خالد حمزة الحمداني
الإصلاح في العراق له رجاله … والفساد له رجاله .. وتاريخ العراق المعاصر حافل بشخصيات لكلا الصنفين من الرجال .
ومنذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1920 وقيام النظام الملكي برزت شخصيات عراقية كثيرة وكبيره بطموحها في بناء دولة عراقية قوية متحضرة ومجتمع واعي متعلم ينعم أبناءه بالرفاهية والأمن والأمان … وأسماء كالملك غازي وفيصل والزعيم عبد الكريم قاسم والرئيس الراحل احمد حسن البكر وحتى صدام حسين ( رغم هفواته وكبواته ) وغيرهم قد تركوا بصماتهم الواضحة والمشرقة في الإصلاح والبناء على امتداد خارطة الوطن وبشتى مجالات الحياة حيث لازال العراقيون يتذكرون تلك الانجازات وأصحابها بحسرة .!!
لكن الإصلاح ورجاله ليس موضوعنا فالاثنين وللأسف غادرونا إلى غير رجعة ومايهمنا اليوم هو الفساد ورجاله .. الفساد المتمثل بمؤسسة حزب الدعوة الإسلامية ودعاته ومؤسسيه ..فمنذ تأسيسه كانت هناك صفتان متلازمتان يتميز بها أعضاء هذا الحزب عن أعضاء باقي الأحزاب العراقية الأخرى التي عاصرته ( كالحزب الشيوعي ) و ( حزب البعث ) هما الغباء السياسي والعمالة للأجنبي .!.
ماذا كان يريد السيد محمد باقر الصدر من تأسيس حزب إسلامي ..هل دعوة الناس للعودة إلى الإسلام ( المحمدي ) الصحيح بعد أن ارتد العراقيون المسلمون عن دين أبائهم وأجدادهم .؟!! أم الطمع في السلطة للسيطرة على مقدرات البلد وعقول البسطاء لتدجين شبابه والزج بهم في سلسلة حروب (مقدسة) ليس لها بداية ولا نهاية دفاعاً عن المذهب والأبراج العاجية لرجال المؤسسة الدينية ( المرجعية الرشيدة ) الذين لا يتقن الكثير منهم اللغة العربية !!
إلى أين كان يريد السيد محمد باقر الصدر أن يصل بالعراق وشعبه .؟ هل كان يريد إصلاح نظامه الصحي الذي كان يعد من أفضل النظم الصحية في العالم بشهادة الكثير من المنظمات الدولية .؟ أم إصلاح نظامه التعليمي ( الذي يعد الأفضل في منطقة الشرق الأوسط ) ومناهجه الدراسية الغافلة عن ذكر حادثة السقيفة .؟ أم تعزيز الروح الوطنية والتآخي بين مكونات أبناء الشعب العراقي الدينية والقومية والمذهبية .؟ ام جعل العراق في مصافي الدول الصناعية الكبرى بالاستفادة من الحكم والمواعظ العظيمة من كتاب ( اقتصادنا ) الذي لم نجني من قارئيه سوى أساليب جديدة للاحتيال والاختلاس وسرقة أموال الدولة بالأيدي التي تتوضأ صباح مساء من أعضاء حزب الدعوة واستثمارها في بلاد الكفر والإلحاد .!! وتوأمه كتاب ( فلسفتنا ) الذي لم ينتج لنا سوى وزير خارجية ( كونفشيوسي ) معتوه يتحدث بطلاسم لغوية لا يفهمها إلى الراسخون في العلم .!!.
الحمد لله إن السيد محمد باقر الصدر لم ينجح بالقيام بثورة إسلامية في العراق على غرار ثورة صاحبه السيد الخميني في إيران .. تصوروا إن طاقم الفساد والسراق لهذا الحزب البائس الذين يحكمون اليوم قد حكموا العراق منذ العام 1979 فماهو شكل العراق اليوم وحجمه.؟ والى أي درك أسفل سيصل المستوى الثقافي للشعب العراقي .؟ كم عدد الشهداء واليتامى والأرامل والنازحين والمهجرين .؟ كم عدد الحروب المقدسة للدفاع عن المذهب خضنا لغاية ألان .؟! كم من مليارات الدولارات ستختفي .؟ كم من الأمراض ستظهر من جديد لتفتك بأطفالنا .؟ وكم عدد أفراد منتسبي الحرس الثوري العراقي .؟ ومنذ كم عام غادر العراق أخر مسيحي وصابئي وايزيدي .؟ وكم وكم وكم .
إن حزب الدعوة الإسلامية حزب متخلف فأعضائه أناس فارغون مفلسون فشلوا في مدرسة الحياة وأخفقوا في حقول الإصلاح والإنتاج فعملوا على تشويه وإلغاء نجاحات الآخرين … وهؤلاء الأغبياء الذين لا يجيدون سوى السرقة مشاريعهم كلام وحججهم صراخ .. يمضون بلا تخطيط ويسيرون بلا همه ليس لهم أعمال خيره تُذكر فهم لا يتقنون سوى التخريب وإلافساد … مستحيل لأي شعب في الأرض فيه رمق من حياة أن يقبل بحكم هذه العصابة … إنهم كائنات طفيلية بليدة متحجرة .. فإن كان للجمال سرطان فحزب الدعوة هو سرطانه .
عذرا صدام حسين … لأننا لم نصدق كلامك عندما أخبرتنا إن حزب الدعوة (العميل) هو حزب من الخونة واللصوص الطامحون للوصول إلى السلطة ليسرقوا أموال الشعب وأحلامه ويسرقوا حتى الابتسامة من ثغور أطفاله .
وسامحك الله يا سيد محمد باقر الصدر على ما زرعت وأعاننا الله على ما نحصد فبئس ما زرعت وبئس ما نحصد .
وسامحك الله يا صدام حسين لأنك لم تُحّسن القتل … لقد قطعت الرأس فقط وتركت البيض
(الفاسد) يفقس وينتشر ويتكاثر.