ضرورة فك إرتباط العراق بسرطان ولاية الفقيه

ضرورة فك إرتباط العراق بسرطان ولاية الفقيه
آخر تحديث:

منى سالم الجبوري

هناك عاملان أساسيان دفعا بالعراق للمنعطف الخطير الحالي، وإن مايعانيه من مشاکل و ازمات حادة تعصف به عصفا بحيث وصلت الى حد تهديد وحدة التراب العراقي، يتعلق بصورة أو بأخرى بهذين العاملين، واللذين هما الاحتلال الامريکي للعراق و النفوذ السياسي و الامني و الفکري لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيه.

الامريکيون الذين دخلوا العراق من أجل أهداف بعيدة المدى قد يتم إدراکها لاحقا، يمکن إعتبار النظام الايراني إحدى الحلقات الاساسية التي إعتمدوا عليها بهذا الاتجاه، وکما إنهم ساعدوا و ساهموا بقوة في مجئ هذا الحکم الديني المتشدد و سيطرته على زمام الامور، فإنهم ساهموا و ساعدوا أيضا و بصورة ملفتة للنظر على السماح له بالتمدد و الاتساع على حساب دول المنطقة حتى إشعار آخر، وکما إن نظام الشاه کان شرطيا أمريکيا في المنطقة فإن نظام ولاية الفقيه، هو عامل و دافع و مبرر بيد الامريکيين من أجل حلب دول المنطقة الى جانب تنفيذ أجندة أخرى.

فتح أبواب العراق على مصاريعه أمام طهران، لم يکن غباءا أمريکيا بل أمر وراءه الکثير من الاهداف و الغايات تماما کما کان الحال مع الاحتلال العراقي للکويت، حيث غض الامريکيون النظر عن ما ينوي العراق من الاقدام عليه من أجل تحقيق غايات و اهداف استراتيجية في العراق و المنطقة، وإن الذي قد حدث بالنسبة لإيران، هو في نهاية المطاف شئ من هذا القبيل وإن الاندفاع الايراني”الاهوج”في العراق بصورة خاصة و المنطقة بصورة عامة، هو من أجل ديمومة عملية حلب المنطقة، بمعنى إن هذا النظام الذي صدع رٶوس شعوب و بلدان المنطقة بزعم تصديه و مواجهته لواشنطن و تل أبيب، لم يکن و لن يکون أکثر من مجرد حلقة بائسة في المخطط الدولي الذي يستهدف بلدان المنطقة و العراق خصوصا، والملفت للنظر إن هذا النظام يقوم بدور”القاتل المأجور”و”القاتل الذي ليس له من ضمير”، في تنفيذ الجانب أو الجزء المتعلق به من المخطط الاجرامي الذي يستهدف العراق خصوصا و المنطقة خصوصا.

السياق الذي تسير فيه الاوضاع في المنطقة، يٶکد حقيقة جلية وهي إن النظام الايراني يسير بإتجاه هاوية شديدة الانحدار وإنه ليس هناك من يمکن الحيلولة دون ذلك، ذلك إن هذا النظام قد قبل بالدور المسنود إليه و إنجرف في لعبة دموية دامية لايحمد عقباها و عليه أن يدفع ثمنها عن طيب خاطر، غير إن النقطة التي نود الاشارة إليها و التأکيد عليها هي ضرورة العمل من أجل فك إرتباط العراق حکومة و شعبا بالنظام الايراني قبل أن تقع الفأس في الرأس و يقع مالايحمد عقباه، ذلك إن النظام الايراني ماض بإتجاه مصيره الاسود الذي لامناص منه و يجب فك إرتباط العراق به قبل أن تقع الکارثة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *