على من يضحکون؟

على من يضحکون؟
آخر تحديث:

 

  منى سالم الجبوري

يبدو أن إستخدام منطق النعامة من قبل الميليشيات الشيعية لتجاهل جرائمها و تجاوزاتها و خروقاتها التي ترتکبها بحق فئات و شرائح و أطياف مختلفة من الشعب العراقي، لم تعد تجد نفعا، خصوصا بعد أن صارت حديث المجالس و المنتديات و الاوساط المختلفة، ولذلك فإن الاستمرار في التجاهل المفضوح صار مضرا لکبيرهم الذي يحاول البعض تلميعه و إظهاره مدافعا عن حمى و کرامة العراقيين، ولذلك خرج متحدث بإسم”المکتب السياسي”لعصائب الحق يحاول من دون جدوى إصلاح ماقد أفسده الدهر.

 الجرائم المروعة و الانتهاکات و التجاوزات الفظيعة التي إرتکبت و ترتکب من قبل هذه الميليشيات و التي تتنوع و تتباين تبعا للظروف والاوضاع و”حسب الطلبيات”و”حسابات کبيرهم و مرجعيتهم في طهران”، وان سعي المتحدث لحصر الجرائم و التجاوزات المرتکبة بالخطف و الابتزاز، هو لعمري ضحك على الذقون، لأنه يتصرف وفق قاعدة”لاتقربوا الصلاة”من دون إيراد”وانتم سکارى”، ذلك أنه يتحاشى الحديث عن الذي جرى بعد الخطف، تماما کما کان الحال مع السجناء و عوائل و افراد تم إخطافهم و تنفيذ أحکام إعدام ميدانية بحقهم.

 هذا المتحدث لم يتجشم عناء الحديث عن جرائم تهجير الاحياء و المناطق و صيروة تلك العصابات التابعة له فوق القانون بل و انها جعلت قانون الغاب المنزل عليها من کبيرهم الذي يريدون أن يجعلون منه قدوة و مثالا للتضحية و الايثار للشعب العراقي، هو القانون الذي يتم تطبيقه في مناطق نفوذهم، کما لم يغنينا بالحديث عن الجثث المعلقة على أعمدة الانارة و لابالتصفيات الطائفية التي تکاد أن تقترب رويدا رويدا من مايمکن تشبيهه بإبادة جماعية.

 الإنتشار و التوسع السرطاني للميليشيات المسلحة التي أضطردت و إزدهرت کثيرا في عهد نوري المالکي، ومواصلة نشاطها على أساس نهج و اسلوب طائفي واضح المعالم، کان بمثابة المحفز و الدافع و العامل المساعد الرئيسي على إنتشار النهج الطائفي بين ابناء الشعب العراقي و إذکائه الى أبعد حد حتى وصل الامر الى حد داعش الذي هو نتيجة و ليس سببا کما يحاول الجمع الميليشياوي و کبيرهم و کهنتهم و سحرتهم في طهران أن يوحوا، وهذه حقيقة يعرفها القاصي قبل الداني وليس بالامکان تحريفها او تزييفها او تغييرها بسياقات مشبوهة أخرى.

 الميليشيات المسلحة التي أثرت سلبا على السلام و الامن و الاستقرار في العراق و صار لها دورا بالغ السلبية على مختلف الاصعدة، هي في الحقيقة الوجه الآخر لتنظيم داعش الارهابي، و الفرق الذي يميزها عن داعش ان أغلب جرائمها

 و تجاوزاتها يتم التغطية عليها بواسطة”عرابين”لها في مختلف مفاصل الحکومة العراقية بالاضافة الى وسائل إعلام مشبوهة تتغذى على جيفة الميليشيات.

 الحل و معالجة سرطان هذه الميليشيات لايمکن في فصل او إعلان البراءة المزعومة من 53 مجرما منهم، وانما الحل الاجدى و الجذري يکمن في إنهاء وجودها تماما کما هو الحال مع داعش و من سار على خطاها!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *