بغداد/ شبكة أخبار العراق- نشرت صحيفة الشرق الاوسط ،الاحد،تقريراً تحدث عن حظوظ رئيس الوزراء حيدر العبادي في الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في 12 ايار المقبل وفيما اكدت ان خصوم العبادي الاقوى نوعيون من داخل حزبه اشارت الى ان هناك عوامل هي من ستحدد اسم رئيس الوزراء المقبل.وتقول الصحيفة في تقريرها انه وبعد الشعبية الكبيرة التي اكتسبها إثر طرد تنظيم داعش من كل الأراضي العراقية في معارك شرسة قدمت فيها المؤسسة العسكرية تضحيات هائلة، وجد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نفسه حيال مشكلة تتعلق بكيفية إدارته حرب التوازنات والتحالفات الانتخابية.ويرى الكثير من السياسيين المطلعين والخبراء والأكاديميين المتابعين وفقاً للتقرير أن بقاء العبادي الذي تمكن من قيادة المعركة العسكرية، وإن كان بدعم حاسم من التحالف الدولي، فضلاً عن تعددية الأجهزة العسكرية التي قاتلت، أسيراً لحزب الدعوة، جعلته يفقد الكثير من البريق الذي حظي به خلال سنوات المعركة الثلاث.
ونقلت الصحيفة عن العضو السابق في البرلمان العراقي والمفكر العراقي المعروف حسن العلوي قوله إن «المشكلة التي واجهت العبادي خلال هذه الفترة بدت مركبة بدءاً من عدم قدرته على استيعاب النصر الذي تحقق على يده ضد تنظيم داعش، برغم أن هذا النصر شارك فيه كثيرون لولاهم لما تحقق بالعبادي، فهو في النهاية لا يملك عصا سحرية».ويضيف العلوي أن «النصر الذي أدار معركته العبادي شارك فيه بفاعلية التحالف الدولي، فضلاً عن الجيش العراقي والحشد الشعبي والحشود العشائرية المناطقية، ولكن الذي حصل أن العبادي رفض أي دعوة للتفاوض مع أي طرف، وهو ما جعل أطرافاً تستثمر ذلك، وفي المقدمة منها إيران التي أعطت الضوء الأخضر للحشد الشعبي للدخول معه بعد أن انتظروا إلى آخر يوم بحيث وضعوه في زاوية حرجة ثم انسحبوا منه».
ويمضى العلوي قائلاً إنه «بسبب غلق الباب أمام أي تحالفات جديدة فإن ما بات يواجهه العبادي هي الانسحابات فقط، وآخرها انسحاب عمار الحكيم وائتلافه (الحكمة)».وفي سياق التوازنات السياسية التي تدور على صفيح ساخن، يقول العلوي إن «الأكراد الذين وضعهم الاستفتاء في موقف صعب استفادوا من هذه التوازنات القلقة، حيث حصلت اتفاقات سرية بينهم وبين الأميركيين انعكست على تحسين وضعهم التفاوضي مع العبادي، خصوصاً بعد إعلانهم إن (نوري) المالكي (رئيس الوزراء السابق) اتصل بهم، وأعلن عن استعداده للتحالف معهم، الأمر الذي أضعف موقف العبادي».وبين أن «المفارقة اللافتة أن خصوم العبادي نوعيون من داخل حزبه (الدعوة) لا من خارجه في الغالب، ولذلك فإنه تورط من جانب آخر باتفاق مع الأكراد حين أعطاهم وعوداً ملزمة التنفيذ».ويختتم العلوي حديثه بالقول إن «ما يحصل الآن هو أن الجميع يدورون في منطقة العروض الانتخابية».
وتنقل الصحيفة ايضاً عن السياسي العراقي نديم الجابري، أحد المرشحين السابقين لرئاسة الوزراء في العراق قوله أن «العبادي كسب شعبية كبيرة بعد طرد (داعش) وفرض سلطة الدولة على المناطق المتنازع عليها، لكنه مع اقتراب الموسم الانتخابي لم تلاحظ عليه كفاءة في هذا الجانب بحيث يستثمر النصر لصالحه سياسياً»، مشيراً إلى أن «العبادي لم يبد عليه أنه يملك رؤية بعيدة المدى وبقي أسير الانتماء لحزب الدعوة».ويربط الجابري بين طبيعة بعض تحالفات العبادي وبين إمكانية حصوله على ولاية ثانية، قائلاً إن «الولاية الثانية يقررها إلى حد بعيد العامل الدولي الذي هو العامل الحاسم، والعامل الإقليمي الذي هو عامل مؤثر، وليس فقط الحصول على المقاعد الأعلى في الانتخابات، إذ لو كان الأمر هكذا لكان حصل إياد علاوي عام 2010 على ولاية ثانية، ونوري المالكي على ثالثة عام 2014».
ويمضي الجابري قائلاً إن «تحالف العبادي مع (الحشد) ترك تأثيراً سلبياً على ما كان قد حصل عليه من دعم غربي كبير، لا سيما الدعم الأميركي، بعد فشله في تشكيل تحالف قوي متماسك وليس مثلما حصل الأمر حيث أفقده هذا التخبط جزءاً كبيراً من شعبيته».ويرى عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد الدكتور هاشم حسن في حديثه للصحيفة أن «قياس الشعبية أمر صعب في العراق، ليس فقط بسبب عدم وجود مؤسسات استطلاع رأي يمكن الأخذ بها بشكل أقرب إلى الدقة، لكن لسبب آخر في غاية الأهمية، وهو زئبقية الجمهور العراقي التي تجعله يدور في منطقة وسطى قلقلة، لا ولاءات مطلقة ولا معارضات مطلقة».
ويضيف أن «كل القوى السياسية تراهن على اللحظة الأخيرة التي تحكم مزاج الشارع العراقي الذي يتأثر برمزيات كثيرة، وفي المقدمة منها الرمزيات الدينية، التي يجري توظيفها بشكل كبير وواسع النطاق»، مشيراً إلى أن «العبادي نفسه حين أعلن النصر على (داعش) قال إن ذلك تم بناء على فتوى المرجعية الدينية، وهو ما يعني أن الذي حصل كان بناء على نداء السيستاني لا نداء الوطن».ويمضي هاشم حسن قائلاً إن «هناك مسائل يجري توظيفها لاعتبارات دينية وطائفية مثلما حصل عام 2010 عندما جرى توظيف ما تحدثت به قناة «الجزيرة» القطرية ضد السيستاني تحت ذريعة الإساءة للمرجعية، بحيث جرى تحشيد الشارع الشيعي، بما رفع رصيد العديد من القوى السياسية الشيعية بشكل كبير من خلال استمالة عاطفة جمهور قد لا يكون سمع أو شاهد ما قالته (الجزيرة)».