على حسّ قرّع طبول الحرب يرّقص العرب مذبوحين !؟

على حسّ قرّع طبول الحرب يرّقص العرب مذبوحين !؟
آخر تحديث:

بقلم:جبار الياسري

بلا أدنى شك ثمة أزمة فهم ووعي وإدراك تسود الأوساط الشعبية العربية في المنطقة .. إن لم نقل السواد الأعظم من الشعوب والنظام الرسمي العربي , عن خطورة وحقيقة ما دارَّ ويدور , وحِيكَّ ويحاك لأمتنا العربية على أقل تقدير .. منذ إنهيار آخر قلاع وحصون الأمن القومي العربي المتمثلة ببوابته الشرقية , وتحديداً منذ أن انطلت عليهم فرية وإكذوبة .. الخطر الداهم الذي كان يشكله العراق بتهديده لجيرانه مباشرة بعد انتهاء الحرب الإيرانية – العراقية !؟, والتي خرجت منها الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وليس العراق فقط .. منتصرة , بعد أن تم دحر العدوان وقبر المشروع والتمدد الإيراني التوسعي آنذاك , والذي لطالما أكدنا .. ونؤكد اليوم وغداً وبكل اصرار وبدون لف ودوران جازمين .. لولا حزم وعزم وبعد نظر القيادة العراقية الوطنية حينها في بذل كافة الجهود لحل الأزمة بالطرق السلمية أولاً لتلافي اندلاع الحرب , ومن ثم التصدي بكل حنكة وبسالة لذلك المشروع التخريبي المدمر الذي أثبت التاريخ الحديث بأنه كان الأخطر على العراق والمنطقة , والذي تم دحره وقبره في مهده بهمة وبسالة وتضحيات العراقيين الأبطال , والذين لولاهم لكان العراق والمنطقة بأسرها في خبر كان , ومسرحاً للحروب والاقتتال الطائفي والعرقي والاحتلال الأجنبي والخراب والدمار والتهجير وعرصة للنهب منذ عام 1980 وليس منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا

بالعودة لصلب الموضوع .. وما يدور من سجال ومزاد علني في بازار الابتزار الشرق أوسطي وما يرافقه من مهاترات ومد وجزر وشد وجذب وهيام وغرام وشراء ذمم , بعد انتهاء عقد وعدة زواج ” المتعة ” بين جيراننا الأخوة الأعداء ” بني ساسان وأبناء العم السام ” !, والذي لا محالة سيتحول عاجلاً أم آجلاً .. إلى زواج كاثوليكي غير قابل للطلاق سواءً في ظل نظام الملالي الحالي الحاكم في إيران من عدمه !؟, ولا داعي للإسهاب أو الخوض في سرد تفاصيل القصص والشواهد التأريخية وقِدمْ التخادم والتضامن والتحالف بين جارة العرب بلاد فارس وجميع القوى والامبراطوريات السابقة منذ فجر التاريخ .

في الظرف الراهن نحن لا نتهم أو نتبلى على الجارة إيران بل هي من اعترفت وعلى أعلى المستويات بأن لولاها لما استطاعت أمريكا احتلال العراق !؟, وعلى ما يبدو أن التاريخ القريب بدأ بشكل تدريجي يعيد نفسه من جديد , وبدأت نفس تلك الاسطوانة المشروخة تعزف نفس النغمة على وتر الإرهاب والتهديد والوعيد التي شيطنة العراق بالأمس القريب .

الحراك أو التحرك الحالي أو الطبخة القديمة الجديدة وبوادر الحرب التي باتت تلوح في الأفق ..!, ما هي إلا بوادر لإنهاء حقبة الاحتلال المركب والبدء بترتيب أوراق مشروع الاستعمار الأحدث والاستيطان ووضع اللمسات الأخيرة لشكل خارطة المنطقة الديموغرافية السياسية والاقتصادية وتقاسم النفوذ بين اللاعبين الكبار , ووقف الأطماع التوسعية لكل من تسول له نفسه أو بات يظن واهماً بأنه بات رقماً صعباً في المعادلة الاقليمية أو الدولية كما تدعي جارتنا إيران ؟, ولا ننسى تركيا أيضاً فهي باتت قريبة من عين العاصفة وأزمة اقليمية مؤجلة إلى إشعار آخر ..!؟ حيث تدعي إيران بأنها أصبحت قوة عظمى ولها نفوذ يضاهي أو يتفوق حتى على النفوذ الأمريكي أو الروسي في الشرق الأوسط !؟, من هنا لابد للولايات المتحدة أن تقوم بالواجب .. لتصفع أو لتسكب قليل من الماء البارد على رأس المرشد الإيراني الأعلى ورؤوس قادة حرسه الثوري كي يفوقوا ويصحوا من غيهم ويعودوا إلا رشدهم قليلاً !, وأن أمريكا التي مكنتهم من العراق على مدى 17 عشر عاماً كي يعبثوا ويعيثوا فيه خراباً وفساداً , وينهبوا ويقتلوا ويهجروا خصومهم ويصفوا جميع حساباتهم التاريخية مع العراق والعراقيين خاصة والعرب عامة … ليست هي أمريكا ” كارتر أو ريغن أو بوش الأب أو الأبن أو حتى أبو عمامة أوباما ” … وكما يقول المثل رحم الله رجل أو دولة عرف أو عرفت قدره أو قدرها وعادَ أوعادت إلى حجمه أو حجمها الطبيعي !؟, هذا بعض وجزء يسير مما يجري يا عرب .. يا من فقدتم البوصلة تماماً وها أنتم ترقصون طرباً على أنغام وأصوات طبول الحرب وهي تقرع ..!, وتعتبرون أمريكا هي المخلص والمنقذ والمهدي المنتظر !؟!.

كعادتهم متوهمين بأن الرئيس ترمب أو بوتين أو آيات الله هم من يقررون السلم أو الحرب .. !؟ ولا يعلمون أن هنالك قوة عظمى خفية لا يعلمها إلا هو سبحانه … وهي من تدير وتسيّر الجميع بالرمونت كونترول , كما يجب أن يعلم الجميع وعلى رأسهم الشعب العراقي المنكوب والمغلوب على أمره وأن يعي ويعلم علم اليقين بأن جميع من اختارهما الاحتلالين المركبين .. أي ” الأمريكي – الإيراني ” لحكم العراق قبل وبعد عام النكبة 2003 بشقيهما السياسي – و – الديني – المذهبي , شيعة وسنة عرب وكرد ومسيحيين ومكونات أخرى , ما هم إلا أدوات رخيصة طيعة دربتهم وأعدتهم وجلبتهم من مواخير شتى … وما هم إلا حفنة من شذاذ الأىفاق والدخلاء والفاسدين وأرباب السوابق والسجل والتاريخ المخزي والأسود , وأن الشعب العراقي بالرغم من سياسة الترغيب والترهيب والتخدير والتجهيل والتجويع والتضليل بات على علم ودراية تامة وينتظر بفارغ الصبر للإنقضاض عليهم .. لكنه للأسف ما زال مكبل بفتاوى ووعود وعهود لم يتم تحقيق أياً منها وعلى رأسها تأمين لقمة العيش الحرة الكريمة , ناهيك عن أن البعض يخافون من قول الحقيقة أو التصدي لهذه العصابات والمافيات التي استهترت وتنمرت وتمردت حتى على من جلبها ودربها وسلمها المهام والسلطات , وأي حكومة في الظرف الراهن لا تستطيع محاسبتهم أو محاكمتهم أو تحجيم دورهم .. بسبب سطوة وقوة وتعدد ولاءاتهم واتجاهاتهم حتى ضمن المكون والمذهب الواحد , بعد أن سلحتهم أمريكا وإيران بالمال المنهوب والرتب والنياشين العسكرية الشهادات المزورة وسلّحتهم بأحدث الأسلحة الفتاكة والمتفجرات والمخدرات !, وباستمرار تتم تغذيتهم وحشو أدمختهم الخاوية أصلاً على مدار الساعة عن طريق فضائياتهم ودجاليهم بالخرافات والبدع الطائفية التي لا تمت للعقل بأي صلة .

الآن وبعد ما لحق بالعراق من خراب ودمار بكل صلافة ووقاحة وصفاقة تتشدق وتدعي أو هكذا تزعّم أمريكا … بأنها جادة في تقليم أظافرهم وعادت لتحاربهم وتقضي عليهم وتخلص الشعب العراقي المخطوف منهم ومن راعية إرهابهم إيران !!!؟؟؟, .. لتدمير ما تبقى من معالم الدولة العراقية وقتل وتشريد وتهجير أبنائه من جديد , لأن الجرائم والحروب والتدمير المنظم والقتل والتهجير والسبي وسفك الدماء وتبديد الثروات وتدمير منظومة القيم الاجتماعية في المجتمع العراقي وحتى البيئة وأبسط مقومات الحياة منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا .. لم تكفي ولم تفي بالغرض المطلوب !؟

كما يبدو أيضاً أن من أهم وأبرز متطلبات الاستعمار الأحدث للعراق والمنطقة سيتم بشكل رسمي وبموافقة ومباركة وطلب .. بل وتوسل شعوب المنطقة , بعد أن نجحت خطط الاحتلاين المركبين نجاحاً باهراً في ترويض وتركيع هذه الشعوب وكسر إرادتها الوطنية بشكل لا يوصف ولا يصدق , بسبب التناغم والتفاهم والاتفاق السري المبرم بين ملالي إيران وأمريكا ومحفليها – الماسوني – الصهيوني على أقرب تقدير منذ عام 1979 وحتى يومنا هذا , وبما لا يقبل الشك واللبس بأن صفقة القرن المزمع عقدها ستكون لها أثمان باهضة وتداعيات خطيرة جداً وأن القادم أسوأ بل مخيف ومرعب , في حال بقوا العرب للأسف على هذه الحالة الاتكالية لا حول ولا قوة ولا قبل لهم حتى بأذرع ووكلاء إيران !, بعد سلموا لحاهم بيد أمريكا وإسرائيل واعتمدوا بشكل مطلق عليهم كما أكدنا في مقال سابق , وأن تأتي أمريكا للمرة الثالثة على التوالي بأساطيلها وبوارجها وجيوشها من على بعد آلاف الأميال كي تحميهم من جار أزلي يدعي الإسلام والتشيع كما هي ” إيران ” التي تحولت خلال 4 عقود إلى مارد وبعبع … ناهيك عن حالة التشرذم والضياع , وصناعة وطبخ المؤامرات والتآمر والتناحر والحروب والاقتتال الحاصل بين العرب أنفسهم من المحيط إلى الخليج , والذي بات ينذر بعواقب وخيمة على وجود ومستقبل هذه الأمة التي تسير بخطى سريعة نحو المجهول .. وإلا بربكم يا عرب .. كيف لجماعة قبلية صغيرة ( شيعية ) !, خرجت من كهوف صعدة كما هم جماعة آية الله الحوثي أن تحتل اليمن السعيد منذ 5 سنوات , وتقوم بتسيير طائرات ورقية لا تتعدى قيمتها 300 دولار لتدك بواسطتها مرافق اقتصادية حيوية كما هي المنشآت النفطية والمطارات في دول عربية غنية بعينها هدرت وبذخت مئات المليارات من الدولارات في شراء أحدث الأسلحة الفتاكة … وهذا يذكرنا بالضبط بمن خرجوا من كهوف ” تورا بورا ” في أفغانستان كما هم جماعة تنظيم القاعدة ( السنية ) !, ليدكوا الولايات المتحدة الأمريكية ويدمروا برجي التجارة العالمي خلال هجمات الـ 11 عشر من أيلول سبتمبر 2001 !؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *