منى سالم الجبوري
ليس من العقول أبدا أن يستمر الشعب العراقي على صمته و تجاهله أزاء الجرائم و المجازر و الانتهاکات التي يتم إرتکابها بحق بسبب النفوذ الايراني المتغلغل في مختلف مفاصل الدولة العراقية بل وحتى لانبالغ أبدا إذا ماقلنا بإن النفوذ الايراني في العراق أشبه بدولة داخل دولة.
من المهم أن تبادر القوى و الشخصيات الوطنية العراقية للعمل من أجل وضع آلية أو حتى خارطة طريق من أجل مواجهة النفوذ الايراني و العمل الجاد من أجل فضح الجرائم و المجازر و الانتهاکات التي تم إرتکابها بفعل هذا النفوذ، ومن المهم و المناسب جدا أن يتم العمل و التنسيق مع أفراد الجالية العراقية المقيمة في فرنسا من أجل القيام بتظاهرات و إعتصامات بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها حسن روحاني، رئيس الجمهورية الايراني لفرنسا في السادس عشر من تشرين الثاني القادم، وکشف و فضح نماذج من تلك الجرائم و المجازر.
نظام الجنهورية الاسلامية الايرانية الذي تمادى کثيرا في تدخلاته و في ترسيخ نفوذه في العراق و عبثه المستمر بالاوضاع و الشۆون العراقية من أجل تحقيق مصالحه و أهدافه المشبوهة، فإن الوقت قد حان من أجل فتح السجل الاسود لهذا النظام وان زيارة روحاني الى باريس و التي يمکن أن تصبح نقطة إنطلاق مناسبة و حتى جيدة بهذا السياق کي يتم إحراج هذا النظام و إفهامه من إن مايرتکبه بحق الشعب العراقي لن يمر مرور الکرام، کما إنه من المفيد جدا أن يتم التنسيق مع القوى و الشخصيات الوطنية لدول المنطقة الاخرى المبتلية بوباء النفوذ الايراني کسوريا و لبنان و اليمن، من أجل القيام بنشاطات و تحرکات مشترکة ضد هذا النفوذ في البلدان الاوربية بشکل خاص.
الصمت و السکوت تجاه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو أمر يفهمه هذا النظام بصورة تدفعه للتمادي و الإيغال في إنتهاکاته و جرائمه و تجاوزاته و جعل مناطق النفوذ تلك مرتعا و ساحة لتحقيق أهدافه و غاياته المشبوهة على حساب شعوب المنطقة، وإن المبادرة بنشاط و تحرك مضاد لدور طهران في الدول التي تعاني من سرطان النفوذ الايراني، سوف يکون خطوة أکثر من مفيدة و فعالة بالاتجاه الصحيح خصوصا فيما لو تبعتها خطوات لاحقة أخرى من أجل عدم السماح لهذا النظام بالمزيد من التمادي و قطع دابره نهائيا من هذه الدول.