عنتريات فقاعة الـ 24ساعة .. والحال حرب الـ 3 سنوات ..

عنتريات فقاعة الـ 24ساعة .. والحال حرب الـ 3 سنوات ..
آخر تحديث:

فؤاد المازني

أغلب المتابعين للأحداث يتذكرون ماصرح به رئيس الوزراء العراقي السابق عقب الأزمات المتوالية في المحافظات الغربية والإنفلات الأمني فيها وفي بقية المحافظات متزامنة مع إستشراء الفساد ونهب الثروات وسقوط الضحايا في كل يوم وكانت التصريحات تؤكد بأن ما يحدث ليس سوى فقاعة وسوف يتم إخمادها والقضاء على مسببيها خلال 24 ساعة فقط ، بالرغم من تحذيرات العديد من الجهات الداخلية والخارجية له ولحكومته بأن العراق على شفا لهيب حرب ستحرق الأخضر واليابس وستطال الشعب برمته إن لم تتظافر الجهود بإيجاد حلول لإحتواء الأزمة وتقويض المؤامرة التي تحاك ضد البلد وعدم الإستهانة بحقوق الشعب وبدماء الأبرياء الذين يسقطون في كل يوم نتيجة الإنفلات الأمني وتقاعس بعض المسؤولين عن أداء واجباتهم وخيانة البعض الآخر وتواطئهم مع العناصر الإرهابية وهروب المجرمين من السجون والمذابح المتكررة أمام الملأ ولا يوجد من يحرك ساكنآ . وفي ظل تلك الاوضاع الدامية كانت العنتريات هي الوحيدة الظاهرة للعيان من خلال التصريحات النارية أمام المرتزقة وعباد الأصنام واللاهثين وراء فتات موائد السحت والمؤتمرات الشكلية المدفوعة الثمن سلفآ والفضائيات التي تتغنى بأمجاد عنتريات أصحابها وأبنائهم عبر الأثير والتي لم يكن لها موضع قدم على الواقع اللهم إلا إستمالة عواطف البسطاء من الناس والضحك على الذقون ، وإستمرت العنتريات في التصريحات والتحليلات لتنطلي الحقائق على الشعب ويتفاجأ الجميع في ليلة وضحاها بأن الفقاعة التي يتكلم عنها رئيس الحكومة كانت إحتلال نصف الأراضي العراقية من قبل تنظيم داعش الإرهابي وسقوط ثلاث محافظات بالكامل إضافة الى إحتلال أجزاء كبيرة من ثلاث محافظات أخرى وأن التنظيم التكفيري الوهابي على مشارف العاصمة ومحيط مدينة كربلاء المقدسة ولم تكن الإجراءات الإحترازية والإستباقية للحكومة آنذاك تصل الى أبعد من تحصين المنطقة الخضراء والجادرية وقصور المسؤولين بالرغم من هروب أغلب قاطنيها بعوائلهم وبما خف حمله وغلا ثمنه الى خارج العراق . وتبين فيما بعد أن الفقاعة المزعومة إحتاج العراقيون بفضل فتوى المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف متمثلة بالمرجع الاعلى السيد السيستاني ( حفظة الله ) وتظافر جهود جميع التشكيلات العسكرية والشعبية والمدنية الى 3 سنوات لإحتواء أزمة داعش وسحقه وتدميره والقضاء عليه ، ومن المؤكد كان الثمن باهظآ جدآ فهناك آلاف من الشهداء الذين بذلوا مهجهم مخلفين ورائهم مئات الآلاف من الأيتام والأرامل والثكالى وهناك أيضآ آلاف من الجرحى والمعاقين ومئات الآلاف من النازحين والمهجرين والأعراض المنتهكة والممتلكات المدمرة ، والغريب لا يزال البعض يتغنى بعنترياته ويوهم نفسه بها ويتسابق مع الآخرين ممن على شاكلته ببرقيات التهنئة والتبريكات بالنصر على الأعداء وتحرير الأراضي المحتلة وسحق الدواعش الأرجاس وكأنهم لم يكونوا بالأمس القريب ناكسي رؤوسهم في رمال الخزي والعار وكانوا السبب بما لحق بالعراق من دمار.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *