عراق الدم

عراق الدم
آخر تحديث:

بقلم:هادي حسن عليوي

دم .. فدم .. ثم دم .. نصبح على دم ، ونتغذى والدماء تجري في الشوارع ، ونتعشى على الدم ، ونغفوا ودما عراقيين تسيل .. منذ خمسينيات القرن الماضي والعراق تجري دماؤه ، ولا يدري لماذا يقتل ؟ هل هو متآمر ؟ هل هو قاتل ، أم خائن أم عميل ؟؟ التهم كثيرة ، والقاموس العراقي قائمة قتله تطول .. وانتهت كل العهود .. وأعلن فخامة رئيس جمهوريتنا: جاء عهد التحرير !!! وضاعت علينا مفاهيم الاحتلال ، والمفهوم الجديد للتحرير !! وأي تحرير ؟ 700 ألف جندي أجنبي تتقدمهم طائرات الفانتوم والصواريخ والقنابل العنقودية و140 ألف جندي أمريكي يحررونا.

إنها مهزلة التاريخ ؟ ومسخرة القدر: أن العراقيين يجلسون ينتظرون الجنود الأمريكان يحررونهم.. كما يقول فخامة الرئيس جلال طالباني.. يا لها من مهزلة !!

وبدأت أمريكا بعد (تحريرنا) بالقتل العمد للعراقيين.. ومحاكمهم فضحتهم.. وسجن أبو غريب وصمة عار للتحرير الكاذب.. ثم بدأ القتل التحريري للعراقيين على الهوية.. بالكاتم والحزام الناسف والعبوة والمفخخة وبكل أشكال القتل.. وما زال الدم العراقي ينزف.. صباح مساء.. أطفال على أي صوت يصيحون تفجير.. وهم يرتعبوا.

ليبدأ تحرير العراق بصفحة جديدة : القتل لكل المارة.. ولا ينظر من هو المار.. يقتل ويمشي وليس هذا القتل على أيدي الجنود الأمريكان فحسب.. بل المواطنين.. وحملة مشعل الطائفية.. يساعدهم القاعدة.. وحكومة التحرير تقلي القبض على الجاني.. وأي قبض واعتقال ؟ ضحك جديد..وقسمت مدننا الى كونتونات.. بل شوارعنا قطعت.. حتى شوارعنا الفرعية أصبحت كونتونات مستقلة.. وحكومتنا تسرق الموازنات الفلكية.. لا مستشفيات لا تعليم.. لا حصة تموينية .. التي وعدنا المحررون ب 40 مادة !!

لينسحب الجيش الأمريكي.. وفق اتفاقية السيادة .. وأية سيادة ؟؟ لننتقل من جديد ل (تحرير جديد).. وتدخل داعش لنتوسل بالأمريكان العودة.. واشترطوا أن لا تجدد ولاية نوري المالكي ثالثةً.. نعم لا تجدد.. وعاد الأمريكان.. وطردت داعش.

لم يبق من العراق لا وطن.. ولا شعب.. بل أحزاب تحكم لمن؟ لا ادري سوى الموازنات الفلكية.. تفرغ وبلد يدمر.. ويسرق كل شيء..

وينتفض الشباب.. (أريد وطن).. ومنذ تشرين الأول الى اليوم.. قتلى.. وجرحى ومعتقلين.. ومختطفين.. وعراق.. بلا حكومة.. ولا مجلس نواب.. ولا رئيس وزراء.. وأكملت الصورة الكورونا!!

ما العمل ؟.. لا عمل.. وسنبقى هكذا.. الى ما شاء الله.. والدم يستمر بالجريان.. وخزينة الدولة خاوية.. والنفط يباع بأقل من تكلفته.. والدراسة متوقفة.. وشبابنا مازال على العهد باق.. فهل يبق الوطن أم يضيع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *