ضباع العدالة وسقط المتاع … بقلم د. محمد الشيخلي

ضباع العدالة وسقط المتاع … بقلم د. محمد الشيخلي
آخر تحديث:

ضباع على أبناء جلدتهم … ولكنهم للأجانب كلاب ( بتصرف )

جميعنا يعلم مدى خسة ودناءة طباع الضباع وهي تلتهم فرائسها , فلا تأخذها عزة بأثمها وهي تقطع جسد الضحية , ورغم أنها من الفصائل المجتمعية والتي لها قواعد للتعايش بينها , لكنها تتميز بسرقتها لفرائس الأخرين , وتسير خلفهم وتراقبهم خلسة حتى تنقض على مابذله الأخر من جهد وتعب لأصطياد الفريسة , ثم تجتمع صائحة نائحة وبعد أن يأخذ التعب محله بالأخر , فتسرق فريسته وتتقاسمها بوحشية حيوانية بأمتياز .
وهذه الضباع البشرية لهي أشد وحشية ودناءة وخسة وقد وصفهم أحدهم جميعآ آبان أيام الأحتلال الأولى بأنهم مجموعة من (( الكلاب السلوقية )) تلهث خلف بسطال المحتل , لأن شرفهم قد سلموه الى المحتل , فمن يقبل أن يستعين بقوات الأجنبي لأحتلال بلده ووطنه فأنه لا يستحق أن يوسم ببقايا الشرف أو حتى مقترباته , لأنه كالمومس المنقبة التي تستبيح عذريتها سقط المتاع , فلا هي مؤمنة صادقة مع ربها ونفسها والناس , ولا هي كاشفة أبوابها مقرة بذنبها تمارس بغاءها وعهرها دون حياء , فتصبح كالمعلقة بين الآرض والسماء .
مشكلة العراق أنه أبتلى بعواهر الأحتلال وضباعه , محملين بدناءة وقذارة عهرهم بين أحضان المؤسسات المخابراتية أيام عيشهم على فتات الموائد يلتهمون خستهم وعمالتهم وتلطخهم وتلوثهم بعاهات الزمن الرديء وبكل عقد الحياة وعقدة النقص والجاه والمال , فتربصوا ساعة مقتل العراق , وأستمعوا لسمفونيات القذائف وهي تهوي على أرض العراق , وبعد أن جاءت صواريخ المحتل وطارت غربانهم بسمائنا ودخلت دبابات المحتل وأستباحت الآرض والعرض والتأريخ والحضارة , وبعد أن داست بساطيلهم أرضنا ووطننا وقذفت أساطيلهم حمم الحقد على أهلهم وشعبهم , وأحتلت وذبحت بغداد الرشيد , تسابقت ضباعهم لتنهش أرضنا وعرضنا وأموالنا , وتحل وتستبيح جيشنا ومؤسساتنا ووزاراتنا , تقتل رجالنا وتهجر علمائنا وتحاكم زعاماتنا وتغتال قياداتنا وتستبيح دماؤنا وتقسم وطننا وتفدرل مدننا وتنهب ثرواتنا , وأنيابهم تقطر حقدآ وغلآ ودناءة .
قد يتصور البعض أن من ذبح العراق وحل جيشه ومؤسساته ودولته هو الحاكم المدني سيء الصيت ((بول برايمر )) وأن قراراته وأوامره التشريعية هي من بنات أفكار الدوائر المخابراتية , وأن من أمر بأجتثاث حزب البعث هي أرادة المحتل وحاكمها , ولكن لو أطلعتم على حقيقة الآمر وخفاياه لملئتم دهشة ووليتم من عهر العملاء وخستهم فرارا ….!؟ فقد كانت ضباع المحتل تتسابق لذبح العراق ودولة العراق , وكان أسقطهم وأنكرهم لفضل العراق وكرم العراق رعم الخصاصة ومن الذين أبتعثوا بمكرمة من العراق ودرس بأموال العراق وأخذ الشهادات العليا بأسم العراق ثم أدعى أن أبناء العراق قد ضربوه بالحذاء فطلب لجوءآ سياسيآ بعد أن أستلم شهادته وصفى أمواله بالعراق , فعاش على الشح وفتات خسته وسرقته أموال الأبرياء عندما كان حاكمآ مرتشيآ يتصدى بمنصة القضاء , ثم تنقل عميلآ خسيسآ بين المعارضين حتى جعل منزله وكرآ للدبابير والعملاء , فتأمر على شعبه ووطنه وأنكر فضله وكرمه , حتى أنه أطاع ضباط المخابرات لنصب أجهزة التجسس على جيش العراق , وأشترك بالمؤتمر والوفاق وأستلم حصته من أموال المؤامرات ووقف يستلم راتبه الشهري من عدة سفارات , وجاءت فرصته قبل الأحتلال لينتقم من العراق فلهث خلف أسياده وضباط المخابرات لتقديم الوصايا لهم لقتلنا وأستباحت وطننا وتقديم مشاريعه الدنيئة لذبح العراق , فعقد جلسات وأقام ندوات ومؤتمرات وجمع كل سقط المتاع وأستغل وأستثمر وأستعمل رجالات لهم تأريخهم ووزنهم وعلمهم وفقههم وحياديتهم وورعهم وتقواهم فلوثهم بدنائته وخسته دون أن يعلموا مراده وغاياته وعمالته , وأستخدم أسمائهم لمشاريعه الرخيصة , فتهامس وتشاور وقرر , فطبع دنائته وخسته بحبر دمائنا وآهات ألامنا وأنين جراحاتنا , بكتاب ضمَنه خناجر قتلنا ومشاريع قرارات ذبحنا , ليقدمه لمسؤوليه الأميركان قائلآ لهم أن خير فعل لتدمير العراق هو هدم العراق , فأشار مهرولآ بمشروعه الأنتقالي والأنتقامي خادمآ لمأرب أسياده ..!؟ وأنيابه تقطر سمومآ صفراء ,, سيدي المحتل عليك أن تأمر بحل جيش العراق وقتل قادته وضباطه الشرفاء وأن تحل أركان وأجهزة ومؤسسات العراق , وأن تجتث الحزب وفكره , وأن تقيم محكمة يتولى أمرها من لفضه وطرده القضاء , وأن تضع الحاقدين والساقطين نواب أدعاء , وتأتي بالمنافقين يرفعون الدعاء , فيهللون للحكم فيتقافزون على جثث الأسود الضباع , فلهث حينها هذا الضبع ولعابه يسيل حتى يتولى أمر القضاء في العراق , ولكنكم تعلمون أن المحتل أقذر ماعنده هي خسة العميل , ولكنه يدرس خسة عملائه ويفاضل درجات دنائتهم , فوجد عميلآ أخس منه دناءة وأنحطاط فولاه أمر القضاء , ولفض هذا الضبع لمزبلة التأريخ منتظرآ مقعده بوادي سقر .
هؤلاء هم الضباع , وهؤلاء هم العملاء , يتقافزون على ألالام وأنين الضحايا والثكالى والأبرياء , وهمهم السحت الحرام لينهشوا كعكة العراق , أنهم وحوش بلا قلوب وبرداء البشر , أنهم بلا قيم ولا عهد وقلوبهم حجر , يأتوننا كل يوم بوجه , يهرولون خلف العطايا والهبات , يسرقون وينهبون ويلحسون صحون المخابرات , ينتظرون دورآ لهم لينهشوا العراق , وتراهم يتباكون على العذابات والجراح , ودموعهم كالتمساح , ينتظرون فرائسهم منذ الصباح, حتى يملئوا جيوبهم ويبنوا قصورهم من أنين الضحايا وألالام الصراخ .
ملئوا قلوبنا قيحآ فصبرنا , وحذرناهم من غضبتنا , فأخذناهم بالحلم , وأنصتنا لرجاء أخوتنا وسادتنا وكبرائنا , وزاد عليهم حلمنا , حتى وجدناهم يتقافزون على المنصات , فلم تأخذهم ألآ ولا ذمة بجراحاتنا وتضحياتنا وصمودنا وثباتنا , فخرجوا من جحورهم يتهامسون ومع أزواجهم يتربصون , وبدنائتهم يقهقهون , فجاؤا ليبيعوا علينا شرفآ نثروه وعز فقدوه , حتى أستوطن المحتل أعراضهم , وأستباح بقايا كرامتهم , فتعسآ لبضاعتهم ومشاريعهم ووثيقة شرفهم …
أن العراق له رجالات الرجال وسننتصر بالرجال الرجال وسيرميكم الشعب بالخف والنعال , ونحاكمكم بعدل العظماء وعدالة السماء , لا بخسة الضباع والعملاء …
وسأترك الحكم على هؤلاء الضباع لكم أيها الشعب العراقي , وما الحكم ألا لله وللشعب …

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *