عودة البطانيات والمدافىء الانتخابية بقلم د. بشرى الحمداني

عودة البطانيات والمدافىء الانتخابية  بقلم د. بشرى الحمداني
آخر تحديث:

 

بغداد / شبكة اخبار العراق :  من الان وحتى الا شهر القليلة  القادمة سنسمع ونسمع ونسمع .. تشهيراً وتسقيطاً وخطباً واعلانات وبرامج وفضائح ونشر غسيل قذر واتهامات وتصريحات  طائفية ومذهبية ودعايات بمليارات الدولارات وليس الدنانير وسنرى المرشحين يتسابقون لاستغلال المناسبات الدينية القادمة ويوزعون كارتات الموبايل واللحف والبطانيات والمدافئ والهدايا او ما يستجد غيرها كل يدلي بدلوه ليس بالعمل المعنوي بل المادي للوصول في ماراثون الانتخابات الى  ما يصبو اليه المرشحون وكل ( حسب توريقه ) واغوائهم للناخبين وتسابق معظم القوى السياسية على استقطاب الاعلام وتبادل التراشقات والتهم، وكل بالاسلوب الذي يخدم مصالحه ورغباته . ..وستنتهي الانتخابات ونعود الى نغمة المحاصصة من جديد وسيختلفون على الكراسي والمناصب واللجان والامتيازات والوزارات ( الدسمة ) ..ثم يتفقون على توزيع المناصب فيما بينهم تحقيقاً للتوازن واحترام المكونات والشراكة الوطنية و..و.. وطز بالنزاهة والكفاءة والتكنوقراط ..ولتذهب الى الجحيم امال الاغلبية الصامتة ؛ صمت ابي الهول   ..فالكفاءات في العراق الجديد شحيحة ..وللمحاصصة – كما للضرورة – احكام ..وكل شيء بثمنه..ويا بخت من نفّع واستنفع !!  وظاهرة التملق والتشهير وتوزيع المساعدات المادية والمعنوية لكسب الاصوات ليست وليدة اليوم بل تعود الى   انتخابات عام 2005 التي شهدت أيضا توزيع مبالغ مالية وصلت في بعض الأحيان إلى 100 دولار ، وبذات السيناريو لطويل  من الوعود والعهود مستغلين بذلك كل وسائل الاعلام للوصول الى مآربهم ,  فما يهم المرشحين الفوز باعلى نسبة من الاصوات  وما ان تنتهي الانتخابات حتى يعود الحال الى ما كان عليه ’  وكي لا اتهم بالتشائم  تراني  اردد ما كان يقوله الشاعر الطغرائي ما اضيق العيش لولا فسحة الامل   واتطلع كما هو حال العراقيين  الى ان  تجد الانتخابات  رجالها ومن يحق لنا أن نسميهم خدام  الشعب. أمنية لا تزال معلقة، متى نستفيد من تطور التكنلوجيا الحديثة في السيطرة على الكوارث وكشف المتفجرات؟ وان  تدار الحكومة من أرض الواقع، وينزل المسؤول ينزح المياه مع المواطن ويساعد في رفع ضحايا التفجيرات، تاركاً برجه العاجي الدافيء والإدارة (بالموبايل)، شعوراً بالمسؤولية حاملاً للأمانة، فقد سأمنا الواقع ودمائنا ضاعت مع مياه الفساد التي أغرقتنا، بل إن للدماء أنهار تجري كل يوم.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *