عن تأثيرِ مُفاوضات عُمان على العراق

عن تأثيرِ مُفاوضات عُمان على العراق
آخر تحديث:

بقلم:نــزار حيدر 

١/ من السَّابقِ لأَوانهِ الحكُم على طبيعةِ مُخرجاتِ الحِوار بينَ واشنطن وطهران، وبالتَّالي فمنَ المُبكِّر أَن نُحدِّدَ على وجهِ الدقَّةِ نَوع وحجمِ تأثيرِها على العراق.

٢/ لكن بالمُجمل فإِنَّ التَّأثير سيكونُ إِيجابيّاً بلحاظِ؛

أ/ إِنَّ إِستمرار التشنُّج بين واشنطن وطهران يدفع ثمنهُ العراق على اعتبارِ أَنَّ واشنطن ترى فيهِ جُزءاً من الملفِّ الإِيراني، كما صرَّحَ بذلكَ أَحد زعامات الإِطار التَّنسيقي.

ب/ في ظلِّ أَيِّ إِتفاقٍ بينَ البلدَينِ سينتقل العراق من الفكِّ الإِيراني إِلى الفكِّ الأَميركي إِلى إِشعارٍ آخر، فلم يعُد البلد يُمسِكُ العصا من الوسطِ!وهو الأَمرُ الذي يرى فيهِ كثيرونَ أَنَّهُ يصبُّ في خدمةِ العراق على اعتبارِ أَنَّ استمرارَ سيرهِ على حبلٍ مشدُودٍ مُدَّةً أُخرى لا يُساعدهُ على الإِستقرارِ، كما أَنَّ الذي يربطهُ بالولاياتِ المُتَّحدة إِتفاقيَّة إِطارٍ إِستراتيجي تشمِل كُلَّ مناحي العلاقاتِ الثُّنائيَّةِ، فضلاً عن أَنَّ الفكَّ الأَميركي سيُساعد بغداد في الإِندماجِ بمحيطِها الإِقليمي ومعَ دُول الجِوار، وهو الأَمرُ الذي يحتاجهُ العراق ويسعى إِليهِ في ظلِّ بناءِ خارطةَ شرقِ أَوسطٍ جدِيدة.

٣/ أَمَّا ملف الفصائِل التي هيَ الآن بحُكمِ منزوعةِ السِّلاح فذلكَ يعودُ بالدَّرجةِ الأِولى إِلى نتائجِ [الحروبِ] التي شهِدتها المنطقة على مدى العامَينِ الماضيَينِ، لكونِها كانت جُزءاً من مِحورٍ إِنهزمَ عسكريّاً وأَمنيّاً وتفكَّكت ساحاتهُ وانهارَت نُصرتهُ، خاصَّةً منذُ أَن تخلَّت عنهُ روسيا التي كانت تحتضِنهُ وترعاهُ وتحميه لذلكَ فإِنَّ الفصائل لم تعُد أَكثر من كونِها أَسماء بِلا معاني وعناوين بِلا مُحتويات.

وما سيكرِّس هذهِ الحالة هوَ مُخرجات المُفاوضات إِذا ما وصلَت إِلى نتيجةٍ ملموسةٍ إِذ ستُعيدُ طهران ومعَها ما بقيَ من فصائلَ مُسلَّحة سلاحَها إِلى أَغمادِها وتُرجئ كُلَّ شعاراتها الثوريَّة إِلى إِشعارٍ آخر، خاصَّةً بعدَ انقلابِ مَواقف موسكو في المنطقةِ لصالحِ وضعِها الحرجِ في آسيا وكذلكَ بعد هزيمتِها في الشَّرق الأَوسط وخسارتِها آخِر معاقلِها [سوريا].

أَمَّا إِذا لم تُفضِ المُفاوضات إِلى نتيجةٍ إِيجابيَّةٍ لطهران فستخسر بغداد الكثير جدّاً بسببِ فشلِها في بناءِ شخصيَّتِها وقرارِها المُستقِل!.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *