هايدة العامري
ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال لانه سيسبب ردود فعل كثيرة ولكني أستجمعت قواي وتوكلت على الحي الذي لايموت وقررت كتابته من باب تسجيل الموقف وأسداء النصح ليس أكثر وكل ماسيرد في المقال أنا مسؤولة عن صحته ودقته ولنبدأ بالكلام المباح أن شاء ألله
قبل عدة أشهر كتبت مقالا تحت عنوان عودة الوعي لشيعة العراق بقرار أميركي ويومها نلت الكثير الكثير من ألانتقاد وألاستحسان وكل يفسر الموضوع حسب أهوائه وطبيعة تفكيره وميوله السياسية والطائفية وتوقعت أن يعود الشيعة لتصحيح ألاخطاء ألتي وقعوا فيها بشكل تدريجي وبطيء منطلقة من أن العبادي يريد أحداث نوع من التغيير في العملية السياسية وفي طريقة التعامل مع مختلف مكونات الشعب العراقي وكل ذلك سيتم بقرار أميركي وحسب ماتقتضيه المصلحة ألاميركية في جعل العراق قويا ولكن بدون تأثير أيراني عليه وللتاريخ أسجل فأن العبادي يريد التخلص من الكثير الكثير من السلبيات وألاخطاء التي رافقت السنوات السابقة ولكن هل يستطيع العبادي أن يفعل مايريد بصفته رئيسا لمجلس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة ؟
ألاجابة الواضحة للعيان ومن مجريات ألاحداث هي أن العبادي لايستطيع أحداث تغيير جذري لانه مقيد بكتل سياسية لاتهمها ألا مصالحها الشخصية الضيقة وتتعامل بطائفية مقيتة تتخذها درعا تتحصن به أمام جمهورها وبصراحة متناهية أغلب زعماء الكتل السياسية وألاحزاب يتبعون دول الجوار ويطيعون أوامرها وأن كان ألامر يختلف وحسب ألانتماء ألطائفي فالقيادات السنية تتبع دولا معينة معروفة للجميع والقيادات الشيعية تطيع وتطبق التعليمات ألايرانية حرفيا وبحذافيرها ووصل ألامر بنا الى تواجد قاسم سليماني كقائد للعمليات العسكرية في مناطق القتال مع داعش بل ووصل ألامر الى تواجد مقاتلين من أيران ولبنان يقاتلون داعش نصرة للمذهب والمثير في ألامر أن القيادات العسكرية التي تحمل رتب لواء ركن وفريق ركن تطبق تعليمات سليماني ومسؤولي الحشد الشعبي الذي قدم ويقدم التضحيات والدماء الغالية حماية للعراق ولوحدة أراضيه ولكن لماذا تسمحون لسليماني وغيره بسرقة النصر من بين أيديكم وهل العراق والجيش العراقي الباسل لايمتلك عقول عسكرية وقيادية وكلنا يعرف ومتأكد من أن مصنع ألابطال عندنا خرج من ألابطال مالايعد ولايحصى وكلهم رجال أولاد رجال ومعروفين نحن العراقيين ببطولاتنا وملاحمنا التي سطرناها في الحروب عبر التاريخ وأقربها للذاكرة الحرب العراقية ألايرانية ومعركة أم قصر التي صمد فيها فوج لمدة 13 يوما أمام الجيش البريطاني عام 2003 وماهذا الشعور بالذل أمام القادة الايرانيين ولماذا يتواجد الضباط والمقاتلين ألايرانيين ويقاتلون نيابة عنا هل نشكو من قلة المقاتلين والحشد الشعبي مليء بالاف المقاتلين ناهيك عن قطعات وفرق الجيش العراقي الباسل وقطعات الشرطة ألاتحادية ومن سمح للايرانيين بالتواجد وبأي سند قانوني يدخل هولاء ألاراضي العراقية وللعلم أن شيعية وملتزمة بمذهبي وأقبل أن يقوم ألايرانيين بدعم الجيش بالعتاد والسلاح ولكن بالمقاتلين والقادة كلا وألف كلا والسؤال هنا ماهو السند القانوني لتواجد ألايرانيين في ألاراضي العراقية وماهو موقف مجلس النواب المهتريء والذي لايؤخر ولايقدم في هذا المجال وكيف يقبل القائد العام للقوات المسلحة أن تكون القطعات العسكرية تحت أمرة قاسم سليماني ولايأتيني شخص ويقول أن سليماني لايقود القطعات والعمليات فالجميع يعرف سطوة ألايرانيين وسيطرتهم على البلد وسأروي لكم حادثة تدل على مدى النفوذ ألايراني الموجود في البلد والحادثة حصلت عصر يوم الجمعة الماضية في الساعة الثالثة بعد الظهر في مطار بغداد الدولي ففي هذا الوقت هبطت 4 طائرات سوية وبوقت متقارب واحدة قادمة من ألامارات والثانية لبنانية قادمة من بيروت وأثنتان من طهران تحملان زوارا أيرانيين وحصل أزدحام شديد على كاونترات الجوازات علما أن الكاونترات في المطار مقسمة للعراقيين والبقية مقسمة لغير العراقيين ولكن قام ألايرانيين بالتوزع على جميع الكاونترات ولم يمنعهم أحد من موظفي ألاقامة ولاالمخابرات ولاألاقامة من ذلك ولكن هناك مواطن قال للايرانيين ولمسؤول عنهم أن الكاونتر مخصص للعراقيين فقط فأمره ألايراني بالسكوت وأنتظار أنهاء الزوار ألايرانيين لجوازاتهم وعندما ألح المواطن على الايراني الذي أغلق الكاونتر بوجه العراقيين أن يفتح الكاونتر للعراقيين وخصوصا انه مخصص للعراقيين فقط رفض ألمسؤول عن القافلة ألايرانية ذلك والمضحك أن جماعة ألاقامة عندما أستنجد بهم المواطن قالوا له أننا لانستطيع أن نمنعهم من ذلك وعندما سمع المواطن ذلك صرخ صرخة متحسرة على العراق وعلى مطاره الذي يتم فيه أذلال المواطن العراقي فيه وهنا قام أحد ضباط ألامن بالمطار بنهر المواطن رافضا أن يتكلم المواطن عن ذلك والمهم تم فض ألاشكال وأنتهى الموضوع وهذا دليل صغير لما وصلنا أليه أيها العراقيون جميعا وأولهم الدكتور حيدر العبادي واذا كان هذا مافعله موطان ايراني بسيط فكيف يتم التصرف مع أوامر قاسم سليماني
المهم ألان أن ماسيتم تحريره سيتم نسب جزء كبير من فضل النصر لسليماني وليس للجيش العراقي وليس للحشد الشعبي الذي يقدم الكثير من الشهداء والتضحيات وسؤال يطرح نفسه على الجميع لماذا يقوم ألايرانيين بأبراز دور القادة العسكريين ألايرانيين والمقاتلين على المواقع ألالكترونية ونشر صورهم وهم يقودون العمليات وكل ذلك لكي يقولوا للعراقيين نحن أصحاب فضل عليكم ونحن من حررنا أراضيكم بفضل دعمنا وبفضل قياداتنا التي قادت العمليات وهذا مالايقبله اي عراقي غيور لان النصر هو نصر عراقي ونحن أولى من غيرنا بتحرير أرضنا ومدننا وأهلنا في مختلف المحافظات العراقية ولكن هل نسيتم اللاعب المهم والقوي والذي يلعب في جميع الملاعب وبجمهور أو بدون جمهور وأقصد به أميركا فماذا ستفعل أميركا؟
الولايات المتحدة ألاميركية تتفرج وتضحك على سذاجة وبساطة العقول السياسية العراقية وتعرف جيدا ماسيحل بهم أن فضلوا الدعم ألايراني على الدعم ألاميركي والولايات المتحدة ليست بهذه السذاجة والغباء لتسمح للايرانيين بالقيام بكل ذلك ولذلك ستحصل تطورات لايصدقها عاقل ومفاجئات تضع القيادات الشيعية بين خيارين لاثالث لهما أما أميركا وأما أيران وهنا يكون ألاختبار الحقيقي للقيادات الشيعية الموجودة حاليا في الساحة والتي ستخسر نفوذها أن خرجت من دائرة النفوذ ألاميركي مثلما حصل مع المالكي الذي راهن على أيران للحصول على الولاية الثالثة وخسر الرهان وبعدما كان يزور واشنطن ويضع أكاليل الزهور على القتلى الاميركان في نصب الجندي المجهول في واشنطن أصبح يسمي ألاميركان ألان بقوى ألاستكبار ويالها من مفارقة وعبرة يجب التعلم منها وعدم نسيانها والجميع سيكونون تحت موس الحلاق والله يرحم الجميع
الخلاصة أيها ألاخوة وقد يتهمني البعض منكم بالتفاؤل المفرط أننا سننتصر على داعش شاء من شاء وأبى من أبى وسنحرر مدننا التي تم بيعها لداعش وأما النفوذ ألايراني الذي ترونه ألان متغلغلا في العراق فسوف ينحسر وسوف يأتي يوم أذكركم فيه بالذي كتبته ألان وسترون ماسيحصل بالقيادات الشيعية ألتي أرتضت بالنفوذ ألايراني والخنوع لرغبات القيادات ألايرانية التي لاتهمها غير مصلحة بلدها فقط ومصلحة العراق مستعدة أيران لبيعها في سبيل تحقيق مصالحها لان المعروف عن ألايرانيين أنهم براغماتيين من الطراز ألاول وليسوا عديمي خبرة سياسية مثل ساستنا الموجودين ألان ولايتهمني أحد بأني طائفية وأني سنية فأنا شيعية كما أسلفت في بداية المقال وأما الاخوة ألسنة الذين أوصلتهم قياداتهم السياسية لما أوصلتهم له ألان من نزوح وتهجير وأعتقال فأنهم فاشلون فاشلون فاشلون جميعا بأمتياز وحطموا أهلهم وجمهورهم ولنا عودة لما يسمى القيادات السنية التي لاتفقه شيئا في السياسة سوى السرقة والفساد وبيع مصالح أهلهم وجمهورهم من أجل حفنة من الدولارات التي يحصلون عليها من تجارة العقود والمتاجرة بدماء أهلهم وجمهورهم وحمى ألله العراق والعراقيين.