ممثلو المحافظات “المنتفضة” يدعون إلى تحويل الاعتصام إلى عصيان وتدويل القضية

ممثلو المحافظات “المنتفضة” يدعون إلى تحويل الاعتصام إلى عصيان وتدويل القضية
آخر تحديث:

الفلوجة / شبكة أخبار العراق – دعا ممثلون عن المتظاهرين في المحافظات العراقية “المنتفضة” من مدينة الفلوجة، اليوم الاثنين، إصرارهم على إدامة الحراك الشعبي السلمي وتوسيع مساحته ليشمل كل الأرض العراقية لحين تحقيق جميع المطالب، وأكدوا أن المرحلة المقبلة من الاعتصام تتطلب تغيير الأسلوب إلى “الإضراب العام والعصيان المدني” و “تدويل القضية”، مشددين على ضرورة استبدال الدستور الحالي لأنه “مليء بالظلم والإجحاف”.جاء ذلك في خلال مؤتمر عقدته “المؤسسة العلمية العراقية” في دار الضيافة التابعة للمجلس المحلي بمدينة الفلوجة تحت شعار ” وحدتنا عنوان عزنا ونبذ الطائفية حكمة عقلائنا” والتي يقودها نخبة من علماء الدين والمثقفين والأكاديميين وشيوخ العشائر الممثلين للمحافظات التي تشهد اعتصامات.وقال الشيخ ظافر العبيدي أمين عام المؤسسة في كلمة له خلال المؤتمر انه ” بعون الله تعالى ورغبة المخلصين من شيوخ العشائر وعلماء الدين والوجهاء والمثقفين والأكاديميين من أهل الاختصاص في مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار الذين اتفقوا ليكونوا يدا واحدة وعقلا وقلبا واحدا من اجل توحيد و توجيه أهداف الهبة الشعبية المباركة ودعم الحراك المظفر فقد انبثق هذا المؤتمر من مدينة الفلوجة ليشمل عموم محافظة الأنبار بشتى أطيافهم وتوجهاتهم ويوحد كلمتهم ويوثق عرى التعاون مع الحراك الشعبي في المحافظات الأخرى على نفس الهدف”.وأضاف العبيدي “ولقد اتفق المجتمعون في هذا المؤتمر على تحديد أهداف هذا الحراك الشعبي وهي إصلاح وتعديل العملية السياسية وتوجيه الحكومة في العراق بما يحقق العدل والمساواة بين أبناء الشعب العراقي في المشاركة في القرار السياسي وفي الحقوق والواجبات، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب له من حيث الكفاءة والاختصاص”.وأوضح أمين عام المؤسسة “ويجب استعمال المال العام بما يحقق أقصى الخدمات للشعب والاكتفاء الذاتي والتصرف بالثروة الوطنية تصرفا عقلانيا بناء على خطط حكيمة ترتفع بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة، وتنظيف كافة مفاصل الدولة من الفاسدين والمزورين وترسيخ مبدأ سيادة القانون وإعادة تشكيل القوى الأمنية من العناصر الوطنية المحايدة لحفظ الأمن الداخلي والخارجي، و إعادة اختيار ممثلي الشعب العراقي من الوطنيين وإبعاد مزدوجي الجنسية من كل مفاصل الدولة العراقية مع تغيير آلية الانتخابات على أساس التمثيل المناطقي وليس على أسلوب القوائم الانتخابية”.وتابع العبيدي ان من أهداف المؤتمر “إصلاح القضاء وكل المفاصل التنفيذية واختيار العناصر الأمينة والمحايدة لتطبيق القانون بكل اختصاصاته بدءً من المحكمة الاتحادية وما يختص بتفسير مواد الدستور, والعمل على إقرار دستور جديد خالي من الأخطاء والفخاخ يلغي كل اعتراف طائفي أو عرقي من بنوده ولا يعترف بالتقسيم الذي يعتبر سابقة خطيرة في هذا الدستور الذي جاء به الاحتلال على خلاف كل الدساتير السابقة للدولة العراقية والمحافظة على وحدة العراق السياسية والاجتماعية وإلغاء مبدأ الفيدرالية والمجلس الاتحادي والأقاليم واستبدالها باللامركزية الإدارية وتوسيع صلاحيات المحافظات وتقليص الحلقات الإدارية المعوقة لاتخاذ القرار”.وأوضح أمين عام المؤسسة العلمية العراقية ان ” وسائل تنفيذ هذه الأهداف هي إدامة الحراك الشعبي الوطني السلمي وتوسيع مساحته حتى يشمل كل الأرض العراقية وان تطلب ذلك تغيير الأسلوب من الاعتصام إلى الإضراب العام والعصيان المدني لغرض إدامة الضغط على النظام بأكمله من اجل إقرار الحقوق وتنفيذ طلبات المعتصمين وتوحيد كل الفئات الغيورة والنشيطة وربطها ضمن هذا الحراك دون استثناء أو تهميش لأحد على أن يسود مبدأ التشاور بين الجميع وعدم الخروج عن الإجماع أو اتخاذ قرار متسرع أو انفرادي”.وحث العبيدي” على استحداث الأساليب الجديدة لتحقيق خطوات نحو الانتصار في الصراع من اجل انتزاع الحقوق وحتى لو أدى ذلك الى تدويل الأزمة دون تدخل لقوات أجنبية والاستعانة بمجموعات متخصصة من خارج الحراك في مجال السياسة و القانون الدولي من اجل إدارة الحوار والمناقشة مع الحكومة وتشكيل اللجان المتخصصة من الحراك الاستشارية منها والتنفيذية لتقديم المشورة أو الخدمة المطلوبة والمساهمة في بناء قيادة جماعية للحراك الشعبي على مستوى الوطن وتوحيد الأهداف والشعارات وتوزيع الأدوار بما يكفل استمرار الحراك للحصول على الحقوق واعتماد الخطاب المعتدل والغير متشنج وتجنب لغة التهديد والشعارات الطائفية من قبل المتحدثين والخطباء على منابر المنصات والتصريح عبر وسائل الأعلام”.في حين قرأ الشيخ عامر فريح احد المؤسسين لـ”المؤسسة العلمية العراقية” البيان الختامي للمؤتمر والذي جاء فيه انه ” لا شك أن الانتصار للمظلومين هو انتصار لإحقاق الحق ورد للباطل, ولأول مرة في تاريخ العراق يجتمع هذا الجمع الغفير من العراقيين للمطالبة بحقوقهم”, مخاطبا الحاضرين بالقول، “فما عليكم يا أخوتنا ويا أحبابنا في الطريق إلا أن تجتهدوا وتشمروا عن ساعد الجد وتصبروا و تحتسبوا لمواصلة الطريق حتى النهاية ، فان قلوب العراقيين معلقة بمسيرتكم وتنتظر بفارغ الصبر ما تؤول إليه مهمتكم المظفرة إن شاء الله تعالى”.وأضاف فريح في البيان” في ظل هذا الظرف العصيب الذي يتطلب منا جمع الكلمة ووحدة الصف فإننا نهيب بكم أن تجتنبوا كل ما يسيء الى أي من العراقيين وأن نكون رسل محبة وسلام وليس صناعَ فتن , فيشهد الله أننا لا نريد بأحدٍ كيداً ولا ظلماً واحذروا أي دعوة للاقتتال الطائفي يحاول المغرضون والمندسون وإذناب المحتلين أن يجروكم أليها تحت فتاوى انتم اعلم بها منهم , وان تهرعوا الى الشورى في كل شيء , وإياكم والقرارات الارتجالية التي لا يعرف أصحابها ما بعدها كما ندعوكم إلى أن يكون زمام الأمر بيد العقلاء وان تحموا هذه المنصات من الأشرار وصغار العقول”.وحذر البيان من “مخططات تقسيمية مهد لها الأعداء بكل السبل”, مبينا ان “هذه المخططات تأتي مرة تحت غطاء الدستور, ومرة تحت غطاء آخر واحذروا مكر الساسة فانَّ ما يظهر لكم من أمر السياسة اليوم ليس إلا الجزء القليل مما يدور وراء الكواليس, فالصفقات والبيع والشراء وخداع البعض للبعض على قدم وساق وقد رأيتم وسمعتم ما آلت إليه الأمور بعد أن باعنا الساسة وباعوا وطننا وصادقوا على دستور مليئ بالظلم والإجحاف بحقنا في ليلة سوداء, حتى أصبحت اليوم مشكلتنا في الدستور وما صنع من واقع مر ووطن مفكك وحكم مستبد”.ومع أن المتظاهرين أعلنوا في وقت سابق أن تظاهرة أول أمس الجمعة ،هي الفرصة الأخيرة للمالكي فإن الأخير يبدو انه يفكر في خطة طويلة الأمد لن تتحقق في القريب العاجل ولا ربما حتى في الدورة الحالية، إذ كان أكد في خلال احتفالية بمناسبة عيد المرأة في 7/ 3/ 2013 أن المطالب الحقيقية للمتظاهرين يجب أن تكون عن “النقص بالخدمات”، والتعويض عن “سياسات النظام السابق”، وشدد على أن المطالب “غير المشروعة” ملزمة للجميع بعدم تحقيقها، وفي حين أكد أن رفع الظلم في البلاد يحتاج إلى تشكيل “ديوان حكومي”، باسم (ديوان رفع المظالم)، طالب المعترضين على النظام الحالي بـ”الخروج منه وتشكيل معارضة سياسية وليست دموية، فيما فتح مقتل احد المتظاهرين وجرح عدد أخر منهم على يد القوات الأمنية في محافظة نينوى،  فصلا جديدا من معركة “لي الأذرع” بين الحكومة والمتظاهرين والتي ستظهر نتائجها خلال الجمع المقبلة.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *