على خلفية الأزمة الراهنة .. إطاحة المالكي تتطلب انشقاقات في ” الدعوة”

على خلفية الأزمة الراهنة .. إطاحة المالكي تتطلب انشقاقات في ” الدعوة”
آخر تحديث:

بغداد – شبكة أخبار العراق: دخلت المواجهة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبين المدن السنية التي تشهد تظاهرات واسعة ضد سياساته منعطفاً سياسياً خطيراً بعد إراقة دماء بعض المتظاهرين في مدينة الفلوجة بسبب صدامات مع قوات الأمن العراقية غرب بغداد أول من أمس. وقال مصدر في ائتلاف “دولة القانون” الذي يتزعمه المالكي إن “الحزب الاسلامي” السني برئاسة اياد السامرائي الذي يملك نفوذاً قوياً في مدينة الفلوجة هو أحد أبرز المحركين إلى جانب “هيئة علماء المسلمين” برئاسة حارث الضاري للإنتقال إلى الصدام المسلح مع القوات الأمنية من دون أن يغيب دور حزب “البعث” المنحل في هذا العمل. وتحدث موالون للمالكي عن خطة لبدء التمرد المسلح من الفلوجة مروراً بمنطقة أبو غريب ووصولاً الى حي الجامعة الواقع على بداية الطريق السريعة من بغداد باتجاه الحدود مع الأردن وسورية على أن تفرض الجماعات المسلحة سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية التي ستشكل قاعدة للتقدم باتجاه قلب بغداد مروراً بحي المنصور ومطار المثنى العسكري القريب من إحدى بوابات المنطقة الخضراء التي يتواجد فيها مقر رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع. في سياق متصل قالت مصادر مطلعة في التحالف الوطني الذي يرأس الحكومة العراقية إن التحالف الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني وائتلاف “العراقية” برئاسة إياد علاوي بعثا برسائل عاجلة إلى قيادة التحالف والمرجعيات الدينية الشيعية في النجف بضرورة تحمل مسؤولياتها لتغيير المالكي بسرعة. وكشفت مصادر التحالف الوطني أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أبلغ قيادة التحالف عبر قنوات خاصة في الساعات الأخيرة أن بقاء المالكي رئيساً للوزراء خط أحمر وأن على التحالف البحث عن وسائل أخرى إذا كان يريد تسوية الخلافات مع السنة. وأشارت المصادر إلى أن القيادة الإيرانية تعتقد أن تغيير المالكي أمر خطير وأن إقدام التحالف الشيعي على هذا القرار قد يعني أن انشقاقات ستصيب البيت السياسي الشيعي وهذا ما لن تسمح طهران بحدوثه, كما أن إطاحة المالكي وفق قناعة المسؤولين الإيرانيين سيؤدي إلى إرباك الوضع في سورية لأن المالكي نجح طيلة 22 شهراً من عمر الثورة السورية في تحويل الأراضي والأجواء العراقية إلى عمق ستراتيجي لقوات نظام الرئيس بشار الأسد من دون أن يواجه اعتراضاً أميركياً قوياً. وأوضحت أن خامنئي يؤمن أنه يعود للمالكي الفضل في هيمنة الشيعة على الحكم في العراق وبالتالي خروج الرجل من السلطة قد ينهي هذه الهيمنة ما يدفع بحزب “البعث” المنحل إلى العودة بقوة إلى بعض المؤسسات الحيوية كما أن بعض الدول الإقليمية والولايات المتحدة قد ينجحون في إجبار رئيس الوزراء الجديد “الذي سيخلف المالكي” في تبني مواقف أكثر تشدداً في التعامل مع الوضع السوري ما يضع القيادة الإيرانية أمام خيارات صعبة. ولفتت المصادر في التحالف إلى أن المرجع الديني الأعلى في النجف علي السيستاني أبلغ بعض مقربيه أن سياسات المالكي باتت أكثر خطورة على وحدة العراق وأن التطورات الدموية في الفلوجة تعني أن الأوضاع تتجه الى هذا المنزلق الخطير. وفي المواقف إزاء الأحداث, قال قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن الاطاحة بالمالكي مرهونة بحركة انشقاق جماعية داخل حزب “الدعوة” الاسلامي, غير أن هذا الامر مستبعد لأن طهران لن تسمح بذلك. من جهته قال النائب في “التحالف الكردستاني” محمود عثمان إن “التحالف الشيعي عاجز عن اتخاذ أي قرار بخصوص تحديد مصير المالكي الذي برهن أنه لم ينجح في إدارة الدولة. وأضاف أن المالكي كان ومازال جزءاً من المشكلة لا جزءاً من أي حل ولذلك فإن الاوضاع على الارجح تتجه إلى المزيد من التعقيد والتصعيد وهناك مخاوف من ان يصل العراق الى نقطة الانفجار وانهيار العملية السياسية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *