صحيفة:إيران تسعى لعزل الصدر عن تشكيل الحكومة القادمة
آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- كشفت صحيفة “الحياة” اللندنية، الثلاثاء 10 تموز 2018، عن تقديم قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني مقترحاً لحسم الخلاف حول تسمية المرشح لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة في أطار التدخل الإيراني بهذا الملف.وقالت الصحيفة، ان “موقف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الرافض للتحالف مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وبقية القوى الشيعية لتشكيل الكتل الأكبر، سيدفع هذه القوى للجوء الى مقترح زعيم فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني حول تشكيل الحكومة المقبلة”.وأوضحت الصحيفة، ان “المقترح ينص على انتاج تحالف شيعي أولي يختار ثلاثة مرشحين لرئاسة الحكومة، يتم الدفع بهم إلى كتلة كبيرة تجمع الكرد والسنة أيضاً”.وكانت صحيفة “العرب” اللندنية، قد أفادت في تقرير لها نشرته الأحد (8 تموز 2018)، بطرح “إيران”، التي وصفتها بأنها احدى الدولتين الراعيتين للعملية السياسية في العراق، مشروع تحالف “شيعي” جديد لتشكيل الحكومة، وافقت عليه قائمتا دولة القانون (نوري المالكي) والفتح (هادي العامري)، مبينة أن المشروع سيعزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ويفرض عليه الدخول في خانة المعارضة.وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “إيران تمارس ضغوطا كبيرة على حلفائها في العراق لإجبارهم على إعادة توجيه التحالفات السياسية بما يضمن محاصرة القائمة المدعومة من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في خانة المعارضة، في حال رفضت خطة طهران الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة في بغداد”.وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن المراقبين “لا يستبعدون أن تبلغ مساعي الدولتين الراعيتين للعملية السياسية في العراق (الولايات المتحدة وإيران) إلى درجة احتواء الفوز المزعج لقائمة سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر وهو الذي سبق أن قاتل الولايات المتحدة في حرب مباشرة، وقاتل إيران في حرب غير مباشرة كان نوري المالكي ممثلها فيها”.
ويشرح هؤلاء وجهة نظرهم، وفق الصحيفة، بأن “التحالف معه الذي لم يؤد إلى نتائج مقنعة يطمئن إيران باستمرار هيمنتها على الوضع السياسي في العراق، دفعها إلى استثمار العلاقة السيئة بين واشنطن والصدر، لكي تطرح بديلا يعتمد بالأساس على مبدأ المحاصصة الذي يحظى برضا ومباركة الولايات المتحدة، كونه من وجهة نظرها الحل الوحيد الذي يبقي القرار العراقي موزعا بين أحزاب لا تتفق إلا على مستوى توزيع الغنائم في ما بينها فيما تختلف على المستويات الأخرى كلها”.ونقلت صحيفة “العرب” عن مصادر لم تسمها، أن “طهران عرضت على القوى السياسية الشيعية خارطة طريق تتضمن بناء تحالف واسع في ما بينها، ثم الانفتاح على جزء من السنة والأكراد لتشكيل كتلة نيابية كبيرة في البرلمان القادم تتولى ترشيح رئيس الوزراء الجديد”.وتقول المصادر، إن “الخطة الإيرانية حظيت بموافقة قائمتي الفتح والمالكي”، بينما لم يبد العبادي أي رد فعل نحوها وتحفظ عليها الصدر.
وتضيف المصادر أن “الضغوط الإيرانية ازدادت على الصدر مع التلويح بعزله في خانة المعارضة من خلال بناء تحالف شيعي مضاد له، ليعود في النهاية ويوافق على العمل مع القائمة المدعومة من إيران بشروط”.وتابعت الصحيفة، أن “العراق شهد، السبت (7 تموز 2018)، حراكا سياسيا غير مسبوق، إذ يحاول وفد من قائمتي الفتح ودولة القانون في أربيل، إقناع مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالضغط على القوى السياسية الكردية للالتحاق بالخارطة الإيرانية لتشكيل الكتلة الأكبر، فيما استضاف الصدر في مقره بالنجف زعيم القائمة الوطنية إياد علاوي للتداول بشأن الموقف من ضغوط طهران والاستجابة لها أو الذهاب نحو المعارضة”.ونقلت “العرب” عن ساسة عراقيين، أن “إيران تحاول الضغط على الصدر من خلال توسيع التحالف الخاضع لها بإدخال البارزاني فيه، بينما يحاول الصدر أن يستعين ببعض الحلفاء ليبدو قويا في مواجهة الضغوط الإيرانية”.
وقال هؤلاء، إن “تحالف النصر بزعامة العبادي يبدو أنه بات جزءاً من التفاهم الشيعي العام، بانتظار معرفة موقعه فيه ودور زعيمه المقبل، لإعلان موقفه الرسمي”، ويضيف هؤلاء أن “الصدر يدرك أنه مطالب بحسم موقفه عاجلا من الحراك الإيراني، لأن عجلة التفاهمات لن تنتظر كثيرا وقد يجد نفسه معزولا في خانة المعارضة”.ومضت الصحيفة بالقول، إن “المراقبين يبينون أن عزل الصدر هو خيار التسوية الأميركيةــ الإيرانية الذي من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء الانتخابات عمليا من غير المس بنتائجها على مستوى نظري. وهو إجراء لن يكون محرجا للصدر، بل قد يؤدي إلى توسيع قاعدته الشعبية غير أنه سيكون مضرا بالنسبة لحيدر العبادي الذي احتلت قائمته (النصر) المرتبة الثالثة في سلم القوائم الفائزة”.
واختتمت الصحيفة بالقول، إنها “علمت أن قوى سياسية سنية تواكب الحراك الشيعي المنفتح على الأكراد، وتسعى لتشكيل جبهة موحدة تخوض المفاوضات مع التحالف الشيعي الكردي المرتقب”.يشار الى أن قائمة الصدر كانت قد حلت خلال الانتخابات، وفق النتائج غير المصادق عليها حتى الآن، في المركز الأول، فيما حلت قائمة الفتح المدعومة من إيران بزعامة هادي العامري في المركز الثاني، تليها قائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما جاءت قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي في المرتبة الخامسة.