عادل عبد المهدي وتكنولوجيا الكذب

عادل عبد المهدي وتكنولوجيا الكذب
آخر تحديث:

بقلم:مراد العماري

عادل عبد المهدي باعتباره مايسترو النفوذ الايراني في العراق يعمل منذ بداية احداث انتفاضة تشرين باتجاهين ” الأول ” مَؤْسَسَة العنف ضد المتظاهرين ، و ” الثاني ” ضمان رضا الكتل السياسية على بقائه في منصبه مقابل الحفاظ على مكاسبهم الحزبية ومغانمهم المالية .

ولغرض تنفيذ خطته هذه إعتمد عبد المهدي تكنولوجيا الكذب بأسلوبين بائسين مفضوحين ” الأول ” أن ينفي فيه قتل المتظاهرين على أن ترمىٰ التهمة على ( طرف ثالث ) تم تصنيعه خصيصاً لهذا الغرض بأنه هو من يقف وراء عمليات القتل والخطف . الأسلوب ” الثاني ” إختزال أهداف الثورة الشعبية بالجانب المعيشي بغية مصادرة الهَمْ الوطني الكبير للثوار والمتمثل بإسقط النظام السياسي الطائفي وتحرير العراق من النفوذ الايراني ( بالمناسبة الموقف من إيران ليس عداءً عنصرياً وإنما هو عداءً وطنياً ) .

عادل عبد المهدي ومعه الطبقة السياسية الفاسدة وبطريقة الهروب الى الامام إحتكروا لأنفسهم مهمة التَعمِيَة على الهدف الرئيس للحراك الشعبي وحصره بعنوان الاصلاحات رغم معرفتهم بالعنوان الحقيقي للصراع على الارض والمتمثل بالصراع الوجودي بين مشروع عراقي وطني يقوده الشعب ومشاريع طائفية ما قبل وطنية تقودها الحكومة والأحزاب الموالية لإيران .

بعد كل ممارسات المكر والخداع لم يعد أمام الحكومة مساحة رمادية يمكن اللعب فيها بشيطنة المنتفضين بأوهام المندسين المسجلة براءة اختراعها بإسمي اللواء خلف والدكتور الحديثي لأن الصور الحية اليومية تكشف بشاعة القتل والعنف الدموي الذي لم يحصل في تاريخ الدكتاتوريين والجلادين ، وكذلك أساليب التعذيب الوحشي ، مثل سجن أحد المتظاهرين من كربلاء في مجمدة ثلاجة لولا تدخل عناية الله في إنقاذه .

لقد نجح جيل شباب تشرين في إحداث صدمة تاريخية في الساحة العراقية والعربية والدولية بوعيهم الوطني العالي الذي قبر الطائفية وأزلامها الى الأبد ..تكنولوجيا الكذب قد تنفع الحكومة المستبدة في حالة واحدة مستحيلة وهي حالة المُعجِزَة وذلك عندما تبيض النملة تمساحاً أو فيلاً .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *