محمد فخر الدين
يقول المثل الشعبي المصري( الي ميشوفش من الغربال يبقة اعمى) وللمرة الثانية تكرر اتهام السيد رئيس وزراء حكومة الطليان لكل من يفضح الفاسدين ويؤشر على ظواهر الفساد بالزعيق فهلا اتممتها بالنهيق حتى نتبين المعدن الاصيل للتربية والخلق الرفيع وللاسف كنت مخدوعا بدماثة الخلق وسعة الصدر والكفاءة ولكن يبدو ان الكرسي فعل فعلته والهالة اخذت اثرها منه حتى منح لنفسه صلاحية تحديد من يمكن له التحدث في ملفات الفساد وضرب عرض الحائط كلام المرجعية الرشيدة وكل الاعلاميين المحترمين والصحفيين المتميزين والشخصيات الي وضعت ارواحها على كفوفها في سبيل مكافحة الفاسدين وفضحهم وكاننا في جنة الارض وحكومة الملائكة وبرلمان الاتقياء وساسة الورع والدين وقد كان الاولى ان يسترجع تلك الخطبة العصماء والتي اعلن بها الحرب على حيتان الفساد واستبشرنا خيرا وشددنا على يديه ولم نكن نعلم انها دعاية للاستهلاك الوطني وحيلة للامساك بالسلطة فقط ليس الا وليست الاهانة هي مايشغل البال الان ولكن ضرورة الموقف المتغير تفرض اعادة التفكير بصلاحية السادة رؤوساء الوزراء منذ (طريمر) حتى لانخدع مرة اخرى
ويبدو ان قوة الفاسدين وسلطتهم تجعل من المستحيل البحث بجدية عن حكومة تشبه حكومات الدول الاخرى الموغلة بالتطور والرقي والتي سيلجأون اليها اجلا او عاجلا بعد ان يسرقوا ماتبقى ويقتلوا ماتبقى فهل من الانصاف التعدي على من يكشف فسادا او يؤشر على ناحية سلبية ان يكون زاعقا لانه يمس السادة الفاسدون ومن يدعمهم ونتهمهم بالفساد ربما ان المرجعية الرشيدة فاسدة لانها اشرت مواطن وبواطن الفساد واتهمت الكل وبدون استثناء بالفساد والظلم وحذرت من ثورة شعبية مع يقيننا بان الهدف هو الاصلاح درءا لفوضى الثورة القادمة اما اتهام الشعب بالفساد فهي تحشيشة الموسم الصيفي اللاهب وقد تكون حقيقة اننا كشعب فقير نساهم( لفطاريتنا )الكبيرة وسهولة خداعنا باستيزار واستيناب السراق والقتلة والتصفيق بحرارة لكي يسرقونا مرة اخرى ولكن الى متى ستسلم الجرة التي تشبه السيد الرئيس
في احتفالية نقابة الصحفيين مرت الكلمة مرور الكرام ولم نكترث باعتبارها زلة لسان او نية طيبة ولكن ان تكون فكرا وثقافة ومعتقد فهي الطامة الكبرى والكارثة العظمى ان نرى رئيس الحكومة مقتنعا ويحاول اقناعنا بان الفساد موجود فقط على الورق وليس على ارض الواقع وان السبب بالفساد هو نحن كشعب وكأن مئات المليارات من الدولارات المهدورة والمقاطعات المحتلة والعقود الوهمية والملايين من النازحين و المهجرين و الارامل واليتامى والاف العاطلين عن العمل والنائمون تحت خط الفقر بينما يضحك علينا مستشارو الحكومة وعرابيها بقوانين لخداع ( القشامر) والبسطاء ومنها تخفيض رواتب السادة المسؤولين مع استهلاك اعلاميش فاشل لقضية ام قصي التي انقذت ببساطتها شبابنا وعرت سياسينا وربما هي من الفاسدين ايضا عند السيد الرئيس المحترم وحسب قاعدته المهينة وشراسته في الدفاع عن الفساد وحيتانه وهو ماتضح من تكرار مقولته بان الفاسدون هم من يفتشون عن الفساد وينشرون الغسيل القذر للمفسدين ايا كانوا وهذه المعادلة الصعبة لاتوجد الا في بلد كالنفاق العظيم.