صحيفة:تحالف الصدر العامري انتصار إيراني كبير على أمريكا

صحيفة:تحالف الصدر العامري انتصار إيراني كبير على أمريكا
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- كشفت صحيفة “العربي الجديد”، الثلاثاء، عن ما اسمتها بـ”ضربة” إيرانية للولايات المتحدة الامريكية في العراق، مبينة ان مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، كان العامل الأول بوقف التصعيد بين الكتل الشيعية، خصوصاً بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وكتلة صادقون بزعامة قيس الخزعلي.وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “التطورات الأخيرة على الساحة السياسية العراقية، أظهرت مجدداً، تفوق النفوذ الواضح للأجندة الإيرانية في بلاد الرافدين، في مقابل ضعف التأثير الأميركي على صانعي القرار داخل القوى المسيطرة على الحكم منذ عام 2003، فالرجل الأول المدعوم من الولايات المتحدة (حيدر العبادي) تضاءلت فرص حصوله على ولاية ثانية وتحالفه الجديد “النصر” مهدد بالتفكك، في الوقت الذي تقدمت فيه مشاورات الكتلة الكبرى برعاية ثلاث شخصيات إيرانية بارزة وهي، قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والنجل الأوسط للمرشد الإيراني علي خامنئي، مجتبى، ورجل الدين الإيراني المقرب من حزب الدعوة محمود الشاهرودي، إضافة الى السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي ومعاونه السياسي بالسفارة كريم رضائي”.

ونقلت الصحيفة عن شخصيتين بارزتين، الأولى في حزب الدعوة، والثانية بمنظمة بدر بزعامة هادي العامري، كشفهم عن “تلقي عدد من رؤساء الكتل السياسية رسائل خطية من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، كانت العامل الأول في وقف التصعيد بين الكتل الشيعية، خصوصاً بين التيار الصدري وكتلة صادقون بزعامة قيس الخزعلي زعيم حركة عصائب اهل الحق، وكذلك دولة القانون بزعامة نوري المالكي”.ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن “الرسائل التي نقلها زعيم فيلق القدس قاسم سليماني، استثنت حيدر العبادي، رئيس الوزراء وهو ما فهم منه وجود تحفظ إيراني لأي دور مستقبلي للعبادي في الحكومة المقبلة، إذ تسلّم نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي وهمام حمودي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر الرسائل ذاتها التي تدعوهم لتوحيد كتلهم السياسية مجدداً لتشكيل الحكومة”.وبحسب مسؤول بارز في حزب الدعوة، وفق ما ذكرته الصحيفة، فإن “إيران تعتبر تدخلها في الحكومة الجديدة بالعراق ورسم خارطة التحالفات لا ينصب في ضمان النفوذ الإيراني المهيمن على العراق فقط، بل بمثابة رسائل واضحة للولايات المتحدة حول قوتها بالمنطقة بالتزامن مع التصعيد الأميركي الأخير ضدها”، معتبراً أن “وصول نجل خامنئي للمرة الأولى إلى العراق بشأن سياسي وتدخله بشكل مباشر بين القوى السياسية الشيعية المختلفة دليلا على ذلك”.من جانبه، قال عضو تحالف “الفتح” الانتخابي، حسين الكناني، إن “قطبي التحالف الجديد (الصدر ــ العامري)، متفقان على ضرورة معالجة ملف التواجد العسكري الأميركي في العراق خلال المرحلة المقبلة”، مشيراً إلى أن “التطورات الأخيرة بين الفتح والصدريين بالتأكيد لن تكون في صالح الأميركيين ولا مشروعهم”.وأضاف الكناني، بحسب التقرير، أن “المحادثات بين الكتل الشيعية مستمرة وبشكل عام اتضحت ملامح الكتلة الكبرى حالياً، والأهم من ذلك أن هناك توافقا على إنهاء التشنج بكل أشكاله بين تلك القوى”.

أما صالح الحسناوي، القيادي في تحالف الفتح، وأحد الشخصيات التي تكرر طرحها كمرشح لتولي منصب رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة، فقد بين إنه “لا توجد رسائل من التحالف الجديد، والقوى الخارجية تتعامل مع النتائج بالنهاية وليس من الضرورة أن تكون رسالة لأحد”.وتابع، بحسب “العربي الجديد”، أن “كل تحالف يؤدي إلى استمرار العملية السياسية في العراق هو إيجابي، والتحالف الحالي بين سائرون بزعامة الصدر والفتح، يتميز بأنه جمع توجهين سياسيين ومن الممكن أن يكون بداية عملية سياسية جيدة”، كاشفا عن “وجود تحرك حالي على قوى سنية وكردية للانضمام إلى هذا التحالف”، ومؤكداً أن “صورة هذا التحرك ستتضح بعد انتهاء عطلة العيد”.

من جهته، اعتبر الأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين، محمد الحمداني، وفق “العربي الجديد”، أن “راعي التحالف الجديد أذكى من أن يجعله مغلقاً على الكتل الشيعية فقط، لكن قد يتم الاستغناء عن بعض القوى الشيعية غير المؤثرة وسحب كتل سنية وكردية معها، ليبدو أنه تحالف عراقي وطني وليس طائفيا وهو ما قد يكون مناسباً للصدر ويجنبه الإحراج الذي يمرّ به بسبب انقلابه على شعاراته التي رفعها قبل الانتخابات ولغاية الأسبوعين الأخيرين، والمتضمنة تحالفا عابرا للطائفة وحكومة بلا محاصصة طائفية”.وأضاف أن “التفوق الإيراني بدا واضحاً على اللاعب الأميركي في العراق  خلال الأسبوعين الماضيين ليس على حساب القوى الشيعية، بل حتى الأكراد يعتبرون الضمانات الإيرانية لهم جيدة، خصوصاً بموضوع كركوك والنفط والغاز وغيرها من الملفات، فالإدارة الأميركية سبق أن وعدتهم وخذلتهم في أزمة الاستفتاء الأخيرة”.

في غضون ذلك ذكر المتحدث باسم كتلة صادقون، ليث العذاري، أن “التحالف الجديد بين الفتح وسائرون ماضٍ في الطريق الصحيح، ولن يتزعزع بسبب المخططات الأميركية”.وكشف في تصريح صحافي، أن “التحالف بين الفتح وسائرون ليس تحالفا على حساب تحالف آخر، وإنما نواة للانطلاق نحو الفضاء الوطني ودعم العملية السياسية بعد أن وصلت إلى مفترق مظلم يقود الجميع للسقوط إلى الهاوية”.وأضاف أن “الدعوة مفتوحة لجميع الكتل السياسية للانضمام والمشاركة في التحالف الجديد والدخول بالعملية السياسية”، مبينا ان “التدخلات الخارجية لن تؤثر في التحالف الجديد، كونه يسير على الطريق الصحيح”.واتهم الولايات المتحدة بـ”محاولة زعزعة التحالف الجديد بين فتح وسائرون، لكن هذا التحالف سيتصدى لكل المحاولات الخارجية التي تحاول تمزيق وحدة العراق والتدخل في الشؤون الوطنية”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *