شناشيل : عشر سنوات مُضيّعة!

شناشيل : عشر سنوات مُضيّعة!
آخر تحديث:

 

   عدنان حسين

قلنا مراراً وتكراراً: يا جماعة الخير، إدارة الدولة خاطئة، فزعل القيّمون على الدولة، وبالأخص رئيس الحكومة ومن يحيطون به.

قلنا: يا جماعة الخير، قيادة الحكومة خاطئة، فزعل القائمون على الحكومة، وبالأخص رئيسها والمحيطون به.

قلنا: يا جماعة الخير، ادارة الملف الأمني خاطئة، وكذا الملفات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فزعل رئيس الحكومة والمحيطون به.

قلنا: يا جماعة الخير ليس من الصحيح التدخل في شؤون القضاء والهيئات المستقلة، من شبكة الاعلام الى هيئة النزاهة وهيئة المساءلة والعدالة والمفوضية العليا للانتخابات وغيرها، وتحويلها الى هيئات حكومية، فزعل رئيس الوزراء والمحيطون به.

قلنا: يا جماعة الخير ادارة ملف العلاقات مع إقليم كردستان خاطئة فزعل رئيس الوزراء والمحيطون به.

قلنا: يا جماعة الخير، مجلس النواب مقصّر ولا يعمل كما ينبغي لبرلمان يمثل الشعب أن يعمل. لم يزعل رئيس الحكومة، لكنّ بعض المحيطين به لم يقبلوا بهذا الكلام.

قلنا يا جماعة الخير: تجربتنا خائبة وعمليتنا السياسية فاشلة، فزعل رئيس الوزراء والمحيطون به.

والآن، هل مَنْ يمكنه إعطاء الدليل على أن ما قلناه هو الخطأ؟

إحدى عشرة سنة بالتمام والكمال مرّت اليوم على اسقاط نظام صدام، وإحدى عشرة سنة، أو لنقل عشر سنوات، انقضت اليوم على تجربتنا وعمليتنا السياسية.. فكم قصة نجاح أنجزناها؟

لا سدود .. لا طرق دولية.. لا مصانع .. لا مشاريع زراعية .. لا مشاريع اسكانية .. لا مستشفيات.. لا مدارس .. لا حصة تموينية تليق بالبشر.. بل لم نستطع تقديم أبسط ما يتعيّن على أصغر دولة وأضعف حكومة القيام به، وهو نظافة الشوارع في المدن.

يزعجني كثيراً أن أسمع في باصات النقل العام والمقاهي والمطاعم وسائر المحافل العامة، كما في اللقاءات المحدودة، مقارنة بين ما حققه صدام وما لم ينجزه نظامنا وبين ما كان عليه العراق وما أصبح عليه الآن، لكنني أتفهم المقارنة من هذا النوع .. انها تعبّر عن خيبة الأمل والشعور بالاحباط تجاه الفشل المريع الذي “حققه” نظامنا.. الناس يشعرون بانهم تعرضوا الى عملية نصب وخداع من القائمين على نظامنا وعمليتنا السياسية، ولهم الحق كله في هذا الشعور. نظامنا الذي تدفقت الى خزائنه مئات مليارات الدولارات لم يتخلف فقط في تقديم الخدمات الضرورية للناس وتلبية احتياجاتهم الأساس وتحقيق ما وعدناهم به، انما جلب لهم أسوأ ما يمكن تصوره.. الفتنة الطائفية والإرهاب والموت الدائرة طاحونته على مدار الساعة.

أستثني إقليم كردستان من قصة الألف فشل وفشل التي حققناها في السنوات العشر الماضية.. أستثنيه بإصرار وقناعة وأعرف ان هذا يثير غيظ رئيس الحكومة والمحيطين به.. إقليم كردستان قصة نجاح حقيقية، وليس بوسع ذي بصر وبصيرة أن يُنكر.. نعم في هذه القصة عيوب وثغرات، وبخاصة الفساد المالي والاداري، لكن هذا لا يُقارن بما هو حاصل لدينا حيث “يشفط” الفَسَدة كل شيء.. ولو حقق لنا رئيس الحكومة والمحيطون به وسائر القائمين على دولتنا خلال سنواتهم الثماني الماضية نصفاً، أو حتى ربعاً، النجاح الذي أنجزته إدارة اقليم كردستان لصفقنا لهم بحرارة في الليل وفي النهار ولأدينا لهم التحية العسكرية مع كل مشرق شمس ومغربها.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *