموقفَ المتضامن الموحد بوجهِ هذه الآفةِ الرهيبة التي لن يكونَ أحدُ منا بمنجىً من أخطارِها وتهديدِها رغم تباعد القارات إذا ما أهملنا النظرَ والعملَ بمسؤوليةٍ مشتركة.وقال معصوم تنتظرُ منا شعوبُنا كما تنتظرُ الإنسانيةُ منا جميعاً موقفاً بمستوى التحدياتِ الكبيرة التي تواجهُنا، لنجعلْ مبادئَ التعايش والعلاقاتِ الانسانية والمصالح المشتركة محورَ اهتمامِنا الأساس، لنعملْ بما يحولُ دون تدخلِ دولةٍ في شؤونِ دولةٍ أخرى.. إنها حياتُنا وجغرافيتُنا وثقافتُنا التي تفرض علينا حُسنَ التفاهم، والمستقبلُ سيكون لمن يجيدُ التفاهمَ وينطلق من المحبة ويؤسس للحرية والديمقراطية. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *