صحيفة أمريكية:المالكي “لص وخائن”

صحيفة أمريكية:المالكي “لص وخائن”
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- كشفت صحيفة “ديلي بيست” الامريكية، في تحقيق استقصائي نشرته، الخميس (14 شباط 2019)، عن تعامل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ونجله وصهره مع شركة لعبت دوراً في تقديم رشى للفوز بعقود امنية أمريكية.وذكرت الصحيفة في تحقيقها، إن وزارة العدل الأميركية، تجري تحقيقاً مع شركة التعاقدات العسكرية ساليبورت غلوبال سيرفيسز للتأكد فيما يزعم بأنها لعبت دوراً في تقديم رشى لمسؤولين عراقيين مقابل الفوز بعقود استثنائية، ولكن حتى مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي قد لا يدركون حقاً عمق الفساد المتوقع.وبينت أن أفراد متنفذين، بضمنهم نوري المالكي، لهم علاقات مع شركة كويتية تدعى آفاق، يزعم بأنها باعت حق وصول وتسهيلات عدد ضخم من عقود عسكرية أميركية.وأوضحت الصحيفة، أن قصة شركة آفاق وعلاقاتها مع متعاقدين عسكريين أميركان في العراق أتت من مبلغين أفشوا بما لديهم من معلومات رغم ما يشكل ذلك خطورة شخصية عليهم”. 

وأضافت: استطعنا التحقق من مصداقية عدة تفاصيل من خلال وثائق عامة ومشتركة.ولفتت الصحيفة، الى أنها اجرت لقاءات مع أكثر من 30 مصدراً، بضمنهم متعاقدون وأشخاص يعملون في الحقل التجاري في العراق، طلبوا عدم ذكر أسمائهم خشية ردود أفعال محتملة، أحدهم رفض التحدث أكثر قائلا “هذا سرّي للغاية .”وأضاف أن “شركة ساليبورت، تدير منشآت عسكرية في مناطق مختلفة من الشرق الاوسط وآسيا الوسطى ولكن جوهرة تاج الشركة تقع في قاعدة بلد الجوية، وهي قاعدة شمال بغداد تضم طائرات أف- 16 يتم تمويلها من الحكومة الأميركية”.

وقالت أنه “في كانون الثاني عام 2014 حصلت شركة ساليبورت على عقد من القوة الجوية لتوفير خدمات دعم وتدريب وحماية أمنية للقاعدة وبضمنها خدمات ذات ضرورة مثل توفير طعام وطاقة كهربائية في القاعدة، حيث تلقت شركة ساليبورت مبلغا قدره 1.1 مليار دولار مقابل خدماتها في قاعدة بلد. وتتوقع أن تكسب 800 مليون دولار أخرى بحلول العام 2021 ، قبيل حصولها على عقد قاعدة بلد، قامت شركة ساليبورت بتوقيع صفقة مع شركة تسمى آفاق أم قصر للخدمات البحرية. 

وتنقل الصحيفة عن مصادر من شركة ساليبورت بالاضافة الى مصادر أخرى من منتسبين كبار في قاعدة بلد ومكتب الشركة الرئيس في ولاية فرجينيا، وصفهم شركة آفاق على انها “شريك”.وبحسب الصحيفة، فأن أربعة مصادر قالت إن نشاطات مزعومة لشركة آفاق بالنيابة عن شركة ساليبورت استقطبت انتباه وزارة العدل الأميركية”.وساليبورت هي شركة تعاقدات تدار من قبل شركة قابضة تدعى، كاليبورن ، مملوكة من قبل مؤسسة دي سي كابتال بارتنرز وهي شركة أميركية مساهمة خاصة.

وكشف التحقيق، أن “وثائق مرفوعة عن لجنة الأمنيات والتبادل لشركة كاليبورن تكشف فيها انه في تشرين الاول عام 2016 ادعى منتسب في وزارة الدفاع العراقية بأن شركة آفاق وعدت مسؤولين في الحكومة العراقية بتقديم أموال لهم مقابل قيامهم بتسجيل اسم شركة ساليبورت كمتعاقد تقديم خدمات لقاعدة بلد. وكون بلد هي قاعدة عراقية فان الحكومة العراقية لها الحق في تحديد المتعاقد الذي يتم استئجاره للعمل هناك.

الصحيفة بينت أن 17 مصدراً أكدوا ارتباطات شركة آفاق بمسؤولين في الحكومة العراقية، عضو سابق في قيادة شركة ساليبورت في قاعدة بلد قال إن “شركة آفاق تقوم بتسهيل الامور مع المسؤولين العراقيين، فيما كشفا عشرة مصادر بحسب الصحيفة، قسم منهم لديهم معلومات مباشرة عن تورط المالكي، حيث قالو أن “المالكي له هيمنة كاملة على شركة آفاق، في حين معلومات القسم الآخر كانت ثانوية” .

وقالت المصادر إن “نجل المالكي، أحمد المالكي ومن ثم صهره ياسر صخيل المالكي وهو نائب حالي، يتعاملان أيضا مع آفاق”، مبينة أن “رئيس الوزراء السابق الاسبق لا يدير كل تفاصيل آفاق”، ولكنهم زعموا بأنه يتلقى أجراً وإن تلك العلاقة كانت ناجحة لصالح ساليبورت.واستناداً لمسؤول كبير سابق في قاعدة بلد فانه عندما كان مسؤولو ساليبورت يرومون لقاء المالكي، فإن إدارة شركة آفاق تقوم بترتيب هذا اللقاء.

وكشفت الصحيفة، أن “وزارة العدل الاميركية تقوم الآن بتحقيقات في خروق محتملة لقوانين أميركية تحدّ من ممارسات فساد خارجية تكون قد ارتكبتها شركة ساليبورت من خلال علاقاتها مع آفاق، وجاء في ملف شركة كاليبورن، أن التحقيق الحكومي ينظر فيما اذا كانت الإدارة السابقة لشركة ساليبورت تحيط علماً أو يفترض أن يكون لها علم برشاوى مزعومة من قبلها وعدت بها شركة آفاق لمسؤولين في الحكومة العراقية”.

وتشير وثائق الى أن “شركة آفاق بدأت كشركة مساهمة مع شركة كويتية تدعى أميريكان يونايتد لوجستكس، أو الخدمات اللوجستية المتحدة الاميركية، المملوكة من قبل ضباط خدمات لوجستية سابقين في الجيش الاميركي “.وأضاف التحقيق الاستقصائي، أن “شركة أميركان يونايتد، كانت تدير تحميل البضائع في ميناء أم قصر، وبحلول عام 2007 كان للشركة سيطرة غريبة على شحنات الجيش الاميركي عبر الميناء.

وبحسب التحقيق، فأن أحد مصادر شركة أميريكان يونايتد قال: “لم يكن هناك أي منافس لها”. ولكن تم إغلاق الشركة بحلول عام 2013 بسبب قضايا خطيرة تتعلق بسمعتها، شركة أميريكان يونايتد كانت تعتمد على سائقي شاحنات عراقيين لتلافي هجمات المسلحين الذين كانوا غالباً ما يستهدفون الشاحنات الكويتية. ومن أجل تسديد أجور السائقين قامت بإنشاء شركات عراقية التي جمعت بالنهاية معاً في شركة واحدة تحت إدارة شخص يدعى، سامي الأسدي، وذلك في العام 2008″.

وبينت المصادر ان “هذه الشركة التجارية تسمى آفاق، وكان الأسدي هو المسيطر على حركة شحنات البضائع في أم قصر، وفي ما بعد بسبب خلافات مع اميريكان يونايتد فقدت آفاق سيطرتها على أم قصر ووجد الأسدي مخرجاً جديداً له وبدا يتعامل مع شركات مثل ساليبورت”.وأضافت، أن “تواصل سامي الأسدي مع ساليبورت كان مقنعاً للشركة بسبب علاقات قرابة له مع مسؤولين في الحكومة” .وأشارت الصحيفة، الى أن أول عقد كشف بين آفاق وساليبورت ربما يكون قد حصل في عام 2012. حيث وقعت ساليبورت عقد خدمات أمني ولوجستي آخر مع قاعدة أخرى وهي قاعدة سبايكر في تكريت لحين وقوعها بيد تنظيم داعش في عام 2014. 

وأصبحت قاعدة سبايكر في ما بعد موقعاً لأسوأ جرائم حرب يرتكبها التنظيم في العراق، حيث أوقعوا مجزرة بما يقارب في 1700 متدرب من القوة الجوية بالقرب منها. ولكن قبل سقوط تكريت كانت ساليبورت، وفقاً لمتعاقد سابق، واقعة في ديون مع آفاق وهذا ما أكدته عدة مصادر أخرى .وقال مسؤول سابق في شركة ساليبورت بحسل الصحيفة: “كان هناك عقد موقع في العام 2012 بين آفاق وساليبورت لإدارة القاعدة في تكريت. وكان العقد وفقا لترتيب 50 / 50 مناصفة وتم التسديد”. هذا يعني ان ساليبورت سددت لآفاق نصف حصتها من الفائدة في القاعدة.

وأضاف أنه “عندما كانت شركة ساليبورت تتفاوض مع آفاق، كان نوري المالكي أحد أكثر الاشخاص نفوذاً في البلاد. وفي أيلول عام 2014 وبعد اجتياح تنظيم داعش للعراق، انهارت حكومة المالكي. كانت تلك ضربة كبيرة للمالكي وعائلته فضلا عن الجهات التجارية الاخرى التي كانت تسانده بضمنهم شركة آفاق”.

وقالت مصادر إن “الصفقة مع آفاق استمرت لسنتين عقب خسارة المالكي لرئاسة الوزراء في حين بقيت قيادة ساليبورت التي تفاوضت في إتمام العقد مستمرة بالعمل للشركة. في العام 2016 توقفت ساليبورت عن تسديد الأجور لشركة آفاق” .وتنقل الصحيفة عن شخص مطلع على مجريات فسخ العقد قوله: “قالت ساليبورت لشركة آفاق اذهبوا الى الجحيم لن نسدد لكم اذهبوا الى المحكمة، نحن لا نبالي .” 

وفي آب عام 2016 رفعت آفاق قضية ضد ساليبورت في المحاكم العراقية لإلزامها بتسديد مبلغ 70 مليون دولار ثم لتسديد مبلغ 90 مليون دولار. خسرت كلتا القضيتين بخصوص الالتزامات ولكنها لم تستسلم. ثم استأنفت آفاق القضية وربحتها. وأصدرت محكمة تمييز حكماً يقضي بأن ساليبورت مدينة لآفاق بمبلغ يزيد على 56 مليون دولار. ولكن رغم ذلك لم يتم تسديد المبلغ لآفاق لأن ساليبورت طعنت بالقرار وفازت مرة أخرى لعدم تقديم آفاق أدلة ثبوتية كافية .

وبحسب التحقيق، فأن “مصادر أكدت إن “فقدان قاعدة سبايكر لم يؤثر على آفاق.. الآن يربطها عقد تجاري مع شركة سوسي SOSi الأميركية من خلال شركة مساهمة مع آفاق تدعى شهد الشرق. إنهما شريكان في قاعدتين أخريين هما قاعدة التاجي وقاعدة بسماية.وتنقل الديلي بيست عن مسؤول غربي كبير سابق، خدم في عدة جولات في العراق، قوله بعد اطلاعه على قصة شركة آفاق إن “سيطرة على الحكم حصلت في العراق مع سلطة متنفذة واسعة على الجيش والاجهزة الامنية وسيطرة على مصادر الاموال”.وأضاف المسؤول قائلا: “أموال مشبوهة فضلاً عن صناعتنا العسكرية .وفي النهاية الحكومة الاميركية أعطت المالكي المال لمساعدته في بناء حكومة ظل حقيقية. فساد المالكي ساعد بشكل مباشر في ظهور داعش .”

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *