فلاح المشعل
تشعر بالفوز حين تسمع عن نيل روائي عراقي مثل أحمد السعداوي جائزة البوكر للرواية العربية ، او الشاعر احمد عبد الحسين بجائزة للشعر العربي، ومن يحصد للعراق في المهرجان المسرحي او السينمائي العربي والعالمي ، فهذا التنافذ الوجداني مع الفائزين والإشتراك ب “نوتة ” الوجع اليومي ، والتشابه في فضاء الأحلام ، يعطيك مساحة من الشعور بالراحة، وان العالم صار يراك ويسمعك عبر هؤلاء المبدعين .نتطلع جميعا ً ان يزدهر الوطن بالفنون والإبداع وساحات التعبير عن الكارثة الكونية التي يعيشها وطن يذبح كل يوم بالإرهاب ،والفساد وسلوكيات العدوان التي خبئها التاريخ ليطلقها مرة واحدة في بلادنا .نأمل ان يحظى المسرح وفنون الإعلام والسينما والصحافة والأدب والفن التشكيلي بإهتمام المواطنين والمؤسسات الأهلية ، بعد ان تخلفت الحكومة كثيرا ً عن دعم هذه القطاعات الحضارية المسؤولة عن بناء وعي وذائقة المواطن .
منذ شهر وانا اقرأ بين الحين والآخر عن فوز هذا الإعلامي أو الإعلامية بجائزة افضل إعلامي لعام 2014، أو منح شهادات تقديرية ل “إعلاميين ” لم يسبق وان سمعنا بهم أو قرأنا كتاباتهم ، ناهيك عن جوائز لأفضل مقدم برنامج تلفزيوني أو أفضل محلل ” سياسي ” وغيرها من توصيفات ما أنزل الله بها من سلطان …!؟
لاجديد ان قلنا كانت سنة 2014سنة النكبة الكبرى ، وكان الأجدر بالقائمين على الترويج لمؤسساتهم الوهمية ومكاتبهم المشبوهة ، لغرض بلوغ مرحلة الشهرة ، ان تقيم جوائز لأسرع الهاربين من قادة الجيش وحكومة الموصل وبقية المحافظات الساقطة ، أو أفضل سياسي تملص من مسؤولية مقتل 1700″” عراقي في سبايكر ومليوني نازح …! وغيرها من مفردات النكسة التاريخية التي ابتلعها سياسيونا بجدارة .؟
لاأدري ماهي المعايير التي تضعها هذه المؤسسات أو الهيئات والروابط لمنح الجوائز وتقييم المشاركين، في ظل غياب وحدات الإستقصاء والتحليل والإستطلاع والرصد.؟ وكيف يستطيع القائمون على الجائزة ان يقرروا فلان احسن من علان في جائزة افضل برنامج تلفزيوني ..؟أما ان يتم تسمية هذا او ذاك بأفضل محلل سياسي ، فهذا أمر يثير الضحك فعلا ، بعد ان اصبح ضابط المخابرات المطرود، والصيرفي ، و من يستبدل شهادة شهادة اعدادية الصناعة بالدكتوراه ، وعازف الطبل أوالعود وغيرهم ، أصبحوا محلليل سياسيين ومقدمي برامج و” إعلاميين ” ….. !؟
كنت افتش بوجوه الفائزين فلم أجد بينهم من أقرأ له كل يوم أو اتابع نصوصه ومنجزات أو برامجه ، أكثر الصور كانت تعطي ملامح لشباب بوجوه زجاجية تشبه وجوه رجال الأمن في زمن صدام ، وفتيات ذوات شعر طويل وطلاء صارخ…!؟وتعود لترنيمة الطفولة……” شعر بنات وين أولي ، وين أبات ..!؟