شيعة وسنة السلطة باي والعراق سينهض من جديد‎

شيعة وسنة السلطة باي والعراق سينهض من جديد‎
آخر تحديث:

 

  هايدة العامري

بعد عام 2003 ودخول قوات ألاحتلال الاميركي للعراق ودخول  من كان يوصف بانه معارض للنظام  للاراضي العراقية وسيطرتهم على الوضع الداخلي والشعبي بمعاونة قوات الاحتلال  وخصوصا الاحزاب الشيعية التي كانت جاهلة بالتغييرات التي طرأت على بنية المجتمع العراق نتيجة الحروب والحصار وجهلها الكامل بنفسية المواطن الذي عانى الحرمان والقهر والجوع نتيجة الحصار ويتذكر أغلب النخبة المثقفة في البلد كيف كانوا يبيعون مكاتبهم وكتبهم بأبخس ألاثمان في شارع المتنبي وهذه الاحزاب وخصوصا الشيعية منها كانت تقول أنها أتت بمشروع للعراق الجديد وهذا المشروع كانت نتيجته مليشيات وظهور متعصبين وظهور قتلة من الجهتين أقصد الشيعية والسنية كانوا يصبون الزيت على نار الحرب الطائفية التي تخف نارها وتستعر مرة أخرى وكانت أحزاب الاسلام الشيعية تدين بالولاء لايران ولاتتخذ اي قرار بدون موافقة أيرانية ولايأتيني أحد ينكر هذا بأستثناء بعض الحالات للسيد مقتدى الصدر الذي كان لايتأثر بالنفوذ ألايراني مما حدا بألايرانيين لشق صف التيار الصدري وتشكيل جبهة سميت فيما بعد عصائب أهل الحق وأما سنة السلطة وخصوصا الحزب الاسلامي فقد كانو يدينون بالولاء للسعودية ولتركيا وكل منهم منقسمون حسب مبلغ الدفع المالي وبعضهم أندفع بأتجاه قطر ونسي الجميع شيعة وسنة أنهم عراقيون ويجب أن يكون ولاءهم للعراق لالغيره ولكنهم طلاب سلطة وطلاب مغانم وسراق بأغلبيتهم أرادوا أن يعوضوا أنفسهم عن سنوات اللجوء والحرمان والتسول أيام المعارضة

لانريد أن أطيل على القاريء الكريم ولكني في يوم 15تشرين الثاني عام 2014 كتبت مقالا أسميته (عودة الوعي لشيعة العراق بقرار أميركي) وقلت فيه أن شيعة السلطة ومليشياتها سيغادرون السلطة وأن النفوذ ألايراني سينحسر تدريجيا في العراق وكانت يومها المليشيات تسرح وتمرح والسؤال ماذا حصل بعد سنة من كتابة هذا المقال وهل كان كلامي صحيحا ولنسترسل بما حصل وبما سيحصل خلال الفترة المقبلة عما أن ألاحداث في السياسة لاتعني شهرا أو شهرين كي يتم حصولها

الجميع يعلم أن المنطقة برمتها تعاني من حالة من الفوضى المدمرة من العراق وسوريا ولبنان الذي ممنوع تفجير الاوضاع فيه وصولا لليمن وليبيا وتونس وكان غشيمي السياسة لايرون حلا في ألافق غير التقسيم ويتحدثون عن سايكس بيكو جديدة في المنطقة وتقسيم للعراق الى ثلاث دول وتقسيم لسورية بينما كانت روسيا وأميركا وأوربا ترتب أوراق المنطقة وتتقاسم النفوذ وتتفاوض على الملف النووي الايراني الذي فور أنتهائه وتوصل الاطراف للاتفاق بدأ تنفيذ الخطة الروسية الاميركية لتقاسم النفوذ في المنطقة وللانصاف فأن الايرانيين يخشون من تقسيم العراق أشد الخشية لانهم يعرفون جيدا أن ايران سيتم تقسميها أيضا ولذلك فان الايرانيين كان هدفهم الرئيسي هو بقاء العراق واحدا موحد مع سيطرة للشيعة على مقاليد الامور والحكم فيه وبقاء دورهم الذي يتحكم بمقدرات العراق وسياساته ومواقفه وأعتباره حائط صد يحمي أيران وهذا لم  ولن تسمح به أميركا أبدا كما سبق وأن قلت أن اميركا عبرت سبعة أبحر وقدمت ألاف الضحايا ومئات مليارات الدولارات لكي تقدم العراق على طبق من ذهب لايران وهذا في السياسة غباء وسذاجة وأميركا ليست غبية ولاساذجة

بينما كانت المفاوضات النووية تجري بين أيران ومجموعة الدول الست كانت مجموعة من صناع القرار في روسيا وأميركا يجرون مباحثات غاية في السرية والدقة يمكن أعتبارها أنها وضعت أساسا لاتفاقية سايكس بيكو جديدة بين روسيا وأميركا وكانت ألاتفاقية تستند على أسس منها عدم تقسيم العراق وسوريا وتقاسم مناطق النفوذ والمهم في الاتفاقية هو تقزيم الدور الايراني في المنطقة أبتداء من سورية التي سيتولى الروس فيها دفة القيادة بدلا من الايرانيين الذين سيجدون بشار الاسد فيها مجبرا على أي حل تقترحه عليه روسيا بدل الحلول الايرانية التي تقضي ببقائه والقتال حتى النهاية ولاحظ عزيزي القاريء أنه رغم التدخل الايراني  الكامل في سوريا ودفع المقاتلين من العراق ولبنان الى سورية ألا أن الوضع هناك لم يتم حسمه عسكريا ومقابل هذا التهميش والتقزيم للدور الايراني في سورية والذي سينعكس تقزيما في المنطقة ككل ستقوم الولايات المتحدة الاميركية بتقزيم الدور السعودي والتركي والقطري خصوصا الذي أنتهى تماما ولم يبقى له وجود بعد حادثة الستة وعشرون صاروخ التي انطلقت من بحر قزوين الى الاراضي السورية والاميركان سيحثون السعوديين والاتراك على قبول أي حل لان الاميركان أقنعوهم أن روسيا جدية في موضوع سوريا والدليل على جديتهم هو موضوع الستة وعشرون صاروخا التي أنطلقت من بحر قزوين وهذه قصتها

بعد بدء التدخل الروسي في سوريا بعدة أيام قامت قطر بطلب موافقة الجانب التركي على تمرير شحنة صواريخ مضادة للطائرات كي يتم تعزيز موقف المعارضة التي تقاتل نظام بشار الاسد وفعلا وافقت تركيا ووصلت الدفعات الاولى من الصواريخ للاراضي التركية كي يتم أيصالها من هناك الى المعارضة في سوريا والتي هي في أغلبها من داعش وجبهة النصرة وبقايا تنظيم القاعدة  وعندما علم الروس بذلك أتصلوا بالامريكيين وأبلغوهم بالموضوع وجرى أتفاق على أطلاق يد روسيا في معالجة الموضوع وفعلا قامت روسيا بأطلاق ستة وعشرون صاروخ ستراتيجي بعيد المدى من بحر قزوين مرت عبر الاجواء العراقية في شمال العراق وسقطت على أهداف للمعارضة في سوريا وتم أبلاغ الاميركان بموعد وتفاصيل الضربة الصاروخية  قبلها بعدة ساعات وتبليغهم برسالة تنقل الى الجانب القطري وفحواها أن أرسالكم للصواريخ هو بمثابة أعلان حرب على روسيا وأن الرد الروسي في حال أسقاط أي طائرة روسية هو أطلاق دفعات صواريخ على منشأت الغاز القطرية التي تقع في أغلبيتها في البحر وأن روسيا جدية في هذا الموضوع وطبعا كانت نصيحة الاميركان للقطريين هي أن يتم سحب الصواريخ وأن لايتدخلوا في الموضوع السوري وكانت الرسالة التي نقلها مندوب لبوتين الى الجانب التركي مشابهة في المعنى والمضمون مما حدا بتركيا على أعادة شحنات الصواريخ لقطر وأنضمام الاتراك الى الحل السياسي الذي سيتم فرضه على ألاتراك والسعوديين كما ستقوم روسيا بفرضه على بشار الاسد وعلى الايرانيين لان القوة هي التي تتكلم والقوة موجودة في روسيا واميركا وما عملية ألانزال التي حصلت في الحويجة ألا رسالة واضحة للايرانيين ولمن يواليهم في العراق من أن ألاميركان موجودين في العراق شاء من شاء وأبى من أبى ولاحظ عزيزي القاريء كيف أرتفعت لهجة الخطاب من المحسوبين على الجانب ألايراني مثل أبو مهدي المهندس وحسن نصر الله ضد ألامريكان والتهديدات التي لاتخيف اميركا ولاتهتم لها لانها تعتبرها جعجعة فارغة وألا فالاميركان موجودين في مطار بغداد وموجودين في المنطقة الخضراء وموجودين في أقليم كردستان  وفي الحبانية وقاعدة ألاسد وسيتواجدوا قريبا في يثرب حسب ماهو مخطط عسكريا ولاحظ أن الايرانيين ألتزموا جانب الصمت أزاء الموضوع وأكتفوا بتحريض الموالين لها بالضغط على العبادي لغرض الطلب من روسيا أن تشارك في الضربات الجوية ضد داعش في العراق أسوة بسوريا بل ووصل ألامر بتهديد العبادي بسحب الثقة من حكومته وأقول للجميع أن العراق لو طلب من روسيا أن تقوم قواتها الجوية بقصف داعش في العراق فأن روسيا لن تفعل ذلك ابدا لان هذا سيخل باتفاقها مع أميركا وأذكركم بأن التدخل الروسي في سوريا بدأ فور أنتهاء لقاء بوتين وأوباما في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة وللعلم فان الحل في سوريا بدأ والاميركان سيخوفون السعودية وتركيا بروسيا ومصر ستبقى على التأييد لاي خطة دولية وبعدها سينتقل النقاش لسلاح حزب الله في لبنان وتهميشه بطريقة تفاوضية معينة مرتبطة بالوضع الداخلي اللبناني وبالمتغيرات الدولية التي ستحصل في العراق وسوريا

هناك من كان يحلم بتكرار تجربة الباسدار وفيلق القدس في العراق وهذا لن تسمح به أميركا والنفوذ الايراني سيبدأ بالانحسار تدريجيا في العراق والمليشيات سيتم حلها بعد أستنزافها وستجدون المرجعية الدينية في النجف هي من ستطالب بحل الحشد الشعبي وتكريم شهدائه الابطال بعد أنتفاء الحاجة له ولن يمشي غير هذا الكلام لان الايرانيين واقعيين في السياسة وأسقط في أيديهم  ولامجال لهم الان غير التراجع والاعتراف بأنهم أخذوا دورا أقليميا أكبر من حجمهم وأن عليهم العودة لحجمهم الطبيعي ويصح هذا القول على السعوديين والقطريين الذي كان واجبهم هو ضخ المال بناء على أتفاق الكبار وليس اللعب مع الكبار لان الكبير يظل كبيرا والصغير يظل صغيرا

أعزائي كل ماتقدم سينعكس بصورة أيجابية على العراق وأؤكد لكم أن العراق الان وضع قدمه على السكة الصحيحة لقطاره وإن كان الان على الخشبة الاولى للسكة أنطلاقها وكل هذا الكلام ليس تحليلا بل معلومات والخير قادم ولن ترتفع أسعار النفط الا بعد تأكد اميركا أن خطتها في الطريق الصحيح وحمى الله العراق والعراقيين

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *