صحيفة:نتائج الانتخابات العراقية “صادمة”

صحيفة:نتائج الانتخابات العراقية “صادمة”
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- نشرت صحيفة “الحياة” اللندنية، الاثنين، تقريرا تحدثت فيه عن المفاجأت الكبيرة في الانتخابات العراقية، وفيما أكدت انها بالجملة، اشارت الى ان اولها كان تصدر قائمة سائرون بزعامة مقتدى الصدر وتراجع النصر ودولة القانون التابعتين لحزب الدعوة بزعامة كل من حيدر العبادي ونوري المالكي.وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “انتخابات عراق ما بعد داعش كانت صادمةً لنسبة الاقتراع المتدنية من جهة (44%)، وتصدّر تحالف سائرون المدعوم من مقتدى الصدر من جهةٍ أخرى، وقبل الحديث عن توزيع المقاعد، والذي لم يحسم بعد، تظهر النتائج الأوليّة التي أعلنتها مفوضية الانتخابات أمس، صعود كتلٍ جديدة إلى المشهد السياسي، وتثبيت أخرى كرقمٍ صعب يوجب الوقوف عنده”.واضافت: “مقتدى الصدر، أثبت أنّه الأوّل في البيت الشيعي، أما الكيان السياسي الجديد المشكّل من فصائل الحشد الشعبي فيدل على أن هناك بيئةً حاضنةً لهؤلاء، بالرغم من كل محاولات التشويه، خاصّةً أنّه حلّ في المركز الثاني، وحيدر العبادي، رئيس الوزراء حلّ ثالثاً، مخيّباً توقعاتٍ بأنه سيكون الأوّل، أما نوري المالكي فقد كان أكبر الخاسرين، فيما حافظ عمار الحكيم على حضوره تاركاً المجلس الأعلى في خسارةٍ كبرى، هو الآخر”.وتابعت: “حملت الانتخابات البرلمانية العراقية، التي أُجريت أول من أمس، مفاجآت عدة، سواء لناحية حجم المشاركة الشعبية فيها، أو لناحية النتائج التي أسفرت عنها، والتي أعلنت جزءاً ذا دلالة منها المفوضية العليا للانتخابات في ساعة متأخرة من مساء أمس، ولعلّ أهم ما كشفت عنه تلك النتائج هو ثلاثة مؤشرات رئيسة: أولها تراجع الشخصيات التقليدية أو ما يُطلق عليه الحرس القديم من مثل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي (نحو 25 مقعداً) ورئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي”.

واستدركت: “وثانيها، تراجع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي عن المرتبة التي كانت متوقّعة لائتلافه النصر بفعل تقدم منافِسيه غير التقليديين عليه، على الرغم من أن عدد المقاعد التي سيحوزها هذا الائتلاف يظلّ مرهوناً بالنتائج النهائية التي تشمل 9 محافظات لم يعلن عن حصيلة التصويت فيها أمس (بحسب النتائج الجزئية ينال ائتلاف العبادي 45 مقعداً)، إلا أن حلول النصر في المرتبة الخامسة في محافظة بغداد التي يُخصّص لها 71 مقعداً (أي ما نسبته 20% من إجماليّ مقاعد البرلمان) يُعدّ مؤشراً مهماً لا يمكن القفز عليه”.واردفت صحيفة “الحياة” بالقول: “أما ثالث تلك المؤشرات، فهو تقدم ائتلاف الفتح الذي يقوده زعيم منظمة بدر هادي العامري في عدد لا يُستهان به من المحافظات، مُحتلّاً المرتبة الأولى في ما لا يقلّ عن ثلاث منها والثانية في معظم البقية، ما يجيز التوقّع بأن ينال هذا الائتلاف الذي انخرطت فيه معظم قيادات الحشد الشعبي حصّة وازنة في البرلمان (قرابة 45 مقعداً بناءً على النتائج الجزئية)، وفي آخر الدلائل التي حملتها النتائج الجزئية، يأتي تصدر ائتلاف سائرون، المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، واحتلاله المرتبة الأولى في عدد لا يُستهان به من المحافظات، ليشكّل مفاجأة ستكون لها تبعاتها حتماً على مشهد ما بعد الانتخابات، وخصوصاً أن التقديرات الأولية تشير إلى نيل سائرون 55 مقعداً، ما سيمنحه كلمة في المعركة المرتقبة على رئاسة الوزراء”.

وبينت “الحياة”، انه “في ظل التطورات الدراماتيكية التي أفرزتها النتائج الأولية لانتخابات البرلمان العراقي، فإن المؤشرات تشير إلى تشكّل خريطة سياسية معقّدة، قوامها كتل ذات أجنداتٍ متقاطعة ومتصادمة، في ظروف حرجة يمر بها العراق والمنطقة، خلافاً للدورات السابقة، والتي أدت القوى الشيعية خلالها دور قطب الرحى في بناء التحالفات أولاً، وتشكيل الحكومات ثانياً؛ فإن وضعها الراهن جعلها تواجه اختباراً عسيراً، ولا سيما في ظل تعرّض شرعيتها لتآكل ملحوظ، على ضوء تدنّي نسب المشاركة بين جمهورها”.

واختتمت بالقول: “لكن القوى الشيعية ليست بأفضل حالٍ من القوى السُنّية والكردية، فالتشظي والتنافس الحادّ، وافتقارها إلى رؤيةٍ موحّدةٍ وتراجع دور قياداتها الكارزماتية بات واقعاً يخيّم على هذه القوائم، ما سيضيف تعقيداً آخر في طريق تشكيل الحكومة المقبلة، هنا يبرز العامل الخارجي، الأميركي – الإيراني، والذي سيكون حاسماً ومؤثراً في خفض سقف توقعات الجميع، وإعادة ترتيب الاصطفافات بالشكل الذي يمنع تعريض العراق، الخارج لتوّه من مخاض داعش، الى هزّاتٍ سياسية عنيفة قد تعيده إلى ما بعد انتخابات 2014 والتي انتهت، بعد شهرين فقط من إجرائها، باجتياح داعش الى مناطق واسعة من أراضيه”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *