طهران- موسكو: وّهمْ تثبيت المالكي..؟! .. بقلم: د. أحمد النايف

طهران- موسكو: وّهمْ تثبيت المالكي..؟! .. بقلم: د. أحمد النايف
آخر تحديث:

تثير مساعي تعيين “نوري المالكي” ملحقين عسكريين في سفارات جمهورية العراق في دول “الإتحاد السوفيتي” السابق، الإشتراكية، عدة تساؤلات مرفقة بعلامات إستفهام. 

كما تثير صفقة السلاح الروسية العراقية الكبرى المسكوت عنها أميركياً، وقد قاربت الـ5 مليارات دولار، تثير أسئلة كثيرة بمبدئها وبتوقيتها. فالنظام العراقي هو (مُنتج) سياسي للإحتلال الأميركي وحامٍ لمشروعه، وهنالك من يعتقد أن الهدف من الصفقة هو خلق مناخ الخطر والتهديد في (جغرافيا دول النفط) لتبرير الكثير من السياسات، وقد يكون القادم منها هو الأخطر .
هنالك من يعتقد أيضاً أن الصفقة هي ثمن إيراني لموقف روسيا من دعم حلفاءها في المنطقة بما فيهم المالكي. أي إن إيران تدفع من المال العراقي ثمن إستمرار نفوذها الإقليمي بطابعه المذهبي وأبعاده الفارسية.
يبدو للوهلة الأولى أن اللاعب الروسي هو الرابح. ولكن ماذا عن مفاجآت الغد.. وهل يُعطي (الغرب) روسيا ماحاربها من أجله طويلاً ومنع عنه “الإتحاد السوفياتي” يوم كان الإتحاد السوفياتي يقاسم الغرب بقيادة أميركا النفوذ ويهدد المصالح على امتداد العالم؟..
سؤال مازال معلقاً وقد يكون جوابه في دمشق .أو في بغداد.
تقارير الرصد الغربية تفيد أن المالكي أو من ينوبه في المهام (الحزبية) أو (العسكرية) أو (السياسية) سيزور موسكو مجدداً لتوقيع عقود تسليح جديدة بقيمة (ملياري دولار) لاستيراد أسلحة ذات إستخدامات متعددة لسحق معارضيه السلميين. تثميناً منه لتعهدات موسكو بالدفاع عن نظامه بممارستها دورها و(الفتيو) بعد أن قررت واشنطن والمنظمات الأُممية وضع ملف إنتهاك حكومة المالكي لحقوق الإنسان على سكة التدويل بانتظار دوره لمجلس الأمن.
وتفيد التقارير إن المالكي يعرف أنه غيرُ باقٍ وأنَ إستمراره مستحيل، ولكنه يعمل بنصيحة طهران وتسليم العراق خرائب لمن يليه بحيث يتصور أن يترحم العراقيون عليه. أيضاً يريد إستنفاد أموال العراق بحيث لا يبقى لدى نظامه الوطني البديل ما يكفي لإعادة البناء، أو لا يبقى لديه ما يكفي من الحوافز.
لم يسبُق لـ”موسكو” أن وجدت نفسها في مواجهة ضميرها كما اليوم. إنها تحاول بكثيرٍ من الخجل تبرير موقفها من نظام المالكي والثورة عليه.
الموقف الروسي لا يُحسد عليه الرفيق بوتين. إنه موقف المدافع عن مصالحه ومبيعات سلاحه ودوره الذي تم تحجيمه ليغدو مجرد مبيعات سلاح وعقود نفط وإعمار تغرف المال قبل الإعمار.
سيذكر العراقيون لأجيالٍ قادمة حين يقفون أمام قبور أعزائهم أن هؤلاء قضوا بـ(فتنة) إيران وبـ(سلاح) روسيا وموقفها السياسي الداعم لنظام المالكي الذي فقد شرعيته وتقاتل معه دفاعاً عن باطلِ الأبد. غريب موقف موسكو أنها لم تتعظ من إنهيار الإتحاد السوفياتي وسقوط الحلم وانحسارها إلى ما يشبه حدودها الوطنية. وهي تتضاءل ومعه دورها وما رافقه من آمال الشعوب، يوم كانت موسكو نِداً لـ(العالم الغربي) وتحمي بحضورها قدراً من حقوق الشعوب. موقف موسكو اليوم نقيض تراثها بالأمس. إنها تبيع شعباً بحقلي نفط ومبيعات سلاح وبقايا وهم إسمه نظام المالكي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *