عاش عاش عاش الصدر والمجلس الأعلى كفر.. هادي العامري يقتل القتيل ويمشي بجنازته
ضحكت وانا أشاهد رئيس ميليشيا بدر الشيعية هادي العامري يلقي كلمة في جلسة الذكرى السنوية لمقتل المرحوم محمد صادق الصدر.
فكل المؤشرات في حينها، كانت تتجه باصابع الاتهام إلى جماعة المجلس الأعلى للثورة الشيعية بزعامة محمد باقر الحكيم، وكان العامري حينها يتولى قيادة جناحه العسكري (بدر)..
وقد نقلت الصحف العربية وقتها، تفاصيل أصداء خبر مقتل الصدر عند وصوله الى مدينة قم الايرانية، حيث توجه المئات من أنصار الصدر ومريديه ومقلديه إلى دار جعفر الصدر نجل محمد باقر الصدر، باعتباره وكيل المرجع محمد صادق الصدر والمعزّى الأول بمقتله. ومن هناك توجهت الجموع الى حسينية (الشهيد الصدر) ومنه الى مقام (المعصومة)، وهي تطلق شعارات:
(عاش عاش عاش الصدر…والدين لازم ينتصر)
(عاش عاش الصدر.. موتوا يا رجعية)
(عاش عاش عاش الصدر.. والمجلس الأعلى كفر)
(عاش عاش عاش الصدر… والمجلس الأعلى دجل)
وفي اليوم التالي، توجه الالاف من العراقيين في ايران، الى منزل جعفر محمد باقر الصدر، وقامت هذه الجماهير، باطلاق شعار:
(عاش عاش عاش الصدر.. آل الحكيم أهل الغدر)
وما أن انطلقت هذه الجماهير المتجمعة حول منزل جعفر الصدر في تظاهرتها، حتى اطلقت هذه الشعارات:
(ابن الحكيم اللي اكتله .. واحنه إله طَلّابه)
(عيدوا النظر والتقييم… لا قبنچي ولا حكيم)
(عاش عاش عاش الصدر آل الحكيم أهل الغدر)
(راح راح الصدر… بس ظلو اللگامة)
(راح راح راح الصدر… بسط ظلوا الدجّالة)
وفي مساء نفس اليوم، أقام مكتب خامنئي مجلس عزاء على روح محمد صادق الصدر في حسينية (أعظم الكبير) الملحق بحرم فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر، وهو أكبر الحسينيات وأوسعها واكثرها شهرة في مدينة (قم).
وما أن التأم المجلس وأرتقى المنبر خطيبه الايراني وضاق المكان برموز وشخصيات رسمية ومراجع شيعية ايرانية مهمة، بما فيهم ممثل “الولي الفقيه” خامنئي وممثل رئيس الجمهورية خاتمي، دخل محمد باقر الحكيم وعدد من افراد عائلته وهادي العامري الحسينية حتى عجّت الجماهير داخل وخارج الحسينية تطلق هتافها:
(عاش عاش عاش الصدر آل الحكيم أهل الغدر)
استمر هذا الشعار يدّوي في المسجد والحكيم والعامري يستمعان وهم مطرقي الرؤوس الى الأرض، ومطلقو الهتافات لا يستجيبون لدعوات والتماسات خطيب المنبر “الذي أثنى على عواطفهم وحبهم للصدر”، والتمسهم أن يكفوا عن ذلك الشعار ويستبدلوه بغيره.. فيما كان جعفر الصدر واقفاً يستقبل الوفود لا يدري ماذا يفعل، وبإشارة من محمود هاشمي ذهب الى المنبر كي يلتمس الجمهور بالكف عن اطلاق هذا الشعار الحاد.
هجع الجمهور للاستماع الى جعفر الصدر وهو يحدثهم باسم والده محمد باقر الصدر وباسم القتيل محمد صادق الصدر وباسم خامنئي صاحب مجلس العزاء ان يكفوا عن تلك الشعارات، و قال: (ان هذا العزاء هو عزاء السيد الصدر وعزاء السيد الخامنئي، وعزاء السيد الحكيم) وما أن ذكر اسم الحكيم حتى هاج الحاضرون وصرخوا جميعهم لا.. لا.. لا.. ثم انفجروا مردّدين بصوت أكثر دوياً وأكثر غضباً وانفعالاً:
(عاش عاش عاش الصدر آل الحكيم أهل الغدر)..
لم يستطع جعفر الصدر هذه المرّة إسكاتهم، فتنحى جانباً وأطرق برأسه الى الأرض لا يدري ماذا يفعل أو ماذا يقول…
في تلك اللحظات شوهدت عدة أحذية تنطلق على مكان جلوس ال الحكيم وهادي العامري، واطلق المتظاهرين هتاف: (هلو واحنا نهل.. يا محلى ضرب النعل).. فخرج ال الحكيم والعامري هاربين من الحسينية، والاحذية تتطاير عليهم..
واعتقل الامن الايراني 400 شخص من الذين قاموا برمي احذيتهم على ال الحكيم والعامري (حسب تقرير لصحيفة الحياة اللندنية حينها)..
وبعدها بيوم واحد قام حزب الدعوة بوضع لافتات مكتوب عليها:
كل من فقد حذاؤه عليه أن يراجع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية!