فائق الشيخ علي من ( غنائم ) السرقة الى شتم الصناديق !

فائق الشيخ علي من ( غنائم ) السرقة الى شتم الصناديق !
آخر تحديث:

سليم عبدالرزاق السامرائي

من المؤكد و الأكيد ، إن حقبة غزو و إحتلال العراق و ما إستتبعها لاحقا” و حاضرا” ، تُعد حقبة للنكرات والمجهولين وعديمي التأريخ ، وهذا الأمر بلا شك سيهتم به المؤرخون الأمناء و المهتمون بالتدوين الحقيقي ، بهدف تصحيحه و تصويبه ، لكونه يمثل غفلة تأريخية ، دهمت التأريخ السياسي العراقي على حين غرة ! .

أسوق هذه المقدمة ، كي أشير الى النائب فائق الشيخ علي ، الذي هو من أبرز سياسيي الحقبة التي أسلفت في ذكرها ، بعدما ظهر من العدم التأريخي ، متسلقا” في هذه الغفلة التأريخية ، رافعات الأضواء الزائفة ، خصوصا” عندما راح يستهين و يقلل من شأن أبرز شخصيات المعارضة العراقية السابقة ، على الرغم من كونه ريشة ، أمام ثقل هذه الشخصيات اللامعة ، و التي أثرت عمل المعارضة العراقية السابقة ، سياسيا” و إعلاميا” و فكريا” ، و لتكون بالتالي عناوين تأريخية و أثيلية لهذه المعارضة ، مهما تنكر لها ، أرباب العملية السياسية السائدة .

و كاتب السطور يتناول المذكور ، تناولا” موضوعيا” مبنيا” على هدي الواقع و الشهادة الحية ، و ليس من باب المقبرة و شخوصها الأموات ، لأن الشهود في الغالب ، ما يزالون أحياءا” يُرزقون ، على العكس من إدعاءات و ترخصات فائق الشيخ علي ، التي تعتكز على الفراغ و العدم ، أو هي تستشهد بأموات ، لم يكونوا يوما” شهودا” لإدعاءات فارغة ، أو هي من إختلاق الوهم و الكذب الطاووسي .

فائق الشيخ علي ، لم يكن معارضا” للنظام السابق سواء أكان ذلك داخل العراق أم في خارجه ، و إنما تعلق بالعمل المعارض وهميا” ، عندما دفع لاحمد الجلبي 10الاف دولار لحضور مؤتمر المعارضة في لندن عام 2002 ، و بالفعل تمت دعوته و حضر المؤتمر ، وهو المؤتمر الوحيد الذي حضره للمعارضة ويتبجح به امام القنوات التلفازية ، حتى غدا هذا التبجح إسطوانة مشروخة و سمجة في آن ، إعتمادا” على حقيقة مفادها ، إنه اتهم في العام 1991 بالسطو على مبنى محافظة النجف ، و سرقة الخزانة ، و من ثم هرب على اثرها الى خارج العراق عن طريق ايران ، و بعد ذلك لجأ الى لندن لجوءا” إنسانيا” ، بفعل ظروف العراق الإقتصادية ، و الحصار الإقتصادي الخانق عليه ، و بقى هناك حتى غزو و إحتلال العراق عام 2003 .

لذلك ، ليس غريب عليه في فترة التسعينات من القرن الفائت ، أن يقوم بالدفاع عن اللصوص و ناهبي ممتلكات و أموال الدوائر الرسمية ، معتبرا” إن هذه الأموال و الممتلكات ، هي من المغانم أو حسبما قال لصحيفة ( الرأي العام ) الكويتية وقتذاك ، ( إن هذه غنائم من حق الشعب العراقي أن يأخذها ) .

و ما عدا مشاركته في مؤتمر لندن ، وفق الواقعة التي ذكرتها سلفا” ، لم يكن لفائق الشيخ علي ، أي عمل سياسي معارض يُذكر ، حتى إن أهل النجف في هذا الجانب يعرفونه جيدا” ، و حتى في الفترة التي أقام فيها ، فائق الشيخ علي في الكويت في أعقاب الإحتلال ، عمل في مكتب للمحاماة ، و كان يشيع آنذاك إنه سيكون سفيرا” للعراق في الكويت ، بيد إن إدعاءه كان فارغا” و كذبا” سافرا” ، عندما إتضح هذا الأمر جليا” للكويتيين قبل العراقيين لاحقا” ! .

و في إطار تناقض تصريحاته المتعلقة بحرية الرأي و التعبير ، كشف المرصد العراقي للحريات الصحفية مؤخرا” ، قيام النائب فائق الشيخ علي ، بمنع الصحفية هبة السوداني العاملة في شبكة الإعلام العراقي ، من دخول مبنى البرلمان لممارسة عملها ، من جراء خلافها في الرأي مع فائق الشيخ علي ، في مؤتمر صحفي ، عقده الأخير قبل عام ! .

إن إدعاءات و تناقضات فائق الشيخ علي ، لا تُعد و لا تُحصى ، ناهيك عن شتائمه الرخيصة بحق هذا و ذاك ، و آخرها و ليس أخيرها من على قناة الرِشيد ، ( أنعل أبوكم يابو الصناديك – صناديق الإقتراع ) ! .

و لم يقتصر الأمر على هذا الجانب و حسب ، بل راح يعقد الصفقات و أعمال السمسرة ، بعدما إدعى إنه مفوض من قناة البغدادية و صاحبها عون الخشلوك ، قبل أن يقوم الأخير بإصدار بيان ينفي ذلك ، يعلن من خلاله أن فائق الشيخ علي ، ليس له علاقة بالقناة لا من قريب أو بعيد ، و إن إدعاءه بذلك ، هو محض إفتراء و كذب و بهتان .

كما حاول أن ينتقص من المعارضين الذين سبقوه بأكثر من عقد ، في العمل أو النضال المعارض ، مع إنه لا يصل الى ربع الربع ، من قاماتهم في السياسة و الإعلام و الفكر و الأدب و الفن .. و على سبيل المثال لا الحصر ، أين هو من الجواهري و حسن العلوي و مظفر النواب و هادي العلوي و سعد صالح جبر و علي الشوك و فوزي كريم و عبدالزهرة الركابي و عامر بدر حسون و فؤاد سالم و شوقية العطار .

و لا ننسى نكرانه للجميل ، مثلما لا ننسى إنتحاله صفة مؤلف كتب ، عندما إستخدم الأموال التي سرقها من العراق وهرب على اثرها الى لندن ، مستغلا” فقر و حاجة الكاتب العراقي هشام محمد سلطان ، من خلال شرائه كتابه ( اغتيال شعب عام ) ب 2000 دولار في تلك الفترة ، و وضع أسمه تحت عنوانه ، قبل أن يقوم بطبعه .

وفي العام 2002 اشترى  كتاب ( مذكرات وريثة العروش  ) من نفس الكاتب ، و بثمن 4000 دولار ، حيث قام بطباعته في لندن ، و كذلك اشترى بحكم علاقاته في العمل في مجال السمسرة ، كتاب اسمه ( مقابلات في المنفى ) ، لكاتب عراقي في المهجر ، لم تسعفني ذاكرتي في إستحضار أسمه .

و على ذكر جانب تأليف الكتب ، أتساءل : كيف لهذا المنتحل للتأليف ، أن يعمد الى التشكيك و الإستهانة بما قدمه السياسي و المفكر حسن العلوي ، للمعارضة العراقية السابقة ؟ ، و هل من المعقول أن يأتي صبي في السياسة إذا ما أردت مقارنته مع العلوي ؟ ، و إن كانت مثل هذه المقارنة لن تحصل في كل الأحوال ، ليقلل و لا أقول ينتقص من مفكر و كاتب و سياسي ، أتحف المكتبة العراقية و العربية ،و على كل حال ، يظل فائق الشيخ علي ، واحدا” من السياسيين الوهميين ، الذين أنجبتهم سياسة ، تقوم على قوائم الغفلة و الوهم ، و قبل ذلك لم يأتوا من أصلاب و أرحام السياسة المعهودة ، بالتنافس الشفاف و الكفاءة المؤهلة .. أتوا و ظهروا بسرعة ، و سيختفون حتما” بمثل هذه السرعة ! .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *